حملت علم لبنان في الساحات واليوم لُفَت به... ألكسندرا ابنة الـ3 أعوام استسلمت لآلامها: مرفأ بيروت حرمها الطفولة ومنحها السلام!
حملت علم لبنان في الساحات واليوم لُفَت به... ألكسندرا ابنة الـ3 أعوام استسلمت لآلامها: مرفأ بيروت حرمها الطفولة ومنحها السلام!

خاص - Saturday, August 8, 2020 12:23:00 PM

منذ عشرات السنين غنت ريمي بندلي "اعطونا الطفولي... اعطونا السلام"!... أعوام مضت، كبرت ريمي وكبر أطفال لبنان لكنهم لم يحصلوا لا على الطفولة ولا على السلام! لا بل أكثر... هم حرموا من الأحلام والمستقبل والعلم والكهرباء والمال والوظائف والمنازل ومؤخرا حرموا حتى من الحياة!

ألكسندرا نجار، طفلة اكتسحت صورها مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن أصيبت بجروح بالغة اثر انفجار المرفأ في بيروت، جروح خطفت منها الحياة بعد الألم والعذاب... جروح غيّبت ابنة الـ3 سنوات!

هل تتخيلون ما عاشته هذه الملاك الصغيرة؟ رأت ما لم يتمكن رجال من رؤيته، تألمت جراء جروح كبار لم يتحملوا آلامها، ارتعبت من مشاهد تمر في أفلام لا تصلح لمن لم يبلغوا سن الرشد... ألكسندرا تلك البطلة الجبارة الصغيرة، حملت سنينها الثلاث وهاجرت الى مكان أجمل، أهدأ وأرحم!

صورة واحدة لالكسندرا انتشرت بين الناس، صورة لتلك الصغيرة حاملة علم لبنان خلال التحركات في بيروت منذ أشهر، صوتها الصغير دوّى في الساحات منذ أسابيع خلت، تنادي وتهتف لتحرير لبنان، هي لم تكن على دراية في حينها أن ذلك العلم سيلف جسدها بمشحة الموت والشهادة، هي لم تكن تعلم أن أبطال لبنان على مر الزمن رحلوا فداء لبلد لم يترق يوما الى رتبة وطن!

هتفت للبنان بأحرف متبعثرة على قدر ما كان فاهها الصغير يعلم كيف ينطق، جابت شوارع مدينة أصبحت اليوم ركاما، حملت صليب لبنان ومشت طريق الجلجثة في أيامها الأخيرة حتى وصلت الى يوم القيامة فحضن المسيح روحها في غمره وحملها معه الى جوار الرب!

ألكسندرا يا وردة بيروت، أعذرينا، أعذرينا لأننا لم نتمكن من أن نؤمن لك البلد الذي كان يجب أن يحميكي ويحضنك، أعذرينا لأننا تمسكنا بأحزابنا وطوائفنا، أعذرينا لأننا أجبرناك على الاستشهاد قبل أن تتعلمي نطق هذه الكلمة حتى، أعذرينا لأننا اخترنا عنك أن يكون حكامك قد باعوا ضمائرهم بحفنة دولارات، أولئك الذين تمثلوا بيهوذا الاسخريوطي، أولئك الذين قبلوا علم لبنان ثم باعوه وباعوه وباعوه ولم تكفهم الثلاثين من الفضة!

أعذرينا لأن رسالتك تحولت من مهندسة أو طبيبة أو معلمة... الى رسالة شهادة في بلد لا يستحق الشهادة، في بلد كل ذنبه أنه لطالما كان تابعا، في بلد "نتش" استقلالا من الظالم وبدلا من أن يتصرف به دفنه في الجيوب والمحافظ والمراكز والتهريب والترهيب والارهاب والحروب والدماء...

عزاؤنا الوحيد أنك يا فراشة بيروت أصبحت اليوم في مكان جميل يستحق طفولتك، افرحي أيتها الروح الحائمة في العلياء، لأن بيروت لم تعطك الطفولة لكنها بالفعل وبكل ما للكلمة من معنى أعطتك السلام... سلام لن ينعم به من لم يفقد حياته في انفجار معبر الموت!

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني