بين شقير وبيروت قصة عشق قديمة
بين شقير وبيروت قصة عشق قديمة

اقتصاد - Wednesday, September 23, 2020 1:52:00 PM

في خضم الأحداث التي تطغى على المشهد الداخلي، وآخر فصولها تحذير رئيس الجمهورية اللبنانيين من مصير جهنمي في ظل تعثر تشكيل الحكومة، والمحاولات الخارجية لإنقاذ المبادرة الفرنسية، كانت إهتمامات رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق محمد شقير في مكان آخر.

فشقير وبحسب مقربين منه أصيب بصدمة كبيرة جراء انفجار مرفأ بيروت المدمر، وهاله ما خلفه هذا الانفجار من ضحايا وخراب طال معظم شوارع العاصمة المحببة على قلبه.

ويقول هؤلاء، إن هذا الرجل ومن اليوم الثاني على الانفجار، أي منذ صباح الخامس من آب، كرس وقته كاملاً لهذه القضية، حيث يقضي ساعات طويلة تبدأ منذ الصباح الباكر وتنتهي في المساء في مكتبه في غرفة بيروت وجبل لبنان، حيث أجرى بدايةً مروحة إتصالات واسعة لمعرفة جحم الخسائر وإمتدادها الجغرافي، وكذلك لمعرفة الأولويات للمباشرة في تنفيذ مبادرات تهدف الى مساندة المؤسسات المتضررة.

ويشير هؤلاء الى إن الشغل الشاغل لشقير وهَمَهُ الوحيد هو إعادة هذه المؤسسات الى العمل، للحفاظ على وجودها واستمراريتها وعلى العاملين فيها، وبالتالي تنشيط الحركة الاقتصادية في الشوارع المنكوبة لإعادة الحياة اليها.

وفي هذا الاطار، أطلق شقير مبادرة في الأيام الاولى للانفجار، قضت بتعاون غرفة بيروت وجبل لبنان مع هيئة الطوارئ المدنية، حيث تم توفير التمويل اللازم لحوالي 150 شابة وشاب للقيام بأعمال رفع الركام والتنظيف في الشوارع المنكوبة، ثم بعدها بأيام أطلق مبادرة لتركيب الواجهات الزجاجية على نفقت الغرفة للمؤسسات الخاصة المتضررة، واليوم هناك مئات الواجهات تم تركيبها.

كما أطلق مبادرة جديدة تقضي بإنشاء الغرفة صندوق لتلقي المساعدات والهبات من جهات داخلية وخارجية، لتمكين الغرفة من توفير المساعدات والاحتياجات لأوسع مروحة من المؤسسات.

وهنا لا بد من الإشارة، الى أنه والتزاماً من بالشفافية المطلقة، فإن كل التفاصيل المتعلقة بهذه المبادرات لا سيما الهبات المقدمة وتوزيعها وإنفاقها والأعمال التي تنفذ، يتم نشرها على الصفحة الالكترونية للغرفة.

إستاعدة الأمل والعمل

ومطلع الاسبوع الماضي، أطلق شقير مبادرة جديدة تحت عنوان: “إعادة الأمل والعمل لآلاف المؤسسات”، تقضي بإنشاء غرفة عمليات متخصصة للوقوف الى جانب المؤسسات المتضررة والتي لديها بوالص تأمين، ومساعدتها على تحديد قيمة الخسائر الفعلية، وضمان حصولها على التعويضات كاملة بحسب ما توجبه بوالصها مع شركات التأمين. وهذه الغرفة بدأت فوراً بتلقي الاتصالات لتوفير خدماتها، على الأرقام التالية: 122566/76 – 744167/01 – 743377/01، وقد تم دعوة كل المؤسسات المتضررة التي لديها بوالص تأمين والراغبة بالحصول على خدمات غرفة العمليات الاتصال فوراً على هذه الارقام للمباشرة بتحضير الملفات اللازمة.

ويكشف المقربون من شقير، إن الأخير يقضي جزءاً كبيراً من وقته لمتابعة تفاصيل كل المبادرات ومدى تقدمها على الارض، إذا يرى فيها مساراً متكاملاً لإعادة النبض للمؤسسات والشوارع.

ويلفت هؤلاء الى ان هذا الرجل سخر علاقاته الخارجية، لا سيما الغرف التجارية والهيئات الاقتصادية المختلفة، إن كان في الدول العربية لا سيما الخليجية وكذلك الاوروبية، لطلب المساعدات خدمة لإنجاح المبادرات وتحقيق الأهداف المرجوة منها. واشاروا الى أن هذه الاتصالات بدأت تؤتي ثمارها من قبل العديد من هذه الهيئات.

ويشدد شقير على ان إعادة إطلاق الحركة الاقتصادية في الشوارع المنكوبة هو هدف أساسي ومن أولى أولوياته، وهو يدفع بقوة لتحقيق هذا الأمر، لأنه يعتبر انه بالاقتصاد وحده تنتعش الشوارع ويتمسك الأهالي بمناطقهم ومنازلهم.

ويقول المقربون ان ما بين شقير وبين بيروت قصة عشق قديمة، فهي ملهمته وسر إنطلاقه ونجاحه، كما انها بالنسبة له منارة البحر المتوسط وواحة الثقافة والعلم والفن والجمال والحياة.

نعم، المعروف عن شقير وطوال ممارسته العمل بالشأن العام، أنه يتألم كثيراً عندما تمسّ العاصمة أو يصيبها أي مكروه، بأعتبار، إذا أصيب القلب يصاب لبنان في مقتله لا سمح الله.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني