مشاهدات ناج من الانفجار: "خرجت وإذا بمصاب يصل فاقدا لاطرافه وعرفت عندها لماذا يقولون لي "روح روح"
مشاهدات ناج من الانفجار: "خرجت وإذا بمصاب يصل فاقدا لاطرافه وعرفت عندها لماذا يقولون لي "روح روح"

خاص - Thursday, August 6, 2020 5:15:00 PM

ابطال ارتقوا الى رتبة شهداء امس الاوّل، بانفجار كبير هزّ عاصمتنا الحبيبة. اللبنانيون بكوا بيروت واهاليها ولا زالوا. صور وفيديوهات اختصرت المشهد الفظيع من العاصمة اجتاحت مواقع التواصل "تكسر الضهر" ولكن.. عيش اللحظة ابشع وأصعب.

"متل كأنو كنت بفيلم رعب"، هكذا اختصر الشاب رودولف ما حصل معه. ابن الـ18 عاماً، على الرغم من طفافة جرحه الخارجي، يتحدّث عن جرح أعمق وأكثر أذيّة... جرح الذاكرة والألم. في حديث لـvdlnews، اخبر رودولف عن تفاصيل ما بعد الانفجار، إذ كشف عن معاناته وانتقاله من مستشفى لمستشفى في بيروت لتلّقي المعالجة. رودولف كان وحيداً في منزله في الاشرفية، شعر بهزة ارضية كباقي المواطنين قبل دوي الانفجار ووقوع الزجاج في ثوان عليه. لم تكن الجروح عميقة وخطرة إلاّ انّها بحاجة لتدميض في مستشفى، و"هنا كانت الصدمة" بحسب قوله.

"اوّلاً طلبت من جاري ايصالي إلى مستشفى القديس جورجيوس للروم الاورثوذكس القريبة من منزلي"، قال رودولف، إلاّ انّ المشهد كان صادماً، فالمستشفى كانت بحال يرثى لها والمدخل مشوّه. اقتربت قليلاً وسمعت الجميع يقول "روح روح". لم افهم ما يحصل لوهلة، وانطلقت إلى مستشفى الجعيتاوي. هناك الفاجعة، من يمرّ بالمستشفى كمن يمثّل فيلم رعب: الكهرباء مقطوعة، الابواب مكسّرة، الزجاج على الارض، باب المصعد مخلوع والحبال مقطوعة.. ولا اثر لأي شخص. مررت فوق ردم حائط وقع جراء الانفجار القوي، وحاولت ايجاد اي طبيب او ممرض ليساعدني. وبعد وقت وجدت ممرضاً سألني: سو صاير معك؟ فأجبت: "ايدي وراسي بدن تقطيب" فردّ: "روح روح".

وتابع رودولف: "خرجت من المستشفى وإذا بمصاب جراء الانفجار يصل فاقدا لاطرافه، وعرفت عندها لماذا يقولون لي "روح روح" فهناك اولويات وهذا حقّ. حاولت الوصول بعدها إلى مستشفى الوردية في الجميزة ولكن الطريق كانت مهدّما، فقررنا ان نسلك الاوتوستراد. كارثة! الجرحى على اطراف الطرقات والمشهد فعلا مبك. الجرحى وصلوا إلى خارج المستشفى وما من دور لي قبل ساعات. المشهد عينه في مستشفى "اوتيل ديو". فما كان لي من مخرج سوى مستشفى السان جورج في عجلتون."

ابن الـ18 عاماً نجا من انفجار اودى بحياة كثر آخرين، شبابا كانوا ام اطفالا وكبارا. "الله ستر والف الحمدالله". جروح الجسم يمكن أن تتمّ مداواتها، ماذا عن جروح القلب والذاكرة؟

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني