قلب الحريري!
قلب الحريري!

رأي منير- تعليق على الأحداث مع منير الحافي - Thursday, May 2, 2024 10:30:00 AM

الإعلامي منير الحافي

لمتابعة الكاتب:

mounirhafi@

X ,Facebook, Instagram

 

صباح الخير،

خبر مرض سعد الحريري الذي انتشر منذ أيام، وتبيّن أنه غير صحيح، قضّ مضاجعنا وأحدث بلبلة في لبنان. فقد استيقظنا على خبر نشره موقع إخباري، مفاده أن الحريري عانى صعوبات جراء مشاكل تقنية في آلة لتنظيم دقات القلب زرعت في صدره قبل أسابيع! وفي حين اهتزّ كل لبنان بلا استثناء إثر هذا الخبر غير الدقيق، سارع مقربون من الحريري في باريس إلى نفيه. وقال موقع «المستقبل ويب» إن الحريري يواصل في العاصمة الفرنسية فترة النقاهة المطلوبة بعد الجراحة التي أجريت له. وكانت ردة فعله لدى قراءته الخبر: ابتسامةً عريضة قرنها بالقول: سامحهم الله.

أما الناس الذين يحبّون الحريري، فقد حمدوا الله على أن التسريب غيرُ صحيح. فالرئيس سعد الحريري لا يستأهل إلا الخير وهو الذي عمِل وسعى، واتّبع طريق قبول الآخر والحوار، في محاولة لإرساء استقرار سياسي وأمني في لبنان. إجتهد وأصاب في أمور، ولم يفلح في أمور أخرى. إلا أن نواياه كانت وما زالت صادقة وصافية تجاه الناس والوطن وتجاه الإخوة العرب، وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية.

آمل أن يستعيد نشاطه العملي في أقرب وقت ممكن في باريس. وأتمنى أن تعيده الأيام المقبلة إلى العمل الوطني لأن اللبنانيين يحبونه ويقدّرونه. رأينا كيف كانت ردة فعل الناس إياها يوم دخل المستشفى لإجراء عملية قسطرة في القلب. ورأينا الناس يوم العزاء في المرحوم مصطفى الحريري في بيت الوسط. كانت صفوف السيارات على بعد أكثر من كيلومتر من مدخل بيت الحريري حتى أن السياسيين والزعامات تركوا المركبات وذهبوا مشياً على الأقدام. سمعت الكثيرين يقولون: «شوفوا العجقة وسعد الحريري مش هون. فكيف ستكون لو كان في الوسط؟».

رأينا خصوماً في السياسة للحريري كما أصدقاء له في بيت الوسط وقبلها في منزل السيدة بهية الحريري في مجدليون. الحق يقال إن آل الحريري جميعاً، مثلَ كبيرهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ما اقترفوا أي عمل يُضر بأي لبناني، بل على العكس. عملوا ويعملون بالنوايا الصادقة للبنان من النهر الكبير شمالاً إلى الناقورة جنوباً، بكل قوة واستطاعة.

مجدداً سعد الحريري سلامة قلبك، ورحم الله أبا نادر.

----

في القسم الثاني من هذه الحلقة، أود أن أعايد عمّال لبنان في عيدهم الذي صادف أمس. ولقد دأبتُ على معايدتهم منذ الانهيار الاقتصادي الكبير الذي ضرب بلادنا وما تلاه من «ثورة» أو انتفاضة على مواقع التواصل الاجتماعي بالقول: الأول من أيار، عيدُ الذين لا عمل لهم!

وأسأل: بعد سنوات من الثورة أو الانتفاضة أو «الحركة التصحيحية»، ماذا بقي منها؟ وماذا تحقق من مطالب الذين نزلوا إلى الشارع؟ في المقابل، يسأل المودعون: ماذا بقي من أموالنا في المصارف؟ متى يقر قانون الكابيتول كونترول أو قانون إعادة الحقوق إلى أهلها. الواقع أن التاريخ وحده سيحكم على تحرك ١٧ تشرين الأول، وربما إذا عادت الدولة يوماً وتحرك القضاء والقانون، نستطيع أن نعلم ماذا حصل بشكل واضح.

لا ألوم الناس أبداً، يوم تحركوا ضد الظلم وضد المحسوبيات وضد ارتفاع سعر العملة الأجنبية. لكن في الوقت نفسه أريد أن أعرف ويعرفَ أهل البلد، من أمر بضرب القوى الأمنية؟ ومن أمر بضرب المدنيين الأوادم؟ ومن أنزل جمهوراً آخر في مقابل الجمهور الأول. من كسّر وسط بيروت؟ لماذا تمّ فكّ الحجر من الأبنية الأثرية؟ من استقدم المتظاهرين من البقاع وعكار وغيرهما من المناطق إلى وسط بيروت؟ أريد أن أعرف كمواطن لبناني، ماذا حصل خلال الاحتجاجات وما بعدها. من تعمشق على حساب الناس العاديين. من تسلق في المواقع على حساب «الغلابة».

هذه الأسئلة قد لا تُعرف أجوبتها، إلا بعد ٢٥ سنة، حينما يسمح بفتح ملفات مكتوب عليها:«سريّ للغاية» على طريقة الأفلام الهوليوودية ومغامرات جيمس بوند.

كلّ عام وعمال لبنان بخير، بانتظار الفَرَج.

إلى اللقاء.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني