بعد مرور سنة على وفاتها: تفاصيل جديدة تكشف لأول مرة عن قضية إيليدا التي توفيت بإطلاق نار داخل الكنيسة في مزيارة... المحرّض مجهول الهوية!
بعد مرور سنة على وفاتها: تفاصيل جديدة تكشف لأول مرة عن قضية إيليدا التي توفيت بإطلاق نار داخل الكنيسة في مزيارة... المحرّض مجهول الهوية!

خاص - Friday, November 20, 2020 2:04:00 PM

ريتا مقدسي 

 

"بدمٍ باردٍ أطفأ سيجارته وبتخطيط مسبق دخل الكنيسة مصوباً بندقيته باتجاهها وأطلق النارعليها أمام أعين ابنتها وزوجها والحاضرين بإصرار وتعمّد دون أي رادع". 

نفّذ جريمته المروّعة داخل الكنيسة وعلى مذبح الرب وذهبت بغدرٍ ضحيتها إيليدا وهبه خوام ابنة حميص في مزيارة قضاء زغرتا... هذه السيدة "اللطيفة" التي أحبها كل من عرفها، صاحبة الضحكة الجميلة والمحبة لعمل الخير والتي كانت عضواً في لجنة الوقف. 

يسرد ابنها أنطوني-مارك خوام تفاصيل مجريات الحادثة، في حديث لموقع vdlnews، بغصة وحرقة بعدما رأى والدته مضرجة بدمائها داخل الكنيسة. 

"يوم الأحد في 17-11-2019 قرابة الساعة 11:00 صباحاً استيقظت "مثل المجنون" على صراخ عاملة المنزل تقول لي: "مدام"، عندها ركضت مسرعاً نحو كنيسة مار الياس في حميص لأنني كنت أعلم أن عائلتي متواجدة هناك لأجد والدي وشقيقتي منهارين بالبكاء ورأيت أمي عن بعد على الأرض مضرجة بالدماء ولم يسمحوا لي بالإقتراب منها"، وفق ما روى أنطوني – مارك. 

وتابع الابن المفجوع روايته، قائلا: "لوهلة لم أستوعب ما حصل وكل ما كنت أحاول فعله كان تهدئة والدي وشقيقتي الذين كانا في حالة صدمة من هول الحادثة." 

وفي التفاصيل، ووفق رواية الابن فإنّ المدعو مارون يونس وهو مُقيمٌ في حميص كان قد استأجر من وقف مار الياس صالة ليقطن فيها كما أنه يضع في داخلها مجموعة من الأسلحة ويعرّف عن نفسه بـ"زعيم مزيارة". تراكم عليه مبلغ مالي مقابل الايجار فقام محامي لجنة وقف مار الياس بمطالبته مراراً بدفع المستحقات المتوجبة عليه ولم يستجب، عندها رفع شكوى بحقه. 

وأضاف: "قام يونس بإطلاق النار عليها أمام مرأًى من الجميع وبتخطيط مسبق هي التي كانت ترنّم داخل الجوقة مع ابنتها، بعد أن كان قد دخل إلى الكنيسة وراقبها عن بعد ورآها أين تجلس، عندها نفذّ جريمته الشنيعة المجردة من المعايير الإنسانية، في محاولة للقضاء على الاخرين أيضاً ولكن منعه كل من شباب الرعية ووالدي". 

وقال خوام إنّ "مثل هذه الجريمة أصابت كل بيت وعائلة في لبنان وهزّت وجدان وكيان البشري قلّ نظيره في يومنا هذا". 

وأعلن خوام أنّه "في الفترة الممتدة بين الجنازة وجناز الأربعين، كنا قد كلّفنا محامٍ لمتابعة القضية كما قامت لجنة وقف كنيسة مار الياس أيضاً التابعة لأبرشية طرابلس المارونية وعلى رأسها المطران جورج أبو جودة بتعيين محام خاص بها. وبعد نحو أشهر قليلة، صدر القرار الظني بحق القاتل ولكن هذا لا يكفي"، سائلاً: "أين أصبحت الهيئة الاتّهامية ولماذا لم تنهي عملها وتحقيقها في القضية بعد؟". 

واعتبر نجل الضحية أن "هذا القرار لا يكفي مطالباً بإنزال أشد العقوبات على المحرّض إلى جانب المنفذّ، فالمحرّض حتى الآن لا تزال هويته غير معروفة". 

هذا وناشد خوام البطريرك بشارة الراعي والمسؤولين في لبنان كافة والقضاء المختص خصوصاً في محافظة الشمال الإسراع بالقضية والتشدد في الوصول الى أشدّ عقاب لكل من ساهم في الجريمة، أو حرّض القاتل، وطالب بتطبيق حكم الإعدام وتحقيق العدالة وإظهار الحقيقة ليكون عبرة لكل شخص يحاول أن يقترف مثل ذلك العمل، كما أثنى على جهود محاميه التي يبذلها على هذه القضية. 

مرّت سنة على مقتل إليدا وهبة خوام. الجاني يمكث داخل السجن. 

فقد خلُص القرار الظني الذي صدر في 9 نيسان 2020 إلى اعتبار فعل المدعى عليه من نوع جناية المادة 549 من قانون العقوبات تنص على عقوبة الإعدام وإيجاب محاكمته أمام محكمة جناية الشمال، والظن به في جنحة المادة 73 أسلحة وذخائر، واتباع الجنحة بالجناية للتلازم. 

لكنّ الامر ليس كافيا بالنسبة للعائلة التي تعتبر ان على المعنيين التحرك وعدم التغاضي عن مثل هذه الجريمة التي طالت إيليدا وممكن أن تطال غيرها من الكثيرات في ظل التفلّت الأمني الذي نشهده في لبنان ومع غياب الرقابة والمحاسبة، على الأقل  لكي ترتاح نفس ايليدا داخل قبرها ويبرد قلب عائلتها وذويها. 

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني