بهاء الحريري لمعهد "جيتستون": ليس لـ"حزب الله" مكان في مستقبل لبنان
بهاء الحريري لمعهد "جيتستون": ليس لـ"حزب الله" مكان في مستقبل لبنان

أخبار البلد - Wednesday, August 26, 2020 7:58:00 PM

اعتبر كون كوهلينج في مقال نشره معهد “جيتستون”  أنّ إدانة أحد كبار إرهابيي حزب الله باغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري قد زود الشعب اللبناني الذي يعاني من ضغوط شديدة بدليل لا شك فيه على التأثير الخبيث الذي تمارسه إيران على نظامهم السياسي.

وفي أعقاب تحقيق استمر لأكثر من عقد وكانت كلفته مبلغاً هائلاً قدره بليون دولار، نجحت المحكمة الخاصة للبنان – وهي الهيئة التي ترعاها الأمم المتحدة والمسؤولة عن محاكمة أربعة من المشتبه في أنهم من حزب الله اتهموا بقتل السيد الحريري في هجوم بسيارة مفخخة في بيروت في عام 2005 -أخيراً في اجتياز حكمها.

 
واستنتجت المحكمة أنّ سليم جميل عياش، البالغ من العمر 56 عاماً وهو قائد رفيع المستوى مع حزب الله، كان مذنباً في جميع التهم المتعلقة بالمشاركة في تفجير السيارة، التي راح ضحيتها 21 شخصاً آخرين.

وكان هناك بعض من الإحباط في لبنان لأن المحكمة لم تتمكن من التوصل إلى أحكام إدانة بشأن المتهمين الثلاثة الآخرين في حزب الله الذين حوكموا أيضاً بتهمة قتل السيد الحريري.

ومن العوامل الحاسمة التي أسهمت في قرار المحكمة رفض كل من قيادة حزب الله المدعومة من إيران، وكذلك نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا المجاورة، التعاون مع هيئة التحقيق.

ونتيجة لذلك، فإن المحكمة لم تتمكن من العثور على أي دليل على أن قيادة “حزب الله” وسوريا كانت متواطئة بشكل مباشر في اغتيال السيد الحريري، على الرغم من أن معظم اللبنانيين يعتقدون أنها نفذت انتقاماً من محاولاته لإنهاء ضلوع حزب الله في السياسة اللبنانية.

إنّ رفض حزب الله وسوريا التعاون يعني أيضاً أن المحاكمة كان لا بد أن تجري غيابياً، حيث لم يكن أي من المتهمين مستعداً لحضور جلسة الاستماع، لذلك من غير المحتمل أن يقضي عياش عقوبته على الإطلاق، على الرغم من أنه وجد مذنباً بارتكاب واحدة من أكثر الجرائم تدميراً في التاريخ اللبناني الحديث.

ومع ذلك، فإنّ حقيقة أن أحد كبار القادة المسؤولين في “حزب الله” قد أدين بقتل أحد أبرز السياسيين المنتخبين ديمقراطياً في لبنان تثير تساؤلات جدية حول الدور المستقبلي لحزب الله، فضلاً عن المؤيدين الإيرانيين والسوريين للمنظمة، في السياسة اللبنانية.

وبعد وقت قصير من إعلان الحكم، أخبرني بهاء الحريري، الابن الأكبر لرئيس الوزراء الذي قتل، أن اختتام المحاكمة ينبغي أن يؤدي إلى استبعاد حزب الله التام من السياسة اللبنانية.


وقال السيد الحريري الذي أطلق حملة من أجل دستور لبناني جديد يهدف إلى إنهاء الانقسام الطائفي الذي طال أمده في البلد: ” ليس لحزب الله مكان في مستقبل لبنان”. وهو مصر أيضاً على ألا تتحكم القوى الخبيثة مثل إيران في مصير لبنان بعد الآن.


وأضاف قائلاً: “إن حزب الله لا يستطيع أن يقوم بأي شيء بدون إذن من أسياده الأجانب”. “يجب أن يكون لبنان الجديد بلداً محايداً. إنّ الطريقة الوحيدة لحدوث هذا هو أن يتم إبعاد حزب الله. لقد حصلوا على فرصتهم، وإذا لم يقدّموا شيئاً للبنان حتى الآن، فهم حتماً لن يفعلوا ذلك في المستقبل. وتابع قائلاً:” لا يمكن لأي شخص يداه ملطخة بالدماء أن يشغل منصباً سياسياً في لبنان.”


إنّ التحدي الذي يواجهه الآن السيد الحريري وغيره من اللبنانيين المعتدلين سياسياً هو فرض تحد فعال ضد مركز حزب الله المهيمن في لبنان. إنها خطوة من شأنها أن تشكل تحدياً كبيراً نظراً إلى الاستثمار الهائل الذي قامت به إيران على مدى عدة عقود في بناء البنية التحتية الإرهابية لحزب الله، وخاصة في جنوب لبنان، حيث تشكل الميليشيا تهديداً مستمراً لأمن إسرائيل.
ومن المؤكد أن حملة السيد الحريري من أجل لبنان لإنهاء تدخل إيران وحزب الله في النظام السياسي للبلد ستساعدها المواد التي انبثقت عن المحاكمة بشأن صلات المنظمة بسوريا وإيران.

وقد تبين، على سبيل المثال، أنّ عياش، بصرف النظر عن كونه قائداً رفيعاً لحزب الله، هو أيضاً نسيب عماد مغنية، العقل المدبر الإرهابي السيئ السمعة لحزب الله، والمسؤول، من بين العديد من الفظائع الأخرى، عن هجمات شاحنة القنابل على سفارة الولايات المتحدة والمقر البحري في بيروت في أوائل عام 1980.

مغنية، الذي كان له دور فعال في تأسيس الجناح العسكري لحزب الله، كان له وجود دائم في طهران – حيث عمل بشكل وثيق مع كبار أعضاء فيلق الحرس الثوري الإسلامي في إيران، مثل قائد فيلق القدس قاسم سليماني – وفي دمشق، حيث عاش مع أسرته حتى قتل بضربة صاروخية إسرائيلية في عام 2008.

وبالإضافة إلى ذلك، كان عياش مرتبطاً عن طريق المصاهرة مع مصطفى بدرالدين، وهو قائد آخر من كبار قادة حزب الله والذي اتهم جنباً إلى جنب مع عياش والمدعى عليهم الآخرين في حزب الله من قبل المحكمة، بيد أنّ التهم قد أسقطت عنه في وقت لاحق بعد مقتل بدرالدين وهو يقاتل من أجل نظام الأسد في سوريا في عام 2016.

نتيجة لذلك، فإن الرجل الذي أدين بمقتل السيد الحريري ليس قائداً عادياً لحزب الله، بل شخصاً يعمل على أعلى مستويات المنظمة، وهي حقيقة من شأنها أن تساعد بشكل كبير في معركة لبنان المقبلة لتخليص نفسه من التأثير الخبيث الذي مارسه حزب الله ومدراءه التابعين لإيران على ثروة البلاد.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني