القرار الأميركي بانتخاب رئيس متخذ وارتفاع أسهم هذا المرشح.. تحالف ثلاثي للحل الرئاسي؟!
القرار الأميركي بانتخاب رئيس متخذ وارتفاع أسهم هذا المرشح.. تحالف ثلاثي للحل الرئاسي؟!

خاص - Tuesday, March 19, 2024 10:41:00 AM

يبدو أن الملف الرئاسي بدأ يأخذ مسارًا تصاعديًا بعد الحديث عن هدنة إنسانية مرتقبة بين غزة واسرائيل. في المقابل يشهد الداخل اللبناني حركة مكوكية إذ التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، سفراء اللجنة الخماسية. وبعد اللقاء، قال السفير المصري علاء موسى إن "الإشارات إيجابية وهناك مرونة والبحث عن أرضية مشتركة بين الافرقاء"، مشيراً إلى أن "الخرق الملموس الذي حققه سفراء اللجنة الخماسية هو اقتناع الافرقاء بالوفاق للتوصل الى رئيس".

ولم تقف الخماسية على هذا اللقاء بل إتجهت الى الصرح البطريركي للقاء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بالإضافة الى عدة لقاءات ستقوم بها خلال الأيام المقبلة.

فهل هناك من تقدم في ملف الرئاسة؟ وهل ورقة بكركي ستلعب دورًا مهمًا؟ وهل من ضمانات للتخلي عن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية؟

 

لم يحن الموعد وكل الإحتمالات واردة

وفي حديث لموقع vdlnews أكد الصحافي والمحلل السياسي وجدي العريضي أن "مبادرة كتلة الإعتدال الوطني هي كسائر المبادرات أي أنها لا تخلو من الصعوبة والتعقيدات في ظل الوضع السائد في لبنان حيث ثمة انقسامات داخلية وصولًا إلى وضع المنطقة".

 وأضاف: "مبادرة الاعتدال هي المبادرة الوحيدة الموجودة وهي تحظى على دعم من اللجنة الخماسية وكذلك من رئيس المجلس نبيه بري ولكن الامر الواقعي والمنطقي هو إنه لن ينتخب أي رئيس في لبنان الا من خلال تسوية دولية إقليمية وحتى الساعة لم يحن موعد التسوية".

 وتابع: "مبادرة كتلة الإعتدال تأتي في الوقت الضائع وهي من نواة أفكار اللجنة الخماسية أي الخيار الثالث ولكن حتى الساعة ليس هناك ما يدل على أنها حققت نتائج أو ستتابع مهامها باعتبار أن هناك جولات لسفراء الدول الخماسية وكل الإحتمالات واردة لكن لا أرى أنها ستسجل أي خرق على الإطلاق في مثل هذه الظروف والأجواء المحيطة بالبلد والمنطقة".

 

ورقة بكركي كسائر الأوراق

وكشف العريضي أن: "ورقة بكركي هي كسائر الأوراق المطروحة على بساط البحث لدى كل الطوائف والمذاهب وأيضًا على مستوى المبادرات ولكن الجميع يتذكر انه لدى كل استحقاق تجمع بكركي القادة الموارنة وتعمل على تقريب المسافات في ما بينهم".

 وقال: "هناك لجنة من الأحزاب المسيحية كانت تجتمع في بكركي لكن الظروف المحيطة والإنقسامات والخلافات بين هذه المكونات أدت إلى توقف العمل، ولكن مُؤخرًا، برزت بعض المؤشرات التي تدل بأن هناك نية لعودة مثل هذه اللقاءات بعد خطاب رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل".

 وأردف: "لا ننسى أن بكركي منفتحة على كل الأحزاب المسيحية ولا تهاجم هذا الطرف أو ذاك، ولكن بعض القوى غابت عنها مثل التيار الوطني الحر نتيجة الخلاف السياسي والرؤية الواضحة بين الطرفين ولكن استمر النائب إبراهيم كنعان في زياراته الدائمة والمتواصلة إلى الصرح البطريركي نظرًا للعلاقة التاريخية التي تربط عائلته بهذا الصرح وصولاً إلى التلاقي والتواصل بين بكركي وبعض القيادات المسيحية في الآونة الاخيرة من أجل دعم الكنيسة وأبنائها المتواجدين على الحدود الجنوبية".

 وأكمل: "هناك دور لافت لتجمع "موارنة لأجل لبنان" بالتنسيق مع بكركي والفاتيكان من اجل حماية أبناء قرى الشريط الحدودي، المسيحيين واللبنانيين بشكل عام، عبر رئيس التجمع المحامي بول كنعان ولا زالت هذه المساعي قائمة حتى اليوم".

 واستطرد: "لا أرى أن ورقة بكركي حول الإستحقاق الرئاسي ستصل إلى أي نتيجة لأن الظروف صعبة والرئيس يتم إنتخابه بشكل توافقي بين جميع المكونات اللبنانية وثمة تجارب سابقة لم تؤدِ إلى نتيجة بين الاحزاب المسيحية وبكركي إذ إن هناك غياب للرؤية وخلاف حول هذا المرشح وذاك".

 

إجتماع لوزراء اللجنة الخماسية

وقال العريضي في حديث لموقعنا: "أعتقد أن حراك اللجنة الخماسية، وإن كان لم يسجل أي قفزة نوعية أو خرق في المجال الرئاسي حتى الساعة، إلا إنه لم يصل إلى مرحلة الفشل، باعتبار أن هناك دولا أساسية معنية بالملف اللبناني ومشاركة في لقاء الخماسية وفي طليعتها الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية".

 وأضاف: "لا يمكن إنتخاب رئيس بمعزل عن السعودية وهذه مسألة تاريخية وخصوصًا عدم تكرار تجربة انتخابات عام 2016 عندما انتخب العماد ميشال عون رئيسًا للجمهورية بمعزل عن الرياض لذلك اللجنة الخماسية مستمرة في دورها، لكن ستصل إلى مرحلة تحسم الوضع".

 وتابع: "هذا يذكرني بحقبة اللجنة العربية عندما ترأسها وزير الخارجية الراحل الامير سعود الفيصل التي قامت بجهود لوقف الحرب الاهلية إلى أن جاء الطائف وأوقف هذه الحرب فلذلك اللجنة الخماسية عملها شاق وصعب في ظل الاوضاع الراهنة في لبنان خصوصًا مع جبهة الجنوب الفتوحة".

 وقال: "معلوماتي تقول إن اللجنة الخماسية ستصل إلى نتيجة ولدي أجواء تؤكد بأنه قد يصار الى عقد اجتماع لوزراء خارجية هذه اللجنة في نهاية المطاف إما في الرياض او في لبنان لحسم الخيار الرئاسي".

 

خلط أوراق وارتفاع أسهم هذا المرشح للرئاسة

كشف العريضي أن: "الخيار الثالث هو الشغل الشاغل للجنة الخماسية وهو موضوع كل ما يحصل اليوم من اتصالات ولقاءات وقد تصل اللجنة الخماسية إلى إحداث خرق في "الستاتيكو" القائم اليوم لاسيما أنه لا يخفى على احد أن قطر طرحت بعض الأسماء وثمة توافق عليها من اللجنة الخماسية والداخل والخارج أي قائد الجيش جوزيف عون ومدير عام الأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري وكذلك العميد المتقاعد جورج خوري وهناك لائحة من بكركي يعمل عليها النائب غسان سكاف".

 وأردف: "هناك خلط أوراق كثيرة لكن الخيار الثالث هو المتاح فالبعض يقول إن قائد الجيش، بعد التمديد له، اصبح طرفًا فيما ارتفعت أسهم اللواء الياس البيسري كخيار ثالث فليس هناك من شيء محسوم حتى الآن بل المسألة تدور حول هذا الخيار".

 واكمل: "اللجنة الخماسية كانت حاسمة بأنها لم تطرح أي اسم لا سيما المملكة العربية السعودية إذ يؤكد سفيرها وليد بخاري أمام الذين التقاهم وتحديدًا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بأن الرياض مع انتخاب الرئيس المسيحي الماروني من دون أن يكون لديها أي مرشح وهي لا تضع فيتو على أي مرشح".

 

تدخل أميركي في هذا الملف... ولودريان "في خبر كان"

اعتبر العريضي أنه "ليس هناك أي معلومات ومعطيات تؤكد أن هناك أي دور بين الموفد الفرنسي جان إيف لودريان وكتلة الإعتدال ولكن التنسيق كان بين سفراء الدول الخمسة وكتلة الإعتدال من أجل دعم مبادرتها ولودريان لا يتعاطى في هذه المرحلة بشكل فاعل كما كانت الحال في مراحل سابقة، إنما الأجواء تؤكد بأنه قد يصار في نهاية المطاف إلى حسم هذه الخيارات فإنما يعود إلى بيروت أو تتابع الأمور عبر السفير الحالي هيرفيه ماغرو".

 واستطرد: "الولايات المتحدة الأميركية دخلت بشكل أساسي على خط الملف الرئاسي ما يعني أن مهمة لودريان أو عودته الى بيروت ما زالت موضع متابعة من دون حسم هذا الخيار".

 

ضمانات مقابل الرئاسة.. والتنازل عن فرنجية وارد

وعن تنازل الثنائي الشيعي عن مرشحهم سليمان فرنجية، شدد العريضي على ان "الأمر وارد لأن ما يجري اليوم هو مناورات سياسية للوصول الى الكسب السياسي والمقايضات، وخصوصاً أن حزب الله في هذه المرحلة يخوض حربًا ضد إسرائيل ويتحالف مع حماس بالاضافة إلى أن الأمور تسلك طريقًا صعبة بحيث الميدان ما زال مشتعلًا والامور في غاية التعقيدات"، متابعًا: "على هذه الخلفية فإن حزب الله قد يقايض الرئاسة مقابل ضمانات متمثلة بعودة تلال كفرشوبا ومزارع شبعا وإعتراف اسرائيل بها وإنسحاب اسرائيل من الحدود الشمالية".

 

تحالف ثلاثي لانتخاب رئيس للجمهورية

لفت العريضي إلى أن: "هناك أجواء تؤكد أن إيران هي لاعب أساسي ضمن الإنتخابات الرئاسية، أما أن تصبح اللجنة سداسية فلا أعتقد ذلك، إنما التنسيق جارٍ على قدم وساق مع إيران وهناك علاقات دبلوماسية قائمة بين طهران والرياض والعلاقة جدًا متقدمة وقد يكون هناك تباين حول الملف اللبناني وحول دور حزب الله وسواه ولكن العلاقة ممتازة بين الطرفين".

 وقال: "هناك لقاءات حصلت بين مسؤولين ايرانيين وسعوديين في أكثر من مرحلة وما زالت مستمرة وتساهم وتساعد في تنقية الأجواء في الداخل اللبناني".

وأردف: "هناك معلومات من جهات رفيعة المستوى إن الرئيس قد ينتخب ربما من خلال حلف ثلاثي متمثل بتوافق إيراني أميركي وسعودي من دون إغفال الأطراف الاخرى المشاركة في اللقاء الخماسي، فكل الإحتمالات واردة في هذ الاطار".

 

القرار الأميركي بانتخاب رئيس متخذ

وشدد العريضي على أنه "حول التدخل الأميركي المباشر من قبل آموس هوكستين، أؤكد أن المعلومات التي سبق وتفاعلت على الساحة الداخلية وقيل لي أيضاً من بعض الاشخاص الذين اجتمعوا مع هوكستين إن القرار الأميركي بانتخاب رئيس متخذ وان هوكستين تابع هذا الملف مع السفيرة الاميركية في لبنان ليزا جونسون".

 واكمل: "هوكستين بحث الاستحقاق الرئاسي في بعض لقاءاته مع مسؤولين لبنانيين ولكن الأولوية لحرب غزة والجنوب وعندما تتحقق الهدنة سيكون هناك دور لهوكستين في موضوع الاستحقاق الرئاسي وواشنطن لاعب أساسي في هذا الموضوع من خلال دورها وحضورها في ظل تقلص دور باريس والدليل عدم عودة موفدها جان ايف لودريان إلى بيروت".

 

أرقام مُخيفة والهدنة بعيدة

رأى العريضي أنه: "ليس هناك من طريق سالكة امام انتخاب رئيس للجمهورية وهذا الملف ما زال في ثلاجة الترقب والإنتظار الى أن تأتي التسوية الدولية الإقليمية ناهيك عن أن الكلمة اليوم هي للميدان".

واعتبر أن "ما يجري في الجنوب هو أمر مذل، فثمة قرى تدمرت وهناك إحصاءات بدأت تظهر من قبل مجلس الجنوب الذي يواكب ويتابع ما يجري عبر المهندس هاشم حيدر الذي يتفقد بلدات وقرى الجنوب".

وتابع: "هناك دور لهذا المجلس في إغاثة النازحين وإحتضانهم ولكن حتى الساعة ليس بإمكانه أن يدخل إلى القرى والبلدات حيث المعارك مازالت مشتعلة وهناك إحصاءات تقول إن هناك أكثر من 1000 منزل مدمر كليًا وان هناك اكثر من 8 آلف وحدة سكنية متضررة بشكل أكثر من جزئي وبالاضافة الى اتلاف المزروعات والسهول واحداث خسائر في المعامل والمصانع وسواها"، متسائلًا: "كيف ينتخب رئيس للجمهورية والحرب مشتعلة؟".

 وختم العريضي: "أعتقد أنه قبل التوصل إلى هدنة في غزة والتي ستنسحب على جنوب لبنان ليس هناك من أجواء تدل على أن انتخاب الرئيس سيكون في وقت قريب".

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني