"عرسك بطّل ب ٦/٦/٢٠٢١ صار بكرا يا عيوني كلشي كان بدك ياه حا يكون موجود الاّ شوفتي فيكي بالفستان الابيض"، هل كلمة حرقة تفي بوقع هذه الكلمات على القلب؟ هل يساعدني أحد على ايجاد عبارات أواسي بها شابا خسر حياته وأحلامه ومستقبله بلحظة عندما رحلت عروسه الغالية فداء لوطن لم يستحقها!
هل من أحد يصيغ معي كلمات تقال لوالدتها أو والدها أو عائلتها أو أصدقائها؟! ساعات الفقدان والانتظار والتشبث بأمل شبه معدوم بايجادها... كيف يبرر كل ذلك وكيف ينمّق الكلمات أو يضعها بجمل مفيدة؟ لا الدموع تكفي ولا العويل ولا البكاء على ابنة الـ27 ربيعا!!
سحر فارس حلمت أن تكلّل حياتها بمنزل زوجي وعائلة سعيدة، سحر حلمت بأن تخدم الوطن ولكن المشي نحو الموت برجليها لم يكن خيارها بالتأكيد!
اشرحوا لي كيف يرسَل فوج اطفاء مؤلف من شبان وشابات الى نقطة شبّ فيها حريق وكل من فيها يعلم بأن المكان كناية عن قنبلة موقوتة وستنفجر بين اللحظة والأخرى من دون اعلامهم بالأمر؟!
أرسلتموهم كي يموتوا، أسميتموهم شهداء لكنكم لم تخبروهم أن لا أسباب حقيقية تدفعهم للاستشهاد... سحر ذهبت تطفئ نار قلب المدينة قتوقف القلب ورحلت سحر!
هي ابنة بلدة القاع، ولدت في 20-1-1993، نعم هي رحلت قبل أن تلامس الـ30 من عمرها، مختار البلدة منصور سعد روى لموقع VDLnews مقتطفات من قصة سحر، وقال: "هي تعيش في بيروت، تطوعت في فوج الاطفاء منذ فترة قصيرة، وهي مخطوبة من جيلبير ابن المؤسسة العسكرية".
وتابع سعد قائلا: "طلبت سحر كما جميع أفراد الفوج لاطفاء الحريق الذي اندلع في مرفأ بيروت قبل الانفجار مباشرة، توجهت الى هناك مع زملائها، مجموعة من 10 أشخاص، اختفت عند وقوع الانفجار!".
سعد أوضح أن "البحث كان جاريا بشكل مستمر منذ ليل الثلاثاء بحثا عنها وعن زملائها، وبعد أن تأملنا أن تكون سحر قد نجت بقدرة الهية، علمنا بالأمس أنه تم العثور على جثتها تحت الردم والأنقاض".
ولفت مختار القاع الى أن "جثمان سحر اصطحب الى مركز اطفاء بيروت حيث تم تكريمها، وهي في طريقها الى البلدة حيث سيتم تشييعها عند الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم".
جيلبير حبيب سحر وخطيبها وشريك العمر، نشر صور عروسه على حسابه الخاص عبر موقع انستغرام بالأمس وأرفقها بالتالي:
"عروستي الحلوة
كان عرسنا بـ ٦/٦/٢٠٢١ ،عم تزبطي بيتك على ذوقك ونجيب غراض ونحضّر، انت ترقيتي بسرعة بالفوج وصرتي شهيدة برتبة وطن
عرسك بطّل بـ ٦/٦/٢٠٢١ صار بكرا يا عيوني، كلشي كان بدك ياه حايكون موجود الاّ شوفتي فيكي بالفستان الابيض
كسرتيلي ضهري يا روحي ، حرقتيلي قلب قلبي، راحت طعمت الحياة مع غيابك عني
الله يحرق قلبو يلي حرمني منك ومن ضحكتك ومن حنيتك يا روحي انت
بحبك وحا ضل حبك حتى صير معك ونكفي مشوارنا".
كلمات جيلبير المكسور والذي بقي قلبه مدفونا تحت حطام المرفأ حملت في طياتها شتى أنواع الألم والحزن، كلماته حملت الحب الخالص والوفاء لروح حبيبته الشهيدة.. كلمات تخطف الحياة من الحياة وترحل.