فؤاد سمعان فريجي

ما عجز عنه الحقد الأعمى الذي كان يضمر الضغينة والحسد لبيروت منذ مئات السنين ، ولَم يستطع النيل منها ومن عظمتها ، ها هي خطواتهم بداءت ملامحها تلوح في الوقت الضائع .
بيروت التي طردت عنوةً من احتلها لم تلبس السواد يوماً او تغرق في العتمة كان وهجها يضيء الشرق بالثقافة والرجال .
مشهد الأمس وهي غارقة في الظلام ، مشهد لم تألفه المدينة من قبل حتى في عز الدمار والحروب التي توالت عليها ، وما يزيد الطين بلة شوارعها التي تغص بالنفايات !
وكأن شذاذ الآفاق دخلو من كوة الى سورها السميك ليعبثوا بمجدها .
هذه بيروت مَن يُحاسب الذين شوهوا وجهها الحظاري ؟
لماذا وقعت المدينة في حسابات السياسات الخاطئة ، وما هو الذنب الذي اقترفته كي يُنصَب عليها من يجهل رمزيتها وعنفوانها .
موتوا بغيظكم : بالأمس صحيح غرقت في الظلام وانعدم التيار الكهربائي ، وما تناقلته الصحافة العالمية ومواقع التواصل عن هذه الفاجعة في ( وطن النجوم ) لكن لم يرف لها جفن ، دَخلت الى تاريخها الناصع الذي هو منارة الشرق ، وابتسمت لمراهقين غفو على حلم خيالي !
غرقت بيروت بالظلام لأن وجوهكم الكاحلة تُشبه كواكب العتمة وموت الحياة .
على الأقل للمعنيين ولمن يهمه الأمر ، احتياط كهربائي من مؤسسة كهرباء لبنان للطوارىء والضرورات كما بعض الدول المتطورة ، اوليس يوجد طوارىء اكثر من تبقى عاصمة لبنان مضاءة ؟
ولماذا قصوركم مضاءة ومراكز احزابكم ومكاتبكم ومنازل اتباعكم وطرقات سيركم ، ألا تخجلون من نفوسكم ؟
ورغماً عنكم هذه بيروت التي تفوقت على اعرق العواصم العالمية التاريخية في السياحة العام الماضي ومهما اشتد ظلامها سوف يبزغ فجرها الآتي .
وها هو موقع “كوندي ناست” العالمي المختص بالسياحة والسفر يضع بيروت في دائرة الضوء. وفي لائحة نشرها وحملت عنوان “أجمل 50 مدينة في العالم” The 50 most beautiful cities in the world  وضع الموقع المذكور عاصمة لبنان في المرتبة 11 من بين المدن الخمسين. ولم يتفوق على بيروت سوى المدن الآتية: البندقية (فينيسيا)، هونغ كونغ، اسطنبول، نيويورك، لندن، Chefchaouen المغربية، باريس، كايب تاون، أمستردام، وسان بطرسبرغ الروسية.
لا تجزعي يا بيروت انها غيمة صيف عابرة ، في زمن كثرت فيه سياسة المصالح القاتلة على حسابكِ الذي يضج بالفكر والحريّة وستبقين لؤلؤة الشرق وخزان المعرفة ومطبعة العرب .