كريم حسامي
في ظلّ ارتفاع جنوني في إصابات كورونا ووفياته مُجدّداً حول العالم وفرض بعض الدول الإغلاق مُجدّداً، يُعمل سريعاً على إنتاج لقاح للفيروس.
وكما كان يقول ولا يزال رؤساء وسياسيون وخبراء صحيون وأشخاص ذات النفوذ مثل مؤسس "مايكروسوفت" بيل غيتس، إن "الحياة لن تعود لطبيعتها قبل التوصل الى لقاح"، أو إعلان ريو دي جينيرو أن شواطئها لن تُفتح قبل التوصل الى لقاح.
توازياً، تضافرت كل الدول جهودها لإجراء تجارب على لقاحات عديدة قبل التوصل إلى اللقاح المناسب مع ما رافقها من توتّر إضافي للعلاقات الأميركية-الصينية. فمن يتوصّل إلى اللقاح أولاً ستكون له اليد العليا في الربح المادي، لكن الأهم أنّه سيكون له القدرة الأكبر والهامش للتحكم بالأفراد "المطعّمين".
على هذا الصعيد، تفيد معلومات خاصّة أن "موعد إعلان إنتاج اللقاح الأول ضد "كورونا" قريب جداً وحدّه الأقصى هذا الأسبوع"، مضيفةً أن "إحدى الدلائل التي تدعم هذه النظرية هي ارتفاع مؤشرات البورصة الأميركية الإثنين في وقت يغمر فيه المستثمرون التفائل على خلفية مؤشرات على إحراز تقدم يتعلق بتطوير لقاح للفيروس".
أحد أسباب إعلان اللقاح هذا الأسبوع في الولايات المتحدة، وفق المعلومات، القدرة على بيعه للأميركيين لاحقاً وإصلاح أضرار الانهيار الاقتصادي، ما يؤدي إلى إزالة الكمّامات عن الوجوه في نهاية المطاف.
ومع ذلك، بدأت تُفرض سياسة عالمية تُغيّر أسلوب الحياة مفادها: لا كمامة يعني عدم تقديم الخدمات للأشخاص مثلما نرى في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرض غرامات على من لا يضعها مثل لبنان وغيره من البلدان، فضلاً عن فرض وضعها في الأماكن المغلقة في فرنسا.
هذه السياسة تصل بنا أيضاً إلى مرحلة حيث لا يتم فيها تقديم خدمات من دون أخذ اللقاح في حال التخلي عن الكمامة، عندئذٍ لا يمكن للمرء شراء الغذاء أو أي حاجة أو حتّى تناول الغذاء، من دون وضع كمامة لا لزوم لوضعها في بعض الأحيان.
في الوقت الذي تتحول فيه هذه الأمور حقيقة على الأرض، يٌفرَض واقع يكون اللقاح الحلّ لهذه المشكلات وهذا ما تكلّم عنه غيتس المنخرط في إنتاج هذا اللقاح، قائلاً: "لا ينبغي أن نعطى لقاحات للأغنياء فقط ولكن للجميع ربما مجاناً أيضاً".
وليتمكنوا من فتح المدارس والسماح للناس بالذهاب إلى المتاجر بدون قناع، وبالتالي إعادة فتح الاقتصاد الأميركي ببطء للوصول الى نوع من الحياة الطبيعية كما يزعمون فيما الحقيقة في مكان آخر. غير أنها الطريقة الأنسب لإقناع الرأي العام.
أمّا الهدف من زيادة حجم الخوف من الفيروس ونتائجه الكارثية عبر التركيز دائماً على عدد الوفيات الكبير والاصابات، فهو ما ينتج عن الخوف من استنفار لدى أكثرية الناس ليكونوا السباقين لأخذه من دون إجبارهم... أو لرغبتها في عودة الحياة لسابقها.
ولكي تتحقّق كل هذه الأمور، سيكون الرئيس الأميركي دونالد ترامب مسؤولا عن تنفيذ عملية " Operation Warp Speed" التي هي شراكة بين القطاعين العام والخاص بمبادرة من الحكومة الفيدرالية لتسهيل وتسريع تطوير وتصنيع وتوزيع لقاحات والعلاجات والتشخيص.
وكانت الإدارة الأميركية أكدت سابقاً أنّها تستهدف إلى توزيع نحو 300 مليون جرعة من اللقاح حتى أوائل 2021 المقبل، وتوسع القدرات الانتاجية لضمان ارسال المصل الى الاسواق فور اعداده.
هذه العملية عجّلت في مساعي إنتاج اللقاح الذي سيكون متوفرا في تشرين الاول المقبل، والدليل على ذلك قول مسؤولين صحيين في إدارة ترامب ان صانعو الأدوية سيبدؤون إنتاج لقاح فيروس كورونا بحلول نهاية الصيف.
مرة أخرى، وُضعنا بين خيارين: إما وضع كمّامة أو أخذ اللقاح، تماماً مثلما قال رئيس البنك الاحتياطي الاتحادي في دالاس روبرت كابلان، متوجهاً للأميركيين: "الاقتصاد الأميركي سينمو بخطى أسرع وسيجد المزيد من الناس وظائف في حال استخدم الجميع الكمامات الطبية".