بهاء الحريري: السعودية قدمت الكثير من الدعم للبنان أما إيران فدعمت إرهاب حزب الله!
بهاء الحريري: السعودية قدمت الكثير من الدعم للبنان أما إيران فدعمت إرهاب حزب الله!

أخبار البلد - Sunday, January 24, 2021 4:32:00 PM

ترجمة صوت بيروت انترناشونال

أطل الشيخ بهاء الحريري ضمن برنامج “فرانكلي سبيكينغ” مع الإعلامي فرانك كاين على قناة “عرب نيوز” السعودية الناطقة بالإنكليزية، حيث شارك أفكاره حول مستقبل لبنان ودوره في المشهد السياسي المليء بالتحديات في الشرق الأوسط.

“صوت بيروت انترناشونال” ترجمت المقابلة، التي طرح فيها فرانك كاين بداية سؤالا على الحريري جاء فيه: هل يمكنني أن أبدأ باقتباس ما قاله صندوق النقد الدولي مؤخرًا عن لبنان. قرابة نهاية العام الماضي، قال إن لبنان “يكافح مع تحديات اقتصادية واجتماعية عميقة تفاقمت بسبب الوباء، ولكن أكثر من ذلك بسبب نقص الإرادة السياسية لاعتماد وتنفيذ إصلاحات ذات مغزى كان الشعب اللبناني يدعو إليها”.

إذاً مع اقتصاد منهار، والسياسة في طريق مسدود، وتنظيم مسلّح يسيطر على الكثير من البلاد وتفشي الوباء، بصراحة، هل لبنان بعيد عن الانقاذ الآن؟

 

بهاء الحريري: حسنًا، أنا أؤمن بجوهر الشعب اللبناني. أعتقد أننا كنا في حرب أهلية وأن الحرب الأهلية كانت أسوأ مما نحن عليه اليوم. كانت البلاد في دمار تام وتمكنا من الانسحاب من الهاوية. اليوم ليس لدينا حرب أهلية – لدينا سوء إدارة كامل للتركيبة التي هي في حالة طلاق تام. هذه التركيبة هي بالطبع حزب الله وأمراء الحرب ومن يدعمهم. وهي منفصلة تماماً عن الشعب اللبناني.

بعد قولي هذا، هذا يعني أن علينا أن ننظم أنفسنا للتأكد من أن موطننا منظم من الداخل، والتأكد من أن جيراننا العرب في المجتمع الدولي يقدمون لنا الدعم المطلوب حتى نتمكن من المضي قدمًا.

لذلك، كلا بالطبع، أعتقد حقاً أن الناس سوف يتغيرون عند المنفصل. نحن على حافة الهاوية، وقد نزل كل لبناني وكان واضحاً جداً بشأن المطالب وكيف يريد المضي قدمًا.

فرانك كاين: السيد الحريري، لقد حددت، كما يبدو لي، جوهر المشكلة هناك وهو حزب الله. كيف تتعامل مع مشكلة مثل حزب الله الذي هو قوة مسلحة منظمة كبيرة داخل البلاد؟ كيف تواجه هذه المنظمة؟

بهاء الحريري: حسناً، من الواضح تماماً اليوم أن حزب الله وأمراء الحرب قد سقطوا سياسياً. إذا نظرنا إلى غالبية اللبنانيين، فإنهم يعارضون هذه التشكيلة بالكامل.

علينا أن نتأكد من أنه عبر الانقسام الطائفي، تعمل قوى الاعتدال جنباً إلى جنب لوضع خطة شاملة كاملة – سواء كانت خطة اقتصادية أو خطة لجائحة الكورونا أو خطة تأسيسية أو خطة قضائية أو خطة أمنية.

نضع الخطة سوياً ونبدأ في الضغط من أجلها من الداخل والخارج، للتحدث مع جيراننا العرب الذين يسعون إلى مساعدتنا ومع المجتمع الدولي بأننا على استعداد لترتيب موطننا داخلياً.

وهذا يعني الغالبية العظمى من اللبنانيين وليس الأغلبية البسيطة. أنا أؤمن حقاً، اليوم أكثر فأكثر مع تفاقم الأزمة، أنها ستكون الغالبية العظمى من الشعب اللبناني هي التي ستطلب هذه المساعدة.

وهذا يعني أن هذه التشكيلة قد سقطت سياسياً – ربما ليس عسكرياً، ولكن سياسياً. تنهار سياسياً أكثر فأكثر مع تقدم الزمن.

فرانك كاين: أخبرني، كيف تحدد الأغلبية العظمى؟ ما الذي يتكون منه هذا التحالف؟

بهاء الحريري: كما تعلم، لبنان شبيه بالفسيفساء. إذا نظرت إلى كل قطعة من تلك الفسيفساء، فهي جميلة، ولكن عندما تنظر إلى مجملها، فهي قطعة فنية جميلة، مثل ليوناردو دافنشي، مثل كل الرسامين الجميلين في العالم.

لذا، في لبنان، لدينا سنة، لدينا مسيحيون، لدينا شيعة، ونعتقد أن الجميع يجب أن يلعبوا دوراً رئيسياً في لبنان الجديد ولكن بالطبع خارج الانقسام الطائفي.

ما أعنيه بذلك هو أن لدينا اتفاق الطائف الذي كلفنا ثماني سنوات و 250 ألف قتيل. إذا كنا سنأتي إلى العالم العربي والمجتمع الدولي، فسيخبروننا أن لدينا اتفاق، لكن ثلاثة أرباعه لم يتم تنفيذه.

إذا أردنا اتفاقا جديدا، فقد يستغرق الأمر 10 سنوات أخرى وربما نصف مليون قتيل.

إذا لدينا اتفاق، وفي الحقيقة الوصي على هذا الاتفاق هو المملكة العربية السعودية ونطلب مساعدتها.

رفيق الحريري، رحمه الله، كان مهندس هذا الاتفاق. بالطبع، نحن بحاجة إلى التأكد من تنفيذ هذا الاتفاق بحذافيره. ما نعنيه بذلك هو فصل الدين عن السلطتين التنفيذية والتشريعية، وإنشاء مجلس شيوخ يحمي الأقليات، وإنشاء قضاء مستقل، وطبعاً في النهاية التأكد من وجود قانون انتخابي يلبي تطلعات كل اللبنانيين. ولدينا انتخابات جديدة.

فرانك كاين: ألا تعتقد ان شركائك الدوليين فقدوا صبرهم مع لبنان، في ظل الفوضى في الاقتصاد والسياسة والوضع الصحي؟ لماذا يجب على شركائك الدوليين، مثل المملكة العربية السعودية وغيرها، أن يساعدوا ما هو بشكل أساسي في طريقه إلى أن يصبح دولة فاشلة؟

بهاء الحريري: لأن هنا يكمن العمل الشاق. نحن نعمل ليلاً ونهاراً، نلجأ إلى كل من يؤمن بهذه الخطة إلى التحالف معنا حتى نتمكن من أخذ لبنان من حيث هو، وهو في الهاوية – نحن في الهاوية – لنأخذ لبنان من حيث هو اليوم إلى هذا التكوين الجديد. علينا أن نعمل بجد وأناشد كل اللبنانيين الذين يريدون التخلص من هذه التشكيلة – يداً بيدٍ – أن نكون قادرين على المضي قدماً كما قلت، لتخطّي الانقسام الطائفي.

فرانك كاين: عرض الرئيس الفرنسي ماكرون المساعدة وحاول المساعدة، لكنه نفد صبره أيضًا. ألا تعتقد أن الآخرين سيذهبون بنفس الطريقة بمرور الوقت؟ كذلك دعني أسألك ما رأيك في جهوده هنا؟

بهاء الحريري: نحن نرحب بكل جهود المجتمع الدولي، ولكن الأهم هو أن تلبي تطلعات اللبنانيين. يريد اللبنانيون الانفصال التام عن حزب الله وأمراء الحرب. لا أعتقد أن لبنان يستطيع تحمل المزيد من الحلول المرقعة.
في النهاية، فرنسا أمة عظيمة ونحن نحترمها. نرحب بمساعدتها ونرحب بأي مبادرة، ولكن كما قلنا، يجب أن تتماشى مع تطلعات الثورة التي تتضح أكثر فأكثر – هناك عبارة ابتكروها “كلن يعني كلن”.

فرانك كاين: لكن ما هي المشكلة؟ هل كانت هناك شروط كثيرة مرتبطة بعروض المساعدة الفرنسية؟

بهاء الحريري: كانوا يبحثون عن الإصلاح الاقتصادي والتحدث مع حزب الله. لا أعرف تفاصيل ذلك، لكن من الواضح أن هناك العديد من الحواجز الداخلية التي تمنعه من المضي قدماً.

فرانك كاين: لقد عدنا إلى حزب الله، ويبدو أن هذا هو العائق مجدداً، كما كان بالنسبة لفرنسا أيضًا. أنت تعلم أننا سنستمر في العودة إليه، أليس كذلك، حتى نزيله من المعادلة؟

بهاء الحريري: نحن لا نصعد بهدف التصعيد فقط. إذا نظرنا إلى الوضع قبل عام، فقد اتبعت المزيد من الدول داخل أوروبا مسار قيادة الولايات المتحدة وبريطانيا، بمعنى أن حزب الله – بفرعيه السياسي والعسكري – هو منظمة إرهابية. لقد رأينا حذو ألمانيا، وتبعتها دول عديدة في أوروبا وخارجها.

لذلك نحن لا نصعد بهدف التصعيد فقط. نحن نقول أن العديد من الرؤى سوف تظهر.

المفاوضات جارية بين الولايات المتحدة والإيرانيين – لا أعتقد أنها ستكون حول الاتفاقية الشاملة للبرنامج النووي الإيراني(JCPOA) وحسب – أعتقد أنها ستكون حول ذلك، وحول قضية الصواريخ والوكلاء. لذا فإن لدى الإيرانيين الكثير مما يمكنهم العمل عليه.
كما يتحرك السعوديون لأننا رأينا ما حدث في قطر. لقد رحبنا بالسلام الذي حدث في قطر. نحن مع السلام في نهاية المطاف كلبنانيين، لكني أعتقد أن الإيرانيين، كما تعلمون، يهاجمون كل هذا التيار، وهذا التيار هائل ويكتسب زخماً.

لذا فإن تصعيدنا ليس بهدف التصعيد فقط. إنه من أجل التمسك بمطالبنا، ونأمل أن نحصل على أكبر قدر ممكن منها.

فرانك كاين: مجدداً، مسألة تتعلق بالعدالة الدولية – المحكمة الدولية التي قدمت تقريرها العام الماضي عن اغتيال والدك، أعتقد الكثير من الناس أن ذلك كان تبرئة. ووصفت عدداً صغيراً من عناصر حزب الله بأنهم مسؤولون بطريقة ما، لكنها لم تنسب المسؤولية إلى القيادة. هل تعتقد أن والدك أُنصف من ذلك التقرير؟

بهاء الحريري: بالنسبة لنا هي الخاتمة.

فرانك كاين: الخاتمة وليس العدالة.

بهاء الحريري: نعتقد أن عنصراً رئيسياً في حزب الله كان مذنباً بالاغتيال. أحدهم كان مذنباً. كما تعلم، هذه المحاكم، لا تلاحق الأحزاب، لا تستطيع، إنها تلاحق الأفراد. كانت المحاكم واضحة للغاية في قولها إن لديها أدلة، لكنها لم تكن كافية لتوجيه الاتهام للآخرين. قالوا إن لديهم أدلة، لكنها غير كافية. نحن نؤمن بالقضاء والنظام الدولي، وإذا كان هذا هو حكمهم فنحن نؤمن به.

فرانك كاين: هذه هي نهاية الطريق الآن، لا يمكنك الذهاب إلى أي مكان آخر، لا يمكنك المضي قدماً؟

بهاء الحريري: لا، لا يمكننا المضي قدماً، لكن ما يمكننا القيام به، كما قلت، يتعلق بالأمة وبشعب لبنان. بالنسبة لي، يتعلق الأمر برفيق الحريري وإرثه. القضية الأساسية هي الطائف – التأكد من أن يصبح الطائف حقيقة.

فرانك كاين: أخبرني عن إرثه الآن، لأنه اغتيل منذ 16 عاماً، ألم يؤد كل الاضطراب الاقتصادي والفوضى والبلبلة السياسية منذ ذلك الحين إلى تشويه إرثه؟ ألم يضيع هذا إرثه؟

بهاء الحريري: لا، لا يمكنك قول ذلك، لأننا إذا كنا سنذهب إلى إنكلترا كما هو الحال مع ونستون تشرشل بعد وفاته، فهو ليس مسؤولاً عما جاء بعده. كان ونستون تشرشل قائداً عظيماً لبريطانيا العظمى، الأمر نفسه بالنسبة إلى روزفلت أو أبراهام لينكولن الذي اغتيل. لا يمكنك أن تحكم على أي شخص بعد وفاته. لا علاقة له بذلك، ليس مسؤولاً عما حدث.

فرانك كاين: لا أفكر في كونه مسؤولاً، أعتقد أن الأجيال اللاحقة من السياسيين وصانعي السياسات أهدرت ما فعله.

بهاء الحريري: بالتأكيد، لقد فعلوا، وعليهم أن يتحملوا المسؤولية، المسؤولية الكاملة لأننا كنا هناك تقريبًا يا فرانك. كما تتذكر، كنا على وشك الوصول إلى هناك، وقال القضاء والمحكمة الدولية، كما تعلم، انضموا إلى رفيق الحريري وقالوا إنه يجب نزع سلاح حزب الله ويجب على السوريين المغادرة، وهذا هو السبب الرئيسي وراء كونه أمراً سياسياً بدرجة كبيرة، كانوا واضحين جداً في قولهم إنه اغتيال سياسي. كنا على وشك الوصول إلى هناك، وعليهم أن يتحملوا العبء الأكبر والمسؤولية الكاملة لما حدث.

فرانك كاين: بالحديث عن شؤون الأسرة، أخوك، بالطبع، هو رئيس وزراء مكلّف ولم يتمكن من تشكيل حكومة بعد. ما علاقتك به – هل تؤيد تكليفه رئيساً للوزراء؟

بهاء الحريري :أنا أحبه، كما تعلم، إنه أخي الصغير، وأنا أحبه كثيراً. لن يتغير هذا أبداً، ليس اليوم، ولا غداً، ولا حتى إلى نهاية أيامي. لكن لدي خلافات كبيرة معه سياسياً. أعتقد أن هذا كان واضحاً للغاية، لكن في نهاية المطاف لست أنا من يقرر، إن الشعب اللبناني واضح جداً في مطالبه. لقد قالوا إن حزب الله وأمراء الحرب ومن يدعمهم ليس لهم علاقة في إعادة بناء لبنان الجديد، لذا موقفي مع الشعب.

فرانك كاين: إذن لن تؤيده إذا تضمنت حكومته مشاركة حزب الله؟

بهاء الحريري: إطلاقاً لا.

فرانك كاين: حسنًا، هذا واضح جداً . هل نقلت له هذه الرسالة؟

بهاء الحريري: أعتقد أنك تعرف من خلال وسائل الإعلام أنني كنت أكثر من واضح. لا يمكنك حل المشكلة عندما تعلم أن هؤلاء الأزلام هم المشكلة، وهذا لم يحدث لمدة عام أو عامين. لقد عملنا عليها منذ ما يقارب 16 عاماً، لذلك إذا لم نفهم بعد 16 عاماً أن هذه هي المشكلة، فأنا لا أعرف متى سنفعل.

فرانك كاين: لقد ذكرت في مقابلة أجريت مؤخراً أنه “في عمري لا يمكنني الجلوس وعدم القيام بأي شيء حيال ذلك.” إذن هذا سؤال واضح جداً لك – بصراحة، هل ترغب في أن تكون رئيساً للوزراء وأن تفعل شيئاً حيال ذلك؟

بهاء الحريري: كما تعلم، جمال الديمقراطية هو أن تخدم بأفضل طريقة ممكنة. كما قلت من قبل، ليس لدي أي نية لفعل ذلك، لكن، بالتأكيد، كلبناني، لا يتعلق الأمر بي، إنه يتعلق بالأمة والشعب، وبالنسبة لي بالطبع، بصفتي بهاء الحريري إرث رفيق الحريري.

لذا فإن ما أريد القيام به هو وضع خطة كاملة وأن يتحد كل اللبنانيين الطيبين حولها، وأن نمضي قدماً. ليس لدي جميع الإجابات على العديد من الأسئلة ولا أريد أن أكون القائد. ولكن إذا كان بإمكاني إظهار القيادة للمضي قدماً، فسأفعل كل ما في وسعي ليصبح ذلك حقيقة واقعة.

فرانك كاين: وماذا عن الرئيس ميشال عون؟ ما هي أفكارك حول الطريقة التي يتعامل بها مع الأمور؟

بهاء الحريري: العائق الوحيد هو أمراء الحرب. كما نعلم من تاريخ العالم، هم أناس لا يؤمنون ببناء الدولة، لذا فالأمر يتعلق بكل منهم، ليس به فقط، ولكن كل أمراء الحرب الموجودين في السلطة، يريدون التأكد من أنهم في إقطاعيتهم وأن نصيبهم موجود بغض النظر عن بناء الدولة أو دفع الدولة إلى الأمام. لذا فإن رأيي هو نفسه بالنسبة لجميع أمراء الحرب، وليس واحداً فقط – لا يمكننا التطرق إلى أحدهم وعزل الآخرين.

فرانك كاين: فُرضت عقوبات بحقّ صهره جبران باسيل. هل تعتقد أن هذا مبرر؟ هل تعتقد أنه يجب فرض العقوبات بحقّ الآخرين أيضاً؟

بهاء الحريري: نعم، بالتأكيد، أعتقد أنه ليس كافياً. يجب فرض العقوبات بحقّ الآخرين.

فرانك كاين: ما عددهم؟ ما هي الأسماء؟

بهاء الحريري: ليس لدي أي أسماء لأنني أؤمن بنظام العدالة: أنت بريء حتى تثبت إدانتك. هذا نظام عالمي في كل مكان حتى صدور الحكم وتوفر الدليل، عندها فقط تكون مذنباً.

أنا لا أؤمن بالثورة البلشفية، ولا أؤمن بالثورة الليبية. أنا أؤمن بسيادة القانون، مما يعني أنني لا أؤمن أنه يجب عليك وضع المقصلة والتصرف كما فعل الفرنسيون. أؤمن أنه يجب أن يتم ذلك في ظل سيادة القانون. أنت بريء حتى تثبت إدانتك. بالطبع لديك مدعون عامون سيأتون ويقولون هذه هي الحقائق التي لدينا، لديك الحق في أن يكون لديك محام، مثلما قال حزب الله إنني شوهت سمعته، فلديه حقوقه – لكن في النهاية هذا هو نظام المحكمة ولدي محامي وعلى الجميع أن يترافع في قضيته.

فرانك كاين: القوتان الكبيرتان في المنطقة، السعودية وإيران – اشرح لي الفرق بينهما فيما يتعلق بلبنان، وأيهما تعتبره الصديق الحقيقي للبنان؟

بهاء الحريري: السؤال واضح جداً، شكراً لك. كما تعلمون، لبنان عربي في دستوره وانتمائه. بالطبع، يقع لبنان أيضاً على البحر الأبيض المتوسط، وكما تعلمون، نحن اللبنانيون نتحدث ثلاث لغات – نتحدث العربية والإنجليزية والفرنسية. لذلك هذا أمر نفخر به، أننا نقع بين هذين العالمين.

قدمت المملكة العربية السعودية الكثير من أجل لبنان. لقد ساعدتنا في اتفاق الطائف وفي الاستقرار السياسي. لقد ساعدتنا في إيداعها مليارات الدولارات بعد الطائف لتثبيت العملة. كانت دائماً في الصدارة في تشجيع دول مجلس التعاون الخليجي على ضخ ودائع الاستثمار الأجنبي المباشر في البنك المركزي لتحقيق الاستقرار في لبنان، وتشجيع الاستثمارات الأجنبية المباشرة من العالم العربي للاستثمار في لبنان من خلال هيئاته العامة المباشرة والخاصة.

على الجانب الآخر لدينا إيران، التي لم تعطنا فلساً قط، والتي دعمت دائماً منظمة إرهابية تسمى حزب الله، وهو ليس الشعب اللبناني بل مجرد طائفة داخل الشعب اللبناني. لقد قتلت الناس وحاولت تدمير كل شيء نطمح إليه كلبنانيين صالحين.

إذن لدينا دولة حققت لنا الإستقرار دستورياً وسياسياً واقتصادياً ومالياً، ودولة أخرى قتلت – بالنسبة لي، كبهاء رفيق الحريري – أحد أفرادها الرئيسيين، وهو رفيق الحريري. إنها تروج للإرهاب في لبنان والمنطقة. لذا، بالطبع، الخيار بالنسبة لي ليس موضع شك. المملكة العربية السعودية هي صديقنا الحقيقي.

فرانك كاين: يبدو أنه لا توجد منافسة.

فرانك كاين: من المؤكد كنت منخرطاً في الأعمال التجارية السعودية لفترة طويلة، أليس كذلك؟ من خلال شركة سعودي أوجيه؟ لم تعد هناك الآن، لكن هل يمكنك أن تلخص بإيجاز كيف ترى الأعمال السعودية الآن، لا سيما الطريقة التي تعاملت بها المملكة مع أزمة الوباء، كما تعلم، الأزمة الاقتصادية التي جاءت من الوباء؟ ما رأيك باختصار؟

بهاء الحريري: أعتقد أن الاتفاقيات الإبراهيمية ستؤدي إلى وضع جديد ليس فقط للمملكة العربية السعودية ولكن أيضاً للمنطقة. أنا أؤمن بالسلام – كما تعلم، رفيق الحريري كان رجل سلام – وعلينا جميعاً اتباع هذا المسار.

بالطبع، هناك قضايا نحتاج إلى حلّها، لكنني أعتقد أن السلام للجميع – سواء كان لبنان، فلسطين، سوريا، كل الدول التي لديها مشاكل حتى نصل إلى هذا الترتيب – أعتقد أن الاتفاقيات الإبراهيمية واستمرار السلام العادل سيجلب حقبة جديدة من الاستقرار الذي سيؤدي إلى تكوين جديد للاستثمار، ليس فقط من عائدات النفط التي تمتلكها دول مجلس التعاون الخليجي ولكن أيضاً من الاستثمار الأجنبي المباشر الذي سيأتي مع الاستقرار.

كما تعلمون، جميع الدول الكبرى لديها هيئات تقيس استقرار بلد ما، وبناءً على هذا الاستقرار، فإنها ستمول مشروعاً من شركة كبيرة. لذلك كلما زاد الاستقرار، زاد استعدادهم للتمويل. ما أعرفه كرجل أعمال، سواء كان ذلك في إنجلترا أو في أي مكان آخر، إنهم يحللون ويقولون إننا على استعداد. لذلك كلما كان لدينا سلام أكبر، كلما كنا أفضل. قد تكون هناك مشاريع إقليمية ضخمة من شأنها أن تأخذ المنطقة إلى حقبة جديدة.

فرانك كاين: السعودية لديها هذه المشاريع أيضاً.

بهاء الحريري: بالضبط. لذلك أعتقد آملاً أن نتمكن من المضي قدماً. بالطبع، هناك قضايا يجب حلّها، لدينا جميعاً قضايا، ولكن بمجرد حلّها، سواء أكان في فلسطين أو سوريا أو لبنان، فأنا أؤمن بالاتفاقيات الإبراهيمية وما سيأتي بعد ذلك، علينا المضي قدماً.

فرانك كاين: لديك مشروع كبير في الأردن حالياً، مشروع العبدلي. أخبرني عن ذلك. هل تأثر بالركود الاقتصادي جراء الوباء؟

بهاء الحريري: بصراحة كلا. بصفتنا لبنانيين، نعمل بجدّ، لدينا فريق جيد، فريق أردني. اليوم، وبكل فخر، يمكننا القول أنه لدينا أمازون كأحد المستأجرين الرئيسيين. وضعنا بيئةً كاملةً، أنا أؤمن بالوظائف.

أنا فخور جدًا بالقول إن هذا المشروع قد أوجد أكثر من 8000 وظيفة بشكل مباشر وغير مباشر، ولأنه في قطاع الخدمات، فإنك تضاعف هذا العدد بخمسة كحد أدنى، لذا فهو يقارب 35000 وظيفة غير مباشرة.

أعتقد أن أهم شيء بالنسبة لي في هذا المشروع هو الوظائف. كان رفيق الحريري يؤمن بالتعليم – كل على طريقته. أعتقد أن الوظائف هي السبيل الوحيد. عندما تمنح وظيفة لشخص ما من الساعة التاسعة إلى الخامسة، عليه أن يستيقظ مبكراً، ويتطلع إلى الذهاب للعمل من أجل أطفاله، لذلك أنا فخور جداً بالقول إن لدينا أكثر من 8000 وظيفة اليوم.

فرانك كاين: لم يتأثر هذا التوظيف وتلك الوظائف بالوباء؟

بهاء الحريري: كلا، لأنه لدينا مستشفى وبنوك وفنادق ومطاعم أيضاً.

لقد كنا في مقدمة التكيف مع ضوابط جائحة كورونا وكنا مقيّدين للغاية، لتوفير الأمن لجميع القادمين، مما يعني التباعد الاجتماعي ووضع الكمامات التي نوفرها. لذلك نحن نحاول أن نكون سباقين في ذلك لأنه في النهاية يتعلق الأمر بوسط مدينة عمان وعلينا أن نكون في المقدمة لنكون مثالاً يحتذى به.

لذا، نعم، لقد تأثرنا، ولكن ليس بنفس القدر كالآخرين لأننا كنا في الصدارة في التأكد من أن المعالجة قائمة على العلم، سواء كانت الكمامات، أو المواد التي نضعها على يدينا لتنظيفها، أو عدد الأشخاص الموجودين في المطعم والتناوب – في كل ذلك كنا مقيّدين للغاية وكنا في الصدارة.

فرانك كاين: بهاء الحريري، شكراً جزيلاً على حديثك الرائع. أنا ممتن جداً لك لظهورك في برنامج ” فرانكلي سبيكينغ” اليوم.

بهاء الحريري: شكراً لك، شكراً لاستضافتي.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني