انهيار العالم كـ"الدومينيو"... والضحية واحدة!
انهيار العالم كـ"الدومينيو"... والضحية واحدة!

خاص - Wednesday, August 5, 2020 9:49:00 AM

كريم حسامي   

يمّر العالم بازمات عميقة تتصل بجوهر تركيبة النظام فيه التي استمرت أكثر من 200 سنة، بشكل يسمح بإعادة النظر بالنظام لأن تداعيات الأزمات والأحداث ستستمّر لنحو خمسة سنوات وشظايا أضرارها ستصيب كل نواحي ومستويات حياتنا وهذا ما دخلنا في بداية دوامته.   

كـ"الدومينو"... تدور الأحداث في دول العالم بشكل متوازٍ مع نفس التداعيات والنتائج على الشعوب والمنظومات السياسية عبر دمج أنظمة جديدة ونقل السلطات وإزالة طبقات اقتصادية واجتماعية وشركات ومصالح اقتصادية، حيث تنقلب الأمور رأساً على عقب يوماً بعد يوم.   

لنقي نظرة على ما يحصل في الولايات المتحدة والعالم  تزامنا مع الانهيار العالمي نتيجة كورونا الذي كشف الهشاشة العميقة للهيكل المبني والمنخرطة فيه الجماهير:   

   

  • تشهد الولايات المتحدة أكبر انهيار اقتصادي في تاريخها، ما دَفَع وزارة التجارة إلى مصارحة السكّان بالثمن الباهظ الذي يتعيّن عليهم دفعه جرّاء تداعيات انتشار "كورونا". ووفق الأرقام والمعطيات، يدخل الاقتصاد الأميركي مرحلة انكماش شديد فخلال الربع الثاني من هذا العام، انخفض الناتج المحلّي الإجمالي بنسبة 9.5 في المئة، وهو ما يعادل 32.9 في المئة محسوباً على أساس سنوي. وإذا استمرّ الانهيار على هذه الوتيرة خلال عام واحد، فسيعني ذلك أن الناتج المحلّي سينكمش بمقدار الثلث، في أكبر انهيار اقتصادي في تاريخ الولايات المتحدة، منذ أن بدأ إصدار التقارير الفصلية عام 1947.  

       
  • إنشار عملة احتياطية جديدة بعد التخلّص من الدولار من خلال تحضير الأرضية له عبر تقديم رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي مشروع قانون حول الدولار الرقمي وفاتورة المحفظة الرقمية الى مجلس الشيوخ. ويُعتبر هذا الأسلوب نوع من البرمجة التنبؤية لما هو آتٍ بعد تدمير الدولار، فارتفاع الأسهم لا يعني كسب المال بل على العكس ينتج عنه التضخّم.  

    هذا التغيير الجذري يتسبّب بموجة نزوح داخل أميركا حيث يلجأ الأميركييون إلى ولايات تكون آمنة لهم ومستقرة مستقبلاً من دون أن يدركوا أن الأزمات تضرب كل ولايات البلد بشكل متساوٍ.   
  • تزايد أعداد العاطلين عن العمل نحو مليون إلى مليونين الشهر الماضي فقط، فضلاً عن وصول انعدام الأمن الغذائي للأسر الأميركية الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى تم الإبلاغ عنه منذ أن بدأ مكتب الإحصاء بتتبع البيانات في أيار الماضي، حيث أفاد ما يقرب من 30 مليون أميركي أنهم لم يكن لديهم ما يكفي من الطعام في وقت ما خلال الأيام السبعة حتى 21 تموز، أي أنهم جائعون!   

       

    في السياق، أول حجر في "الدومينو" يجر معه  بقية الأحجار عالمياً، حيث كشفت بيانات أن اقتصاد منطقة اليورو سجل انكماشا قياسيا بلغ 12.1% في الربع الثاني مقارنة بالربع الأول من 2020، وذلك في ظل أزمة كورونا.   

       

    جاء ذلك بحسب البيانات الأولية الصادرة عن مكتب الإحصاءات ​"يوروستات​"، وتعد هذه النتيجة الأدنى منذ بدء التسجيل في 1995.   

       

    وشهد اقتصادا ألمانيا وفرنسا انخفاضا حادا في الربع الثاني من العام الجاري، حيث تراجع الاقتصاد الألماني بنسبة 10.1%، ، في أكبر تراجع له على الإطلاق، إذ انهار إنفاق الأسر واستثمار الشركات والصادرات خلال جائحة كورونا.   

       

    من جهته، قال مكتب الإحصاءات: "هذا الانخفاض الأكثر حدة منذ بدء حساب الناتج المحلي الإجمالي الفصلي لألمانيا في 1970".   

    إلى ذلك، تستمر الأحجار في السقوط وتصل إلى لبنان الذي "انتهى" بعد القنبلة أو الغارة الإسرائيلية على صواريخ "حزب الله" في المرفأ والتي دمرت بيروت. وبلغنا مرحلة خطيرة وسوداوية حيث حذّرت منظمة "أنقذوا الأطفال" (سايف ذي تشيلدرن) من "أن نحو مليون نسمة في منطقة بيروت لا يملكون المال الكافي لتأمين الطعام، أكثر من نصفهم من الأطفال المهددين بالجوع جراء الأزمة الاقتصادية". وأضافت: "في بيروت الكبرى، 910 آلاف شخص بينهم 564 ألف طفل لا يملكون المال الكافي لشراء احتياجاتهم الرئيسية".
       

    هذه الوقائع تتكلم بنفسها عن أحوال الكرة الأرضية ومستقبل الأوضاع فيها ولا داع للتحاليل والتفسيرات، فالضحية هي الشعوب التي دخلت في هذا النظام ولم تستطيع او تريد تغييره.   

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني