تطورات بالغة الاهمية والدلالة طبعت سير الاحداث في المنطقة في الايام القليلة الماضية، وأرست حالةً من الترقب على وقع التصريحات والتحليلات والانباء التي تشير الى حدة التأهب الموجود لدى جميع الاطراف، ترقب لما ستحمله الايام المقبلة من تطورات في المنطقة والعالم بعد الرد الايراني.
في هذا السياق، أشار العميد المتقاعد جورج نادر في حديث لـvdlnews الى أن "هناك رأيين في القيادة الاسرائيلية: الأول يرى أن لا ضرورة للرد طالما أن الهجوم الايراني كانت نتيجته "صفر خسائر" فيما يوجد رأي آخر يعتبر أن الرد ضروري".
وعما يمكن أن يكون الرد الاسرائيلي عليه، قال ان "هناك عدة احتمالات"، وأضاف: "لا اعتقد ان اسرائيل ستكتفي بالرد الالكتروني"، لافتًا الى وجود احتمال ثانٍ للرد متمثل باغتيال الشخصيات القيادية او ضرب سفارات. لكن بالمقابل، وبرأيه الشخصي، "حتى الآن احتمال الرد ضعيف لأن نتائج الهجوم الايراني باهتة".
وتابع: "كل ضربة تقوم بها اسرائيل في سوريا تُنسّق مع القوات الجوية الروسية الموجودة في سوريا، حتى في حال الضربة التي تستهدف النظام فهم ينسقون مع الروس".
ورأى نادر في حديث لموقعنا أن "آخر ضربة ايرانية كانت سيناريو اميركي مضبوط بما أن الايرانيين قالوا إنهم سيردون بشكل مضبوط وإنهم لا يريدون جر المنطقة الى حرب فضلا عن اعلانهم عن عملية اطلاق المسيرات عندما تم اطلاق هذه الاخيرة".
وأشار الى أن "الرابح في الرد الايراني هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بما أن الانتباه صرف عن غزة وأصبح لدى الغرب همّ واحد يتمثل بكيفية حماية اسرائيل من الهجوم الايراني الكبير واكبر دليل ان الطيران الاميركي والبريطاني اسقط المسيرات والصواريخ فوق سوريا والعراق، وأصبحت هذه الدول تعتبر ان الهجوم على اسرائيل هو هجوم على الغرب وبالتالي اعتبرت انفسها معنية بالدفاع عن اسرائيل فيما أن لا أحد يتكلم عما يحصل في غزة وهذا ما كان مطلوبا من الاساس".
واعتبر أن "أكبر خدمة قدمت لنتنياهو هي توجيه هذه الضربة ذات النتيجة شبه المعدومة والاعلام العالمي حول انتباهه عن غزة فيما نتنياهو يقوم بما يريد فيها، بعدما كان هناك ضغط كبير من الرأي العام والدول الغربية على نتنياهو بشأن هجوم رفح واستكمال التهجير في غزة وكان نتنياهو يتأرجح ما بين الرضوخ للضغوط الاميركية أو عدم الرضوخ". وتابع: "اما الآن فتبين انه لم يعد هناك ضغوط حتى في موضوع رفح وفلسطين وبالتالي كان نتنياهو المستفيد من الضربة من الناحية السياسية بما ان لا أحد يحاسبه الآن والاعلام الغربي والرأي العام العالمي تحول باتجاه ايران واسرائيل".