من لبناني جائع لـ"وزير الميرسي": "شكرا عالسلة معاليك اذا شرف المحاولة بيكفيك!"
من لبناني جائع لـ"وزير الميرسي": "شكرا عالسلة معاليك اذا شرف المحاولة بيكفيك!"

خاص - Monday, July 13, 2020 5:07:00 PM

أطل وزير الاقتصاد راوول نعمة عبر الشاشة الصغيرة أمس ليتحدث عن السلة الغذائية التي انتظرها اللبنانيون بفارغ الصبر، باعتبارها خشبة الخلاص من الجوع والفقر.

وفي خضم حديثه المفصل تعجب نعمة قائلاً: "السلة بتتضمن 300 سلعة في حدا قال شكراً... يه صار فيي اشتري شي أرخص؟!".

ليس عنصر المفاجأة في الجملة وحده هو ما أثار سخط المشاهدين، بل هؤلاء شعروا بالاستغراب من نظرة معاليه، لأنه من المفترض أن تكون هذه الأمور والقرارات والسلل من اختصاص الوزير الذي يتقاضى راتبه مقابلها من الشعب اللبناني. فإذا كانت السلة من ضمن الانجازات كارثة، لأنها بهذه الطريقة لا تكون حقا مكتسبا. واذا كانت تستدعي الشكر فهذه كارثة أكبر لأنه، وناهيك عن الثغرات التي تتضمنها ان كانت مقصودة أو لا، فان المثل يقول "لا شكر على واجب".

اللبنانيون بطبيعتهم، لم يتمكنوا من ردع أنفسهم من التعليق على المشهد المستفز بأسلوب ضاحك وساخر، فتحولت عبارة "وزير الميرسي" الى هاشتاغ من لائحة الأكثر تداولاً، وانتشرت التعليقات الساخرة، ومنها: "عزيزي الوزير راوول نعمة سامحنا عالتقصير حقك علينا"، وأضاف آخر: "صباح الخير معالي وزير الاقتصاد راوول نعمه. ميرسي ع كل شي".

وفي تغريدة أخرى كتب أحد الأشخاص: "اليوم الغداء منسف بس بدون لحمه مفرومه. اليوم بس رز و دجاج ولوز بس بدون لحمه مفرومه. كيلو اللحم ب ٥٠ الف ليره وعنا بالضيعه ما في ولا ملحمه فاتحه ..شكرا راوول نعمه".

وتابع آخر: "السلة الغذائية للوزير راوول نعمة ربما تنقلنا من العدم إلى الحضيض وبرأيه يجب أن نشكره على "الحضيض" الذي أنعم به علينا".

التعليقات كانت كثيرة ولاذعة، ربما لأن اللبناني أصبح يشعر بالتخمة من "تربيح الجمايل" لأشخاص يتقاضون رواتبهم ليفعلوا تقريباً لا شيء تحت راية الانجازات العظيمة.

وكيف يقبل وزير الاقتصاد الشكر من شعب جائع، مهما انخفضت أسعار السلع الغذائية لن يتمكن من شرائها؟ وعلى أي أساس صنفت المواد الغذائية والاستهلاكية بين مهمة وأقل أهمية... والدليل على الفشل في التصنيف حتى كان البلبلة حول الفوط الصحية.

أعذرنا معاليك على صراحتنا، ولكن عبارات الشكر تموت أمام الجوع والفقر والأحلام المخطوفة والمستقبل الضائع والهجرة المستحيلة والعلم المستميت والكهرباء المقطوعة والمياه الملوثة والهواء المسرطن والجيوب الفارغة والأمعاء المنازعة من كثرة اضمحلال الطعام فيها...

ولكن وان كنت تنتظر منا الشكر، فعن لسان كل لبناني جائع نقول لك: "شكرا عالسلة معاليك اذا شرف المحاولة بيكفيك"!

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني