جريمة اتفاق
جريمة اتفاق

خاص - Saturday, November 28, 2020 9:03:00 AM

الاعلاميّ د. كريستيان أوسّي


دولةً فاشلة صارت الدولةُ اللبنانية، دولةٌ لا يشدّ أركانها إلا الاختلاف والاتفاق الضمني، بتباعدهم، على عرقلة عمل المؤسسات وشلّ اي امكانية للخلاص.
دولةٌ يغطيها نظام فاشل، جعل من كل مسؤول إجرائي حاكماً، فتعددت الرؤوس وضاع القرار.
دولة تنسحب شركة التدقيق المالي المحاسبي، لتعذُّر او تمنُّع البعض عن إيصال المستندات المطلوبة اليها، كما لرفض البعض المضي في التدقيق، واشتراطه شموله كل الادارات.
دولة لا تعي خطورة ما نحن نمر فيه:
مرفأ محطّم، ضحايا بالمئات، منازل بالالوف خارج الخدمة، مئات الالوف بلا مأوى... والتحقيق يتوقف عند أبواب المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء -المعطلّ حكماً-.
بلد يؤكّد صندوق النقد الدولي أنّ خسارته الثابتة الأولية 54 مليار دولار يجب سدّ فجوتها، وما من تدبير إصلاحي حتى الآن لإنطلاق التفاوض مع المؤسسات الدولية الداعمة، لا بل غلوّ في المضي بالسياسات المتبعة في الكهرباء والدعم والانفاق غير المجدي و...و...و...
وطن يقف على قارعة طريق المتغيرات الخارجية، وثروته التحت مائية تنتظر معجزة تمكّن غازه من دخول نادي الاستخراج والتصدير.
وطنٌ يخسر حضوره في دول الخليج، يصير أبناؤه على لائحة الممنوع دخولهم الى الامارات، ولا يتفق أركانه على تشكيل حكومة نحن في أمسّ الحاجة الى انطلاقتها ومباشرتها العمل، وناسه المسؤولون ملهيون إلا عن صراعاتهم وخلافاتهم ومصالحهم.
وما يزعج ولا ينبىء بالخير، أنّ الكل ينتظر المتغيّر الرئاسي الاميركي، في وقت أبلغت السفيرة الاميركية في باريس جيمي ماكورت، رسمياً، سفير لبنان في فرنسا رامي عدوان ان لا حكومة فيها حزب الله او حلفاء حزب الله.
حكومة، يخصّص فيها الرئيس المكلّف، بمبادرة ذاتية مدعومة خارجياً، مقعدين لرئيس الجمهورية من أصل 9 مقاعد مسيحية، فيما الفريق الشيعي كما الدرزي يسميان من يشغل مقاعدهما.
بلد، يرسل رئيسه رسالة الى مجلس النواب لفرز المعارضين عن المؤيدين في مسألة التدقيق الجنائي، فيسارع رئيس السلطة الاشتراعية الى إرسال اقتراح بتعميم التدقيق على سائر القطاعات من دون تعديل القانون .
رئيسٌ، كان يخطط لخطوة ثانية، اذا فشلت مفاعيل الرسالة... والايام تمضي والخسارات تتراكم، والوطن يتراجع، والاقتصاد ينهار، والشعب يئن،.
حكومةٌ مفتقدة وغير متوقع ولادتها قريباً، وبحث في المقابل بتفعيل عمل حكومة تصريف الاعمال كما في درس إمكان صدور قوانين عنها تحت ذريعة الحال الاستثنائية، ورئيس حكومة مستقيلة يرفض عقد جلسة لحكومته لأنها لتصريف الاعمال.
وطن متعدد الرؤساء، متعدد القيادات، متعدد الارتباطات، متعدد الولاءات، متعدّد العلاقات الخارجية.
وطن دولته دويلات، أجهزته الامنية محسوبيات، قادته خلافات،
مؤسساته ملكيات.
وطن بإقتصاد منهار، وشعب مكلوم، ومستقبل أسود المصير حتى الآن، وطن صرخته تدّوي وما من مجيب!
أيَّ جريمةٍ إقترف اتفاق الطائف بحق لبنان؟

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني