هل تكمل أميركا وإسرائيل هجومهما على إيران؟
هل تكمل أميركا وإسرائيل هجومهما على إيران؟

خاص - Wednesday, January 6, 2021 7:53:00 AM

كريم حسامي

لا مجال للشكّ أنّ العام 2021 سيكون عام اللقاحات وتوزيعها وإعطائها للشعوب وما سيترتّب عليها من تداعيات صحّية على نسبة كبيرة من الناس كما رأينا في إسرائيل مثلاً حيث تُوفّي شخصان مسّنان عمرهما يُناهز الثمانين بعد أن تلقوا اللقاح او في النرويج، لذلك تطلب الشركات التي تصنع اللقاح مثل "فايزر" رفع المسؤولية عنها في حال ظهور مضاعفات على الأشخاص التي تتلقى اللقاح، بينها الوفاة.

 

توازياً مع هذا المشهد الذي انطلق في بعض الدول وينطلق في الأشهر الستّة الأولى من السنة، يبرز التصعيد السياسي والعسكري والميداني في الشرق الأوسط بين الأطراف التقليدية، إيران وأدواتها من جهة وإسرائيل وأميركا وحلفائهما من جهة أخرى.

 

لكن مسار التصعيد يختلف هذه المرة بعد الاطلاع المُكثّف على المواقف التي يطلقها الأطراف، خصوصاً الإيراني، منذ نحو أسبوع وبشكل يومي وحذر جداً يختلف عن التهديدات السابقة الروتينية. فيقول المراقبون إنه "سابقاً، عندما كانت التهديدات تطلق بين الطرفين من احتمال وقوع هجمات من طرف على آخر أو حتّى عندما كانت تحصل تحركات عسكرية ميدانياً، كانت المواقف السياسية تُطلق توازيا مع بعض التحركات العسكرية التي تبقى استعراضية محقّقة هدف الخوف والتردّد".

 

لكن في المرحلة الحالية القصيرة جدّاً، فيؤكّد المراقبون، أنّ أمراً ما دخل على خطّ الأحداث وغيّر فجأةً في مقاربة الأوضاع  والبناء عليها لإطلاق المواقف السياسية والتحركات العسكرية، فضلاً عن التهديدات التي اضحت غير روتينية وخارج إطار الستاتيكو. يمكن ملاحظة الفارق عند التعمّق بعدد المرات التي اطلقت فيها الخارجية الإيرانية بيانات التحذير من "أي عمل أميركي في المنطقة أو أي مغامرة غير محسوبة ستؤدي إلى أمور لا تحمد عقباها"، وهذه التحذيرات من الخارجية الإيرانية التي تطلق يومياً وفي نحو غير مسبوق تؤشّر إلى الخوف ممّا تُخطّط له الولايات المتحدة بعد وجود عدد لا بأس به من التبريرات لشنّ أي هجوم.

     

وفي السياق، نجد أيضاً مواقف وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف الذي أصبح يُكثر من تحذيراته الجدية جدا عبر الاستناد على تقارير استخبارية للدلالة والإشارة إلى إمكان إقدام الإسرائيلي أو الأميركي على عمل معيّن ضد بلده، في وقت تقول التقارير، كما تشير التهديدات الايرانية نفسها، إلى احتمال كبير لتنفيذ عمل ضد مصالح اميركية او اسرائيلية ردّاً على مقتل سليماني.

 

ومواقف ظريف أصبحت تتكرّر يومياً أيضاً وأهمها تحذيره ترامب من الوقوع بفخّ ينصبه الاسرائيلي بعد تنفيذ ضربة ضد حليفه الأميركي (يُتهم الإيراني بها) لتبرير الحرب، واستند ظريف الى ما سماه "تقارير".

هذا الاحتمال ليس بعيداً إطلاقاً لأنّ تل أبيب قامت بذلك مراراً سابقاً مثل هجمات 11 ايلول والهولوكوست وغيرها من الأحداث، لكن هذا الأمر يظهر ضعف الجمهورية الإسلامية خصوصاً الهروب من تحمّل مسؤولية أي هجوم على أميركا وإسرائيل.

 

وتأتي في هذا السياق موقف القوة البحرية عبر قناة المنار وتأكيدها أن صواريخ لبنان وغزة بمساعدة طهران وستكون في الخطوط الامامية ضد الدولة العبرية، إضافة إلى تهديدات الحوثي لاسرائيل من شنّ أيّ هجوم.

 

وبعد التقارير عن احتمال شن هجوم ايراني من اليمن أو العراق على اسرائيل وبدء إيران تخصيب اليورانيون بنسبة 20 بالمئة ما يُشكّل تجاوزاً للخط الأحمر الاسرائيلي، إن الاحتمال الأكبر ألأ تُنفّذ إيران أيّ هجوم بانتظار بايدن (في حال استلم) لاعتمادها سياسة "الصبر الأقصى"، في وقت أنّ التصعيد الاسرائيلي هو الارجح مثلما اعتدنا.

 

في غضون ذلك، أرسلت واشنطن وتل أبيب عدد غير مسبق من الأسلحة إلى الخليج وخاصة غواصاتان نوويتان، اضافة الى المناورات التي قامت بها طائرة B-52 قرب السواحل الايرانية وكأن ترامب يقول لإيران: "تقبلي الضربة المقبلة من دون ردّة فعل كما تقبلتي ضربة سليماني وزادة"، وعودة حاملة الطائرات "نيميتز" الى الخليج، وهنا تأتي خطورة زيارة قائد فيلق القدس الى الجزر التي تعتبرها ايران خطّ دفاعها الاول.

 

أمّا موقف ترامب الاول من نوعه، فهو عند نشره تغريدة عن الهجوم على السفارة الأميركية في بغداد تضمنت صورة لثلاث صواريخ قال ان إيران مسؤولة عن الهجوم، وكانه يشير الى وجود أدلة لديه تدينها.

 

لذلك، أصبح لدى الاسرائيلي والأميركي ما يكفي من تبريرات لشنّ أي هجوم ضدّ إيران، أكان واسع النطاق أو محدود، فهل تكون "الثالثة ثابتة" بعد اغتيال سليماني وزادة"؟

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني