الكورونا يفضح استهتار اللبنانيين... كارثة حقيقية تلوح في الافق!
الكورونا يفضح استهتار اللبنانيين... كارثة حقيقية تلوح في الافق!

خاص - Tuesday, March 10, 2020 10:15:00 AM

يعيش لبنان اليوم كغيره من دول العالم مرحلة دقيقة بعد تفشي فيروس الكورونا واصابة آلاف الناس، بعد ان اجتاز الفيروس كل المعوقات الجغرافية والوقائية حاصدا مئات الأرواح. وفي لبنان ارتفع عدد المصابين الى اكثر من 40 اصابة، حالة 4 حرجة، وذلك بعد 20 يوما على اعلان اول اصابة بالكورونا لسيدة أربعينية قادمة من ايران.

لم تُشفع الاجراءات التي اتخذتها الحكومة اللبنانية وتحديدا وزارة الصحة بها، بعد الانتقادات الواسعة التي وجّهت ابّان قبول الدولة اللبنانية استقبال طائرتين قادمتين من ايران، والتي تبيّن لاحقا انّ الطائرة الاولى التي غطّت في المطار مساء الخميس 20 شباط كانت مصدر اول حالة كورونا في البلاد.

ومن يسمع اصحاب هذه الانتقادات، يرى ويشعر ان اللبناني على اتمّ الاستعداد لمواجهة الكورونا في حال انتشاره، وانّه على قدر كبير من المسؤولية لتحمّل تبعات هذه "الازمة الصحية المستجدة" بمعزل عن اجراءات وزارة الصحة والطاقم الصحي في المطار وعند الحدود البرية. 

لكن فضيحة "الاستهتار" التي لطالما اتّهم بها اللبنانيون الدولة، لا سيّما في الايام الاولى من وصول الكورونا الى لبنان، ارتدّت عليهم يوم اعلن وزير التربية طارق المجذوب اغلاق المدارس والمؤسسات التعليمية كافة كإجراء احترازي لمنع تفشّي الفيروس بين الطلاب والاساتذة والأهالي. الا انّه في اليومين التاليين، تفاجأ رواد مواقع التواصل الاجتماعي بصورة لعشرات الشبان في احد مرافق التزلج، وكأن العطلة التعليمية كانت فرصة لمواجهة الكورونا على الثلج.

ورغم، البيانات الكثيرة والتصريحات المتكررة لوزير الصحة حمد حسن والجهات المسؤولة لضرورة اتخاذ درجة عالية من الوقاية، ومع قرار اغلاق النوادي الليلية والمسارح، والغاء النشاطات الرياضية، وتجنّب التجمعات الشعبية، نجد انّ اللبناني غير آبه للواقع الجدي وحتى الخطير الذي يجسّده فيروس كورونا على ارض الواقع، وها هي الدول الاكثر تقدّما من لبنان تعيش في اسوأ حالاتها رغم كل الاجراءات المتقدمة والتي يتفاخر بها اللبناني على حساب اجراءات دولته، والتي يراها اقل شأنا من تلك الموجودة في الخارج.

ويفضّل اللبناني بحسب ما تبيّن متعته على حساب صحّته، وصحّة مجتمعه. سهرة من هنا، او ضهرة" من هناك كما يحلو للبناني ان يطلق عليها، او حتّى نزهات عائلية برمتها لا تزال اليوم في اوجّها وكأن شيئا لم يحصل، او كأنّها "احتفالات" بإعلان لبنان انتصاره على الكورونا.

هل الى هذه الدرجة اصبح البعض جاهلا، وامّيا في معرفة مخاطر هذا الفيروس رغم كل التنبيهات؟ هل الى هذه الدرجة اصبح البعض مستهترا بصحّته وصحّة من حوله؟ هل الى هذه الدرجة، اصبح البعض فاقدا لمسؤوليته في وقت يعيّر فيه المسؤولين بعدم تحمّل مسؤولياتهم؟

الأكيد، انّه اذا بقينا على هذا المنوال، وبهذه اللامبالاة فإن عدد المصابين بالكورونا سيرتفع في لبنان حتما، وقد يسجّل ارقاما كبيرة لن تصمد بوجهها القدرة الاستيعابية للمستشفيات. وعليه لا تلوموا الدولة بعد الآن بل لوموا انفسكم على الوضع الخطير الذي يلوح بالأفق.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني