عزيزي نديم قطيش الزمكّ
عزيزي نديم قطيش الزمكّ

خاص - Sunday, October 18, 2020 1:27:00 PM

الى الحبيب نديم الزمكّ، والزمكّ، كما أسلفتَ بإقتدار، وكما عرّفها المعلم بطرس البستاني في "محيط المحيط" "الزَمَكة من الرجال: العَجِل الغضوب الأحمق القصير"، لم تكن يوما وليد صدفة:
1-لا نشأتك في بيئة شيعية تجاهر تكرارا بقرفك منها، وتفاخر هي بتنكّرها لك حلاً ونسباً.
2-ولا في مصاهرتك ناصر نصرالله الذي أرَدته ممرا لتحقيق طموحك السياسي.
3-ولا في تدرجك في مؤسسة إحتضنتك فبادلتها مرّتين بالجحود والعقّ، حتى قال فيك زملاؤك ورؤساؤك ما لم يقله مالك في الخمرة.
4-ولا في تزلّفك للحريرية السياسية، تمهيدا لمشاركتك تآمراً في لحظة صفاء، في الإنقلاب عليها، منظّرا في تقاريرك المثيرة لهشاشة وضعف وعجز وقلة حيلة ولي نعمتك، سعد الحريري، بداية مع السفارة في بيروت، لتترقى تدرّجا حتى تصبح مراسلا تحريضيا على الحريري، من دون جميل السفارة.
5-ولا في غضبتك يوم غزوتك سرايا رفيق الحريري، مناديا بإعدام نجيب ميقاتي. تلك الغزوة التي قدتَها بمشورة زوجتك، وكدتَ أن تتسبب، تآمرا لا تهوّرا وحمقا فحسب، بفتنة طائفية – مذهبية – مناطقية – سياسية مدمّرة.
لستَ، عزيزي نديم الزمك، مجرّد صدفة. لا نسباً، ولا دورا ولا وظيفة.
لم تكن صدفة مصاهرتك ناصر نصرالله.
لم يكن صدفة إعتناقك الحريرية السنية، من خارج سياق بيئتك وعائلتك ومصاهرتك.
لم يكن صدفة دورك المريب في تلفزيون المستقبل.
لم تكن صدفة ترقيتك الى فضائية الحرة، عارضا في واشنطن، والأخطر عارضا لها، خدماتك التحريرية ومواهب الوشاية (تلك لتي تملّكتها جزئيا في بيروت)، بداية على زملائك، ومن ثم على قادة سياسيين وأمنيين وعسكريين.
لم تكن صدفة أن تعود الى بداياتك في تلفزيون المستقبل، بعد تمرّسك فنّ الوشاية في واشنطن، لترتقي بسرعة قياسية السلّم الوظيفي، فتتحوّل بين ليلة وضحاها نجماً حواريا تستضيف علية القوم، وأقدرهم إمتلاءً.
لم تكن صدفة أن تتولى رئاسة تحرير أخبار تلفزيون المستقبل بضغط مباشر من مشغّلك الخارجي. أرادوها لك فترة زمنية قصيرة مهّدت فيها للإنقلاب على ولي نعمتك، قبل أن تسهم شخصيا وإراديا في ليلة القبض عليه في الرياض، عبر تغطية الإختطاف والأسر إعلاميا وسياسيا. من ينسى إطلالتك تلك الليلة على الـLBCI لتنفي إختفاء الحريري ولتدّعي أنه إتصل بك مباشرة قبل دخولك الاستوديو ليطمئنك الى أنه على خير ما يرام، فيما كان لأيام طوال أسير الريتز، والصحيح أسير كرسي الريتز، مجردا من أي وسيلة إتصال، من هاتفه ومن ساعته الذكية.
من ينسى إشرافك على مقابلة الذل والعينين الزائغتين خوفاً، والدامعتين ألماً، والطالبتين بإستماتة خلاصا وفكا للأسر، بقيادة الرائعة بولا يعقوبيان.
لم تكن صدفة أن تتقاضى لقاء تغطية إختطاف ولي نعمتك والمشاركة في مؤامرة ذل وإهانة وصفع رئيس حكومة لبنان، الإرتقاء ببرنامجك الهزلي من حلَقة لبنانية ضيقة الى رحاب الجمهور العربي، عبر بثه في قناة "العربية" بالتشارك مع تلفزيون المستقبل، لتنتقل بعدها، عزيزي الزمك، بعقد ضخم الى "العربية" بعد إنجازك بتميّز وإبداع دورك في تصفية تركة الحريري الإعلامية والسياسية.
ومن ثم قادك تميّزك الوشائي الى أن تحطّ الرحال قبل أسابيع في سكاي نيوز العربية الممولة إماراتيا.
بإختصار، تنقّلت ولائيا بسرعة البرق، من مصاهرة نائب حركة أمل تعزيزا لطموح محلي، الى مصاهرة الحريرية السياسية تمكيناً لهذا الطموح، قبل أن تشهر حبّك الجمّ لواشطن، ومنها الى MBS، قبل أن ينتهي بك المطاف (موقتا بالتأكيد) عند MBZ.
دمتَ زخراً لأربابك، لنا، من المحلية الى العالمية.
مسيرتك، عزيزي نديم الزمك، زاخرة بالولاءات المتلوّنة والمتنافرة شخصيا وعائليا وسياسيا وماليا وتكسبّاً وتزلّفاً، تماما كما هي زاخرة في قلّة ولائك (ولا نقول إنعدامه، لا سمح الله ولا سمح وليّو نعمك) لوطنك الثاني لبنان!
عزيزي نديم الزمك، قل ما تشاء. نقّل فؤادك حيثما ترغب. نوّع هواك ما مكّنك منه وليّوك. نفّخ سيجارك المليونيّ ما شئت في مرابع دبي ومشاربها. لكن أرجوك أن إعفنا من طنينك اللبناني وإدعائك المزيف مصلحة وطنك الثاني، وربما الخامس أو السادس، لستُ أدري. إعذرني، فقدتُ القدرة على تعداد أوطانك لكثرة ولاءاتك.
كل الحبّ من صديق صدوق، عرفك تحت وعرفك فوق!

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني