ألم الجوع والدورة الشهرية أهون.. لا للكاتشاب والشوكولا والفوط الصحية بعد اليوم!
ألم الجوع والدورة الشهرية أهون.. لا للكاتشاب والشوكولا والفوط الصحية بعد اليوم!

خاص - Saturday, February 22, 2020 12:33:00 PM

فرّقونا، سرقونا، أغرقونا، أحرقونا، قتلونا، سيّرونا، سحقونا، شردونا، ظلمونا... أفعال لا تحصى ولا تعد يمكن اضافتها الى هذه اللائحة الطويلة من الأفعال التي "افتعلها" بنا حكام هذه المساحة الضيقة التي لم تعد تسعنا مع عدد النازحين والوافدين واللاجئين من جميع الأطايف والأديان والألوان...

ولربما وجد هؤلاء الذين جعلنا منهم زعماء أن "الشحار" الذي أغرقونا فيه لم يكفِنا بعد، فأبوا أن يتركونا خائبي الأمل، حرمونا الاسكان والمستقبل والزواج والعائلة، لينتهي المطاف بايصالنا الى البطالة والفقر الحقيقي ناهيك عن التجويع... هذه بالضبط هي "سياسة التجويع بهدف التركيع"!

واعذروني على أسئلتي ولكن هل يعي حاملو الأعلام الملونة و"الرديدة" لشعارات الأحزاب أن قنينة الكاتشاب التي كان ثمنها 1500 ليرة لبنانية أصبحت تباع اليوم بـ4500 ليرة؟ وهل يعلم مرتدي البزة المستوردة من الخارج والذي سمي بالزعيم أن قنينة غسول الشعر التي كنا نشتريها بـ9000 ليرة كادت أن تلامس اليوم الـ20 ألف ليرة؟

اسألوهم هل لاحظوا أن حتى منتوجاتنا الزراعية لامست أسعارها الخيال؟ هل انتبهوا أن الخسة الأجنبية أصبحت تباع بـ5 آلاف ليرة وكيلو الخيار بـ4 آلاف ليرة؟... سعر الزبدة الذي تخطى الـ10 آلاف ليرة هل استوقفهم؟ أم حفاضات الأطفال وحليب الكبار؟

هل ننصح النساء بالتوقف عن استخدام الفوط الصحية لأن سعرها أصبح يؤلم أكثر من أوجاع الدورة الشهرية؟ أو نطلب من الرجال التوقف عن الحلاقة لأن نمو الشعر أوفر من أسعار شفرات الحلاقة؟

هل نذوّب الكاكاو والمياه على جرة الغاز التي لا نملك ثمنها ثم نجمده في ثلاجة لا تبرّد لأن لا تيار كهربائي دائم يصلها، لنطعم أبناءنا خليطاً يحمل روح الشوكولا؟ (الله يخلي غندور)!

أسئلة كثيرة بعد تجول في رأسي! مثلاً ماذا عن المحارم الورقية التي تصنع في لبنان؟ أو عن الدخان المصنوع من التبغ المحلي؟ ماذا عن أكياس "الشيبس" اللبنانية التي أصبحت تشكل خطراً عليك من نزلة برد لدى فتحك للكيس من كثرة الهواء داخلها؟! نعم أحبائي، نحن شعب يشتري الهواء في كيس شيبس وبسعر مرتفع أكثر من العادة... وبكل وقاحة نغضب اذا ما قال أحدهم عنا أننا "مغنجين"، نشتري الهواء ونرفض الاهانة... يا لها من وقاحة!

لا أعلم هل أضحك على وضعنا الغريب أو أبكي على شعب ذل نفسه لدى انتخابهم فذلوه حتى الفقر والجوع!

الأمثلة لا تنتهي والمصائب في السوبرماركات لا تتوقف! هذا اذا لم نتحث عن الحليب ومشتقاته واللحوم على أنواعها!

أقول لكم بأمانة وصدق أشفق على فيروس كورونا، فقد زار البلد الخطأ! هنا لا تخيفنا الفيروسات فجراثيمنا الأقوى التصقت بكراسي السلطة!

اعتبروا ما قلته صرخة أو فشة خلق أو كلاماً لا معنى له... لا مشكلة لدي في اعتباراتكم! لكن لدي مشكلة كمواطنة لبنانية تسرق وتنهب يومياً في بلد "فلتان" تغتصب فيه جيوبنا يومياً ولا من يسأل!

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني