نصري لحود
كثيرة هي الشعارات التي نسمعها في البلد، رنّانة في معظمها، وفارغة المضمون في أكثريتها، يرددها مطلقوها كثيرا فيصدقها المناصرون لفترة، ثم يكتشفون انها مجرد شعار ليس إلا...
وحده شعار " شرف، تضحية، وفاء" هو الصائب والدائم والضامن لوحدة الشعب وبقاء الوطن، هو الشعار الذي دفعنا جميعاً ثمنه دماً ودموعاً، دفاعا عن لبنان، كل لبنان. فالجيش كان ولا يزال وسيبقى الوحيد القادر على جمع اللبنانيين المنقسمين افقيا وعامودياً في السياسة، الذين يتوحدون فقط خلف الجيش والمؤسسة التي لم تكن يوماً إلا من الجميع وللجميع، والتي اقسمت ان تقوم بواجبها كاملا دفاعا عن شرفها وذودا عن وطننا لبنان.
يمر عيد الجيش هذا العام كما لم يمر سابقاً، حتى في عز الحروب الكثيرة والمتنوعة التي شنت على الوطن الصغيروشعبه الصابر، فالاحوال تسوء والشعب خائف على المصير، ثورة هنا وتحرك هناك، واقتصاد منهار وأزمة مالية خانقة، وانتشار وباء كورونا... ووحده الجيش يواجه ويحمي السلم الاهلي، ويساهم في التخفيف عن الشعب ويقوم بما ليس من اختصاصه من مهام انسانية واجتماعية، ويثبت مرة بعد مرة، انه صوت الاكثرية الصامتة، وصوت الشعبالذي لا يعلى عليه، وهو الوحيد الذي ينال ثقة الداخل والخارج، والذي يعوّل عليه لإبقاء البلد واقفا على حياد كحياد المؤسسة العسكرية.
اما لماذا الثقة بالجيش، فلأنها مؤسسة الطبقة الفقيرة والمتوسطة (أو ما بقي من الطبقة المتوسطة) التي تحمي كل الطبقات، لأنها مؤسسة تكافح الفساد، لأنها مؤسسة جامعة تتحمل اوزاراً لا يمكن تحمّلها، ولأنها مؤسسة لا تزال تدافع باللحم الحيّ عن لبنان الـ 10452 كيلومتر مربّع وستبقى.
بدل ان يتحاصص البعض في كل المجالات والقطاعات، ثم يلجأ إلى الجيش لتجميل ما ارتكب، ماذا لو جيّر مصالحه لصالح الجيش فيخلص الوطن من الانقسامات ويسير على السكة الصحيحة وينال ثقة المجتمع الدولي الذي يستمر في دعم الجيش بعد إختباره في مجالات تعاون متعددة، ولمس احترافية المؤسسة وشفافيتها في التعاطي مع أمور الوطن، وهذا يؤكد ان لا ثقة دولية إلا بالجيش لإعادة لبنان "سويسرا الشرق" كما كان.
في عيده جهزوه، قفوا امامه وليس خلفه، قدرّوا تضحيات ضباطه وجنوده، وكما تتركون له حماية الحدود وصون الارض والعرض، تعالوا في عيده نترك له شؤون الوطن الجريح فيطيب، ويدوم لنا وطن.