الوقاية من السرطان... الوقاية من الموت
الوقاية من السرطان... الوقاية من الموت

لايف ستايل - Tuesday, February 25, 2020 8:14:00 AM

الجمهورية

ماريانا معضاد

«لا يزال مرض السرطان موضوعاً محظوراً في مجتمعنا حتى يومنا هذا، إذ لا يزال بعض الناس يرفضون لفظ اسمه حتى. ولكن الجهل ضعف أمام هذا المرض، والمعرفة قوة، فلنحاربه بالوعي والوقاية». لا تزال المعلومات المعروفة حول الوقاية من السرطان تتطور. ومع ذلك، فإنّ فرَص الإصابة بالسرطان التي تتأثر باختيارات أسلوب الحياة التي يختارها الإنسان من الآراء المقبولة. لذلك، في حالة الاهتمام بالوقاية من السرطان، يمكن الاستفادة من حقيقة أنّ التغيّرات البسيطة على أسلوب الحياة يمكن أن تُحدث فرقاً إيجابياً.
في حديث لـ«الجمهورية»، قالت الدكتورة رحاب نصر مساعدة بروفيسور في قسم علم التشريح وعلم الأحياء الخلوي وعلم وظائف الأعضاء في الـAUBMC ومديرة برنامج الوقاية من السرطان والسيطرة عليه في الـAUBMC، مركز نايف باسيل، ومديرة منشأة البحوث الأساسية في كلية الطب في الـAUB، ومديرة ومؤسِسة جمعية «أملنا»: «يعيش مرض السرطان داخل الخلايا الطبيعية، وتتكاثر الخلايا في جسمنا بشكل منتظم. أمّا في حالة السرطان، فإنه يحدث خللاً جينيّاً داخل الخلية، فتتكاثر بطريقة بشكل غير منتظم، ويعجز جسم الإنسان عن السيطرة عليها. في الواقع، ليس السرطان مرضاً، بل مجموعة من الأمراض، ويصل عدد أنواعه إلى حوالى الـ200. الخاصّة التي تميّز السرطان هي التكاثر غير المنتظم الذي يعجز الجسم عن السيطرة عليه. وفي الحالات المتقدمة، ينتشر السرطان من المركز الأساسي في الجسم إلى أعضاء أخرى، وهنا يكمن الخطر».

 

أهمية الوقاية

وأضافت د. رحاب: «ليس السرطان قضية صحية فحسب، بل هو قضية إنسانية أيضاً. في الحقيقة، يخاف الإنسان مما لا يعرفه، ويعجز عن مواجهته. إذاً، كلما زوّدنا أنفسنا بمعلومات صحيحة عن السرطان، أصبحنا أقوى في مواجهته.

إنّ السرطان قضية صحية مهمة لأنه ثاني أهم سبب للوفيات في العالم. فقد وجدت الوكالة الدولية لبحوث السرطان أنه في كل سنة، لدينا حوالى 18 مليون إصابة جديدة، وحوالى 9.6 ملايين حالة وفاة جرّاء هذا المرض. ولكن لو نظرنا إلى الشق الإيجابي، نرى أنه بحسب الدراسات المرتبطة، يمكننا تجنّب حوالى ثلث إصابات السرطان. الواقع هو أنه لا يمكننا الوقاية من كل أنواع السرطان والكشف المبكر عنها، ولكن أكثر السرطانات شيوعاً يمكن الوقاية منها».

 

أكثر السرطانات شيوعاً في لبنان

وفقاً لـ د. نصر: «لدى النساء، إنّ سرطان الثدي هو الأكثر شيوعاً، ومن بعده سرطان القولون (أي الأمعاء الغليظة)، ثم سرطان الرئة.

 

أما لدى الرجال، فيترأس القائمة سرطان البروستات، ثم سرطان المثانة (أو المبولة)، فسرطان الرئة».

أما السرطانات التي يمكن الوقاية منها أو الكشف المبكر عنها، فهي:

سرطان الثدي، والرئة، والقولون، وعنق الرحم، والجلد.

 

وشدّدت د. رحاب: «الوقاية هي أول خطوة نقوم بها لتخفف من خطر إصابتنا بالسرطان. لكن ثمة مراحل من الوقاية:

- الوقاية الأولية: التدخل قبل حدوث السرطان: أي الابتعاد عن عوامل الخطر التي تؤدي إلى الإصابة.

- الوقاية الثانوية: التدخل في بداية الإصابة به، أي الكشف المبكر.

- الوقاية الثلاثية: العلاج الصحيح.

ولكن في الوقاية، يكون التركيز على الوقاية الأولية والثانوية».

 

الوقاية الأولية

أفادت د. نصر أنّه «من أسهل السرطانات التي يمكن الوقاية منها هو سرطان الجلد، من خلال عدم التعرّض للشمس في ساعات الظهر. وأُثبِتَ أنّ السولاريوم يرفع خطر الإصابة أيضاً». ولفتت الى انّ: «بعض السرطانات سببها فيروس، كسرطان الكبد hepatitis D. الوقاية الأولية منه هي عبر إعطاء الطعم المخصّص له، وهو موجود في المستشفيات. ويمكن الوقاية الأولية أيضاً من سرطان عنق الرحم من خلال إعطاء الطعم المناسب للفتيات منذ عمر الـ11».

 

الوقاية الثانوية

«تكمن الوقاية الثانوية في إجراء فحوصات الكشف المبكر. لا يجب الانتظار حتى تظهر عوارض السرطان لإجراء الفحوصات، إذ يكون قد تطور الورم، بل يجب كشفه في أبكر مرحلة ممكنة، لرفع نسب الشفاء».

 

وعددت د. نصر بعض الأمثلة:

- سرطان الثدي: ثمّة حملة وطنية بدأت منذ سنوات للكشف المبكر عن سرطان الثدي، تحصل كل عام في شهر تشرين الأول. والهدف هو دعوة النساء في عمر الأربعين وما فوق إلى إجراء التصوير الشعاعي للثدي كل سنة، فضلاً عن الفحص الذاتي للصدر منذ عمر العشرين، والفحص السريري لدى الطبيب كل 3 سنوات. هذه الفحوصات هي بأهمية تناول الطعام وشرب الماء.

- سرطان عنق الرحم: الطعم هو وقاية أولية له، ولكن ثمة وقاية ثانوية أيضاً وهي عبر ما يُعرَف بفحص «الزجاجة» أو مسحة عنق الرحم. يجب إجراؤه كل سنة إلى 3 سنوات للنساء المتزوجات.

- سرطان الأمعاء الغليظة: يظنّ معظم الناس أنّ الوسيلة الوحيدة للكشف عنه هو المنظار - الذي يخاف منه البعض. ولكن ليس المنظار الفحص الوحيد. لدينا فحوصات أخرى مثل الـFIT وهو فحص خروج (يكشف الدم الخفي الذي قد يكون إشارة لسرطان أو لمرض آخر) يُجرى مرة كل عام ابتداء من عمر الخمسين. ولكن يبقى المنظار - مرة كل 10 سنوات - ضمن الوقاية الأولية، بينما الفحوصات الأخرى مثل الـFIT تكون عادة ضمن الوقاية الثانوية.

- سرطان الجلد: فحص الذات عبر المراقبة، وفحص لدى طبيب الجلد.

- سرطان الرئة: صورة مقطعية للرئتين كل عام للأشخاص الذين يدخنون كثيراً (علبة في اليوم لمدة 30 عاماً أو علبتين في اليوم لمدة 15 عاماً...) ابتداء من عمر الـ55.

- سرطان البروستات: إذا كانت نتائج الفحص إيجابية، قد تعني وجود سرطان، أو التهاب، أو غيرهما من الأمراض. وهذا يعني أنّ التشخيص يستلزم متابعة».

 

عوامل الخطر التي تزيد من خطر الإصابة بالسرطان:

1- التدخين (جميع أنواعه): نحن نربطه دائماً بسرطان الرئة، بينما هو يسبب أكثر من 15 نوعاً من السرطان. إذاً، من الأفضل عدم التدخين في الأساس. ولكن حتى لو أصبنا بالسرطان، فإنّ التوقف عن التدخين يساعد على تفادي العوارض الجانبية للأدوية، وعلى الاستفادة أكثر من العلاج، وتفادي معاودة السرطان بعد الانتهاء من العلاج. وتجدر الإشارة إلى أنّ التدخين غير المباشر، كما المباشر، يرفع نسبة الإصابة بالسرطان أيضاً.

2- النظام الغذائي: أثبتت البحوث أنّ اللحوم المصنّعة مثلاً ترفع خطر الإصابة بالسرطان. ولكن المطبخ في ثقافتنا صحي وغني بالأطعمة الصحية مثل الخضار والفاكهة.

3- الوزن: إنّ الحفاظ على وزن صحي يخفّض احتمال الإصابة بالسرطان.

4- الكحول: قد تسبب حتى سرطان الثدي.

5- الرياضة: إنّ ممارسة التمارين الرياضية تخفف من خطر الإصابة بالسرطان، وتقوّي جهاز المناعة، وترفع نسبة الشفاء، وتخفف نسبة المعاودة بعد الشفاء».

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني