بين بيروت وحيفا... الحلم القاتل
بين بيروت وحيفا... الحلم القاتل

خاص - Thursday, September 24, 2020 10:30:00 AM

كريستيل شقير

حُلم الإسرائيليين بجعل مرفأ حيفا ممراً للسفن بين الشرق والغرب لطالما كان قائماً على إبعاد مرفأ بيروت عن المشهد البحري وعرقلة عمله للعيش على انقاضه.

تحقيق هذا الحلم كان يحتاج قنبلة من العيار الثقيل تبّدل معالم الجغرافيا المائية وانماط مسطحاتها الحيوية ومعها توجه السفن الاتية من الغرب لتدخل الى الشرق وهو ما جاءهم للإسرائيليين على طبق من الفضة بانفجار المرفأ إن عن سابق تصور وتصميم أو نتيجة إهمال مزمن لكن المهم الان هو تراجع الدور الإقليمي والدولي لمرفأ بيروت أقله خلال الأشهر المقبلة ولو استعاد جزءا كبيرا من قدراته التشغيلية.

وفي الأرقام، فالمرفأ الذي كان يتعامل مع 300 مرفأ عالمي وترسو فيه 3000 سفينة على الأقل سنويا يمتد على مساحة مليون و200 ألف متر مربع ويتألف من أربعة أحواض مع 16 رصيفا وأربعة مستودعات للبضائع العامة بمساحة إجمالية تتجاوز 25 ألف متر مربع، مع ستة مستودعات تبلغ مساحتها نحو 5231 مترا مربعا، مخصصة لعمليات التجميع والسيارات وبضائع أخرى.

أما عن مرفأ حيفا أكبر موانئ إسرائيل الدولية والذي تصدر سلم أولويات التحاليل ومسار الاحداث فيتعامل مع ملايين الاطنان من البضائع سنوياً وهو يعمل على تعزيز مكانته من خلال الاتفاقيات وأبرزها موانئ دبي العالمية التي وقعت مع شركة اسرائيلية لخصخصته.

مرفأ حيفا، الورقة الإسرائيلية الرابحة في عزّ أيام التطبيع مع عدد من الدول العربية، يتخذها العدو كقضية جوهرية وقصة حياة أو موت وهو سيسعى بكل الإمكانات لفرض مرفأ حيفا على الخريطة الإقليمية وانتزاع من مرفأ بيروت دوره كممر استراتيجي وهو ما قد يحصل فعلا حين تتجه انظار الشركات العالمية كما العربية في المقبل من الأيام الى رئة حيفا الحيوية على حساب بيروت التي تختنق تحت أنقاض المرفأ بانتظار الإسراع في إعادة الإعمار وضخ الدم بشريانها الاساسي من جديد.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني