لم يعد الأمر بمحمول. في اليومين الماضيين ازداد ثقل التدابير المصرفية العدائية للمصارف على المودعين، ولا سيما مصرف الاعتماد اللبناني الذي خفض سحب السحب بالدولار الى 50 دولارا في الشهر الواحد ان لم يكن الرصيد يزيد عن 1000 دولار.. وكأن أزمة البلاد واقفة على "فلس الأرملة هذا".

يحاول المصرف اجبار من وثق به في مرحلة سابقة، بسحب أمواله أو راتبه أو جنى عمره، أو الـ1000 دولار خاصته- وقد تكون بالمناسبة كلّ ما يملك- بالليرة اللبنانية، أي، بتعبير آخر، يقتطع المصرف كما غيره أكثر من 40 بالمئة من قيمة الاموال... فيما الملايين هرّبت من دون حسيب ورقيب.

في اليومين الماضيين ازدادت الاشكالات في المصرف المذكور، ولكن آخرها، موجع فعلا. تخطّى ما تفعله المصارف كلّ حدود. تخطّى اذلال المواطن في هذه البلاد كلّ حدود.

وقف "أبو حسين" باكيا، مستعطيا ما هو بالاساس حقّا له. ما هو تعب عمره. ما صنعه من عرق جبينه. وصل به اليأس الى التهديد بإحراق نفسه. لا يستحقّ "أبو حسين" ولا أيّ لبناني يعيش يشقى كلّ عمره ليجمع حفنة من الدولارات أن تسرقوها لتهرّبوا أموال المقتدرين في الوقت عينه! توقّفوا فقد تجاوزتم ايها المصارف كلّ حدود. لن تستعيدوا ثقة ايّ منّا.. لا دنيا ولا آخرة.