آراء الشباب بحوادث الانتحار تناولته حلقة هذا الأسبوع من "مجلس الشباب" عبر "صوت كل لبنان"، فاستضاف الزميل محمد العريبي كلاًّ من فاطمة غزّاوي وعمر الهامش ونور الشيخ ومحمد عبيدي، بين الاستوديو والاتصال الهاتفي التزامًا بالتباعد الاجتماعي في زمن كورونا.

غزّاوي اعتبرت أنّ تزايد أخبار حوداث الانتحار أخيرًا حولنا في مواجهة الظروف والمآسي والصعوبات التي تواجه المُقدِمين عليه، يُظهره وكأنه بات الحل الوحيد في وجه هذه المشكلات الاجتماعية بعد تراكمها واحدة تلو الاخرة، فتكون النتيجة سيطرة الافكار السوداوية على تفكير المرء فيتّخد القرار الصعب. غزّاوي قالت إنّ للمجتمع دورًا بارزًا جداً للحدّ من هذه الآفة، كوضع برامج داعمة للشباب وإيجاد حلول للأزمات التي تواجههم، كما ينبغي على المعنيّين نشر الوعي والثقافة لكيفية حل المشكلات بطريقة سليمة، وتدعيم المراكز النفسية لحالات الطوارئ وزيادة عدد المتخصصين في مواجهة هذه الحالات، مشيرةً الى أنّ المجتمع والأسرة والاصدقاء يشكلون عامل دعم اساسيًّا للأشخاص المضطربين نفسيًا وأولئك الذين وصلوا الى أمام باب مسدود..
غزّاوي اعتبرت أنّ لوسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي دورًا في الحد أو في زيادة عدد المقبلين على الانتحار، كما أنّ للرقابة دورًا مهمًّا جدًا في دراسة ومتابعة محتوى ما يقدمه الافراد على العالم الافتراضي.

الهامش أكد من جهته انّ الانتحار ناتج عن عدم تمكّن المرء من التعبير عن ذاته من خلال البوح بالرأي والمشاعر او من خلال التعبير الفني، فيصل الإنسان الى أوقات يشعر فيها بالإحباط واليأس، لكن عليه في المقابل أن لا يكتم مشاعره وأفكاره بل أن يعبّر عنها أمام من يثق به وإن لم يجد فليلجأ إلى نشاطات يحبّها ليخرج هذه الطاقة السلبية. واعتبر أنّه ينبغي ان لا يخجل الشخص من زيارة معالج او طبيب نفسي فذلك سيساعده على التخلص من الإحباط وفقدان الأمل.
الهامش ذكّر بالدور الأساسي الذي يلعبه الاهل في خلال تربية أولادهم عن طريق توجيههم للطرق الصحيحة لمواجهة ظروف الحياة بالاساليب المناسبة التي لا تحبط عزيمتهم ولا تنمّي فيهم نقاط ضعف قد تؤذيهم في الكبر. أما بالنسبة للدِّين فإنّ الإجماع في الكتب السماوية أنّ الانتحار خطيئة لكن لا بدّ لنا انْ نترك مصير الانسان ومحاسبته لمن خلقه فهو أعلم بما في الصدور.

أما الشيخ فاعتبرتْ أنّه استناداً الى الدِّين، الانتحار لا يجوز وهو واحدة من كبائر الذنوب، وقد ورد في القرآن الكريم بسورة النساء: "ولا تقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيماً". تابعت الشيخ أنّ الرّوح والجسد أمانةٌ أودعنا إياهما الله، فنحن لا نملك حق وملكيّة التصرف بهذه الأمانة، رغم أننا نشعر في الكثير من الاوقات بالضيق والتعب لكن علينا دائماً التذكّر بأن الله معنا يراقبنا ويعلم بما نشعر به ونعيشه، والدنيا هي دار بلاء لذلك فجميع أيامنا ليست جميلة، وعلى الانسان أن يتذكّر دائماً الآية الكريمة من سورة الرعد: "الذين آمنوا وتطمئنّ قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب."

فيما اعتبر عبيدي، أنّ المجتمع سيتكلّم مهما فعل المرء، لذلك علينا تدريب أنفسنا على عدم التأثر بما يقوله.. وأشار الى انه في السابق، كان يتأثر بكلّ كلمةٍ او فكرةٍ يقولها الناس عنه، لكن الآن تأكد واستنتج ان الجميع سيتكلم مهما فعل، لذلك أصبحت آراء المجتمع من الأمور غير المُهمّة بالنسبة إليّ، ولم يعد يتأثر بها.

اشارة الى انه يمكن متابعة برنامج "مجلس الشباب" كل ثلاثاء الثالثة بعد الظهر عبر إذاعة "صوت كل لبنان"، وهو من مجموعة برامج مشروع"شباب لايف" الذي أطلقته DW Akademie بالتعاون مع جمعية الجنى في لبنان وبتمويل من الاتحاد الأوروبي ودعم من الخارجية الألمانية.
لمشاهدة حلقة هذا الأسبوع اضغط هنا