اقتراب التطبيع اللبناني مع اسرائيل... بمباركة من يحاربها؟
اقتراب التطبيع اللبناني مع اسرائيل... بمباركة من يحاربها؟

خاص - Wednesday, October 7, 2020 6:03:00 AM

كريم حسامي

في وقت نشهد بشكل فاضح على هشاشة نظامنا الاقتصادي العالمي الذي ينهار أو يتحسّن اعتماداً على صحّة رئيس أو تصريح من هنا وهناك، يمكن فهم وإدراك كيف أنّ الوضع الهشّ في الشرق الأوسط مرتبط ارتباطاً وثيقاً بمسار المفاوضات مع إسرائيل  الذي هو مفتاح الحل، وبدأ ضمن مخطط "صفقة القرن"، ويصل الى لبنان وسوريا.

ويقول محللون استراتيجيون إنّ "السياسة الأميركية كانت واضحة للجميع، أيّ أن من يُعارض صفقة القرن سيتعرض لأقسى العقوبات والضغوطات لكي يتنازل لأنّ شعب بلاده يتحمّل نتائج سياسة المعارضة أكثر من قادتها وأحزابها".

وأضاف: "بعد معارضة حزب الله المفاوضات وبدء صفقة القرن دورانها، فُرضت العقوبات عليه ما أثّر على النظام المالي والمصرفي التي يرتكز عليه البلد، ما يؤكد الصلة بين الإثنين (الحزب والنظام المصرفي)"، مشيرين إلى أنّ "تدهور الأوضاع بشكل رهيب أخيراً وانتظار الأسوأ قريباً زاد الضغط على الحزب ليوافق على بدء المفاوضات لترسيم الحدود، وما هو أبعد يبقى مخفياً على الرأي العام مثل نزع سلاحه".

وشدد المحللون على أنّ "العقوبات تأجّلت لبعض الوقت خصوصاً بعد تحديد 14 الجاري لانعقاد أول جلسة بين لبنان وإسرائيل كتطبيع أولي، غير أنّ الطرف القوي، أي إسرائيل وأميركا، سيستمران بفرض العقوبات لانتزاع تنازلات أكثر من الطرف الضعيف جداً والمتقهقر، حيث لا يمكن لشعبه الحصول على أبسط حقوقه من المواد الأولية كالمحروقات والطعام والأدوية، في وضعية لم نراها مسبقاً".

أمّا إذا كان هذا الحرمان من متطلبات الحياة هو ثمن بدء المفاوضات، وفق المحللون، فالى أي حدّ مأسوي يمكن للوضع ان يبلغ حين تسعى إسرائيل لانتزاع مزيد من المكاسب في قضايا عدة خلال المفاوضات وبالتالي تزيد الضغوط علينا.

ما هو واضح أنّ حزب الله وافق على هذه المفاوضات تحت رغبة إيران، التي اصبحت مهمومة بالحرب الضروس بين دولتين على حدودها (أرمينيا وأذربيجان الذي يتحدّر منها خامنئي)، وذلك للحفاظ على ماء وجه الحزب بعد تلقي الضربات المتتالية والهزائم على كل المستويات، وخصوصا وقوف بعض من شعبه ضده بسبب الاوضاع المعيشية، وبالتالي يكون قرّر مساعدة الأعداء بدل الانتقام منهم بعد قتلهم لعناصره.

فهو يساعد إسرائيل على رسم حدودها الشمالية بعد انتهائها من رسم حدودها شرقاً مع الأردن وجنوباً مع مصر وغربا مع قبرص في تناقض فاضح مع ايديوليجيته منذ 40 سنة بمحاربتها من أجل زوالها والصلاة في القدس، فهل تزيل دولة بترسيم حدودها والانتهاء منها ؟ وهل ترسم الحدود لتقاسم مغانم النفط والغاز مع العدوّ؟

إلى ذلك، يساعد الحزب ترامب قبل أيام من انتخاباته عبر تقديم هدية ثمينة في مسار التحالف بين الدول العربية والدولة العبرية، تتمثل بانطلاق المفاوضات بين لبنان وإسرائيل.

وعلى الرغم ان لبنان سيكون آخر دولة تبرم اتفاق سلام مع اسرائيل ويُطبّع معها، لكن المثير للاهتمام أنّ هذه المسألة بدأت بموافقة للاطراف التي تُحارب  العدوّ وبمباركتها، لذلك هل البداية بترسيم الحدود مع اسرائيل لينتهي بالسلام وانهاء النزاع وتحقيق الرفاهية؟

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني