حلّ الممثل اللبناني يورغو شلهوب ضيفاً على برنامج spot on مع الإعلامي رالف معتوق عبر إذاعة صوت كل لبنان وصوت الغد أستراليا وكشف أنه يعيش حالة صعبة حيث يشعر بفوضى في رأسه من التفكير بالوضع العبثي الذي نعيشه.
وقال يورغو أن الكابوس الذي نعيش به اصبح يُجبر الجميع على متابعة السياسة لأنها مرتبطة بالوضع الأمني والاقتصادي كي يعلم كيف سيحمي نفسه وعائلته.
ووصف يورغو مقولة أنّ الفنان يجب أن لا يُعطي موقفاً سياسياً كي لا يخسر جمهور بـ "التفاهة" لأن وضع البلد أهم من هذا الأمر، والفنان لديه كامل الحرية لإبداء رأيه السياسي وانتمائه دون أن يقوم الطرف الآخر بإلغائه.
لا يوافق يورغو على رأي هشام حداد الذي قال أن الفنانة جوليا بطرس مجبرة على إبداء رايها بالثورة وقال شلهوب أن لديها كامل الحرية في التحدث عن هذا الموضوع او عدمه وهي من الممكن أن تكون قد عبّرت عن رايها بصمتها مشدداً على أنه من حق هشام إعطاء رايه دون أن يفرض عليها ذلك.
واستغرب شلهوب اللوم الذي تعرّض له الموسيقي زياد الرحباني عن عدم إعطائه رأيه أيضاً بما حصل في الثورة وقال أنه جسّد ما يحصل اليوم في مسرحيات سابقة ومن الممكن أن يكون محتاراً ايضاً فلا يجب لومه.
هذا وأّكد يورغو أنه لا يوجد أحد لا يؤيد الثورة في لبنان لكن طريقة معالجتها قد يختلف عليها الكثيرون وقال أنه ليس منتمياً إلى أي حزب ولا يعجبه أي أحد اليوم باستثناء شربل نحاس حيث اشاد بتحليلاته والمشروع الذي يقوم به مشيراً إلى أنه حذّر مما وصلنا إليه اليوم ، وكشف أنّ من خلال العبثية التي نعيشها اليوم لم يعد مفهوما أي منهم حليف الآخر.
وعن مسلسل "حبيبي اللدود" الذي تحدّث عن الإنقسام الداخلي والحروب التي حصلت قال بأننا اقتربنا من هذه المرحلة اليوم لأننا في وضع صعب والتقارير تؤكد أن سيناريو الأيام القادمة مخيفة والأمر في لبنان مرتبط بقرار إقليمي.
واضاف يورغو أن الثورة يجب أن يكون لها قيادة ليعلم جميع الأطراف مع من يجب التواصل مستغرباً أن يكون عدد من الأحزاب موجودين فيها لأنها ضدهم في الأساس.
أما الأسباب التي دفعته للقبول بهجرة أبنائه هي الأوضاع الأمنية و الاقتصادية بالبلد بالاضافة للحالة النفسية الصعبة بعد الإنفجار ولاحقتهم الكوابيس حتى أن مخاوفهم أكبر من عمرهم، لكنه لا يُفكر بالهجرة إلى قبرص حالياً لأن لا عمل له هناك، وكان يريد السفر معهم لفترة قصيرة كي يعتادوا على الأمر لكنه خاف من عدم قبول طلب هجرتهم بسببه كونه من بلد ارقام إصابات الكورونا فيه عالية.
وأعرب يورغو عن خوفه الكبير عن تأثير الوضع على الفن حيث قال أنه من الصعب الإستمرار في ظل الظروف الصعبة وهو للمرة الأولى يُفكر إذا ما كان قراره برفض العديد من الأعمال في السنتين الأخيرتين صائباً أو كان من المفترض أن يضغط على الجرح ويقدم أعمالاً غير مقتنع بها لحماية عائلته.
يورغو قال أنه بالموافقة على إعلانات أو وضع صوته عليها بسعر عالٍ كان يحمي نفسه من الإضطرار لتقديم أدوار معينة في المسلسلات وأشار الى أن أجره العالي ثابت مع تغير طفيف لأنه بمثابة عهد شرف فسيتم ضرب مصداقيته في حال غيّر كثيراً.
وأوضح شلهوب ان أول ما يهتم فيه باي عمل هو النص وطريقة معالجة دوره فيه ثم باقي المقومات وقال أن الانسجام بينه وبين البطلة موجود في جميع المسلسلات وهذا الأمر كان واضحاً والدليل على ذلك علاقة الصداقة التي تربطه بالجميع.
وعن علاقته بالممثلة اللبنانية كارين رزق الله قال أنّ هناك تباعداً لكن لا خلاف مشيراً إلى أنه تم الحديث معه عن عمل يجمعهما ، وعن الجدل الذي حدث بسبب فيلم "قلبي دق" والأخبار التي قالت بأنه تم الغاؤه بسبب عدم التزامه قال أنه تعرّض لوعكة صحية وتأذى ظهره بشكل كبير بسبب ممارسة رياضة قاسية ولم يستطع الحركة مضيفاً أن العلاج تطلب أشهراً وتواصل مع كارين قبل البدء بالتصوير لإخبارها بذلك.
يورغو قال أن في الفترة الأخيرة تعمق كثيرًا في البسيكولوجيا والفلسفة وعلم الطاقة وهذه العلوم غيرت حياته بشكل جذري و ساعدته على بناء نفسه من جديد و هذا ما ساعده بتخطي المراحل الصعبة التي مرّ بها .
وقال أنّ هذه المرحلة ساعدته في التعلم من تجاربه التي مرّ بها وكان الأمر بمثابة علاج نفسي له مشيراً إلى أنّ التمثيل في وقت يكون الدواء لكن أيضاً هناك شخصيات تجعل الفنان يعاني نفسياً.
وشرح شلهوب ان "بعده عن المسرح حصل لأنه عندما تم عرض الدور عليه لأنه كان لم يتّخذ قرارا إذا ما كان سيهاجر أم لا وكان لديه مبلغاً من المال سيسافر كي يعمل في الخارج ويدرس لكن الانفجارات المتلاحقة في وقتها جعلته يبقى به إضافة إلى أن الأدوار التي عُرضت عليه لم تكن تناسبه".
وأكد شلهوب انه "لا ينزعج من أن يتم ربطه بأهله والده الممثل جورج شلهوب ووالدته إلسي فرنيني لأنه منذ دخوله على المهنة اثبت نفسه ولم يتعدَّ على مجال غيره"، مشيراً إلى أن الشخصيات التي تظهر أنها طارئة على المهنة يلفظها الجمهور ولا يتقبّلها.
وعن سيئات الشهرة قال شلهوب أنها تُجبر الفنان على تحمل تحليلات وأفكار عنه لا تمت إلى الحقيقة بصلة لكنها تأتي من حسد أشخاص يغارون من نجاح الإنسان.
ونفى شلهوب أن يكون قد شعر بالغرور يوماً لأنّ هذا الأمر بالنسبة له هي فلسفة حياة حيث يرى أنه من التفاهة أن تشعر بالتعالي والتكبّر على الآخرين بسبب موهبتك.
أما حول تواجد الممثلين السورييين بكثافة في الانتاجات اللبنانية فعلق يورغو أنه خيار المنتج وهذا من حقه ربما و من حق القنوات أيضًا و الله يوقفهم ، وعن كلام معتصم النهار عن أن الممثلين السوريين أكاديميين قال أن هذه التصريحات خاطئة التي لا تُغير شيئاً والأفضل التركيز على عمل الشخص، ورد باسم مغنية كانت محترم وبطريقة لائقة و معتصم اعتذر.
كما أوضح أن "عدم تواجده في المسلسلات العربية هو بسبب عدم رغبته في أن يكون في دور ثانوي في وقت هو يلعب دور بطولة في بلده فليس من الوارد لديه أن يًصفق للممثل البطل، لكن هناك أدوار معينة مركبة ولها اثر قوي من الممكن أن يوافق عليها مثل مسلسل "سرايا عابدين"".
وعبر شلهوب عن سعادته بالعمل مع الممثلة ماغي بو غصن في فيلم "time out" ووصف ايام التصوير التي بلغت 20 يوماً بأنها مرت كالحلم وقال أن غيابه عن الإفتتاح كان بسبب ظرف صحي.
أما غيابه عن حلقته مع مقدم البرامج عادل كرم فقال أن اللوم في هذا الأمر عليه لأنه كان يمر بظروف لكن لا علاقة لذلك بالعمل وشكر عادل وطارق كرم على تفهمهما في وقتها وعدم الإعلان عن الموضوع.
وعن علاقته مع أولاده قال أنه يتواصل معهم عبر تقنية الصوت والصورة وسيشجعهم في حال كان لدى أحدهم موهبة في التمثيل وفي حال كان العمل في الخارج فهو أفضل.
ولفت شلهوب الى أنه يؤيد السلام بشكل عام وهو من النوع الذي يمنع الحرب ولا يخوضها وينتصر، مشيراً إلى أن الصراعات الداخلية تعرقل عمل المقاومة ضد إسرائيل لأن البلد غير محصّن، أما فيما يخص سلاح المقاومة فقال أن البلد الطبيعي يجب أن يكون السلاح فيه بيد الجيش وإلا الجميع سيحمل السلاح، وأضاف أن المقاومة قامت بحماية لبنان و لكن هذا السلاح كان له تأثيرًا سلبيًا على حزب الله في اللعبة السياسية الداخلية.
ورأى يورغو أن الثورة كانت في أغلب الأحيان ضد طرف سياسي معين هو التيار الوطني الحر نافياً أن يكون منتمياً له وشدد على أنه شارك في التظاهرات في جل الديب لكنه انسحب عندما بدأت الشتائم.
وأعلن يورغو أنه يحاول كتابة ثلاثة أفلام بمواضيع مختلفة وفي حال نجح في ذلك فإنه سيُشارك في اثنين منهم مؤكداً أن وضع البلد أمنياً واقتصادياً يؤثر على هذا الموضوع أيضاً.