بين ظلم الظروف وظلم الأشخاص والقوانين الفتاكة وقلة العدل على الأرض عموماً وفي هذا البلد خصوصاً، يتحول الانسان، الذي ولد كغيره وتكوّن كغيره في رحم والدته، من صاحب اسم وكنية الى شخص "مكتوم القيد"، وكأنه سقط من مكان غريب أو من كوكب آخر.
وهكذا يصبح الطفل المولود حديثاً ضحية لوالدين أنجباه الى "لا مكان"، فالى أين يمكن أن ينتمي شخص بلا هوية؟
قصة الشاب ايلي دانيال، ابن الـ25 عاماً، تحمل في طياتها وابلاً من الظلم. هو شاب كبر بلا والد، ولديه شقيقة أكبر منه وشقيق أصغر، لم يتم تسجيلهم بالدوائر الرسمية، لذلك هم ولدوا وأكلوا وشربوا ومرضوا وتعافوا حتى أصبحوا راشدين، لكنهم حرموا من العلم والهوية والهواية والسفر وغيرها، لأنهم بنظر القانون لم يولدوا وغير موجودين، هم "مكتومو القيد"!
ايلي تواصل مع فريق عمل VDLnews طالباً المساعدة المادية، وشرح وضعه قائلاً: "أعيش مع اخوتي ووالدتي في منزل قديم في منطقة غدير، أجرة المنزل 600 ألف ليرة شهرياً، ولم نعد نملك المال لدفعه".
وتابع ايلي: "بحثنا عن منزل بأجرة أقل ووجدنا شقة صغيرة في ضواحي بيروت، في منطقة سكنية، أجرتها 400 ألف ليرة، لكن لا يمكننا الرحيل من المنزل الذي نسكن فيه قبل دفع أجرة الشهر الأخير، والمشكلة الأكبر هي أننا مجبرون على الرحيل في نهاية الشهر الحالي لكن المالكة تطالبنا بالأجرة يومياً ونحن لا نملك المال لندفعها".
ايلي روى لموقعنا مشاكله الحياتية، خصوصاً تلك المتعلقة بالعمل، حيث قال: "عملت في أماكن عدة في منطقة جونية ومحيطها، وفي كل مرة تكون أول 3 أشهر من العمل جيدة جداً، الى أن ينتهي الشهر الثالث ويطلب مني صاحب العمل أوراقي الرسمية ليقدمها في ملف للضمان، ويكتشف حينها أنني مكتوم القيد، ولا أملك أي ورقة من تلك المطلوبة، فأصبح بلا عمل، وتبدأ رحلة البحث عن العمل الفصلي من جديد!".
وأشار ايلي خوري الى أن "القاضية سالي خوري وجمعية عدل بلا حدود يساعدانه واخوته بشكل كبير للحصول على أوراق رسمية تثبت وجوده في هذا العالم، الا أن الاجراءات تتطلب وقتاً طويلاً ووضع البلد ومصائبه تكثر يومياً ما يؤخر سير معاملاته".
وتابع ايلي قصته قائلاً: "كان خالي يساعدنا، الا أنه توفي، وبقينا بلا سند... عدد من الجيران ساعدونا مرات عدة، الا أن الظروف اليوم لا تساعد".
وبأسى كبير، عبّر ايلي عن ألمه: "من أصعب الأمور في هذه الدنيا أن يكون الانسان وحيداً، ولا سند يتكئ أو يتكل عليه... الأحوال تصعب يوماً بعد يوم، وطلب المساعدة من الناس ليس بالأمر السهل لكنه الحل الوحيد المتبقي لدينا".
وختم ايلي بالقول: "أتمنى من كل شخص ظروفه تسمح له أن يمد لنا يد العون بمبلغ بسيط جداً، ونحن لن نحتاج حالياً الا لـ600 ألف ليرة اجرة المنزل. ونرجو منكم التواصل معنا على الرقم التالي: 79152852".
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا