دولـة عجـيـبـة
دولـة عجـيـبـة

خاص - Sunday, February 21, 2021 8:50:00 AM

النقيب السابق لمحامي الشمال، الوزير السابق رشيد درباس

 

كأنما الدولة شجرة من جهنم، وأوراقها شظايا، وثمارها القنابل، وهواؤها انفجار...

دولة عجيبة، تحترق باستمرار ولا تترمد، تتساقط أركانها فتتباهى بالأطلال...

يجوع شعبها وتتخم السلطة، تسودها الفوضى، ويحافظ الحكّام على نظام بقائهم.. يثور فيها الناس، فيزدادوا يأساً..

نطالب بالعدالة، ونذهب إلى العشوائية يسقط المرفأ، فيُلبسون الركام ثوب الطائفة..

تجمع المصائب الناس، وتميتهم الكورنا دون تفرقة، وتنهبهم المصارف المتواطئة مع السلطة التي تقذفهم كلهم إلى غيابه الجب، فيأبى بعضهم إلا أن يفرز الموتى ويشتّت المرضى، ويحضّ الأحياء على الاحتراب والعظام على المبارزة في القبور، فقد أعيتهم الحيلة، وصدم الواقع  احلامهم، ففزعوا منه إلى الأوهام، فخابت، فلجأوا إلى التاريخ، فخذلهم، فاستنبطوا تاريخهم الخاص من وحي ثقافتهم الواسعة، التي تفقّهت في رحلات السندباد البحري وقصص تانتان، فانبرى قائد منهم للإعلان أن مشكلته مع الآخر لا تبدأ من الاختلاف على تأليف الحكومة بل من عهد معاوية من أبي سفيان، اما مؤرخهم المجهول الاسم المعروف الوجه على صفحات التواصل، فيعيب على سعد الحريري ذي الوجه الكالح وعلى أبيه، أنهما كانا يحرّضان والي عكا أحمد باشا الجزار على الأمير بشير الذي كان درزياً وعاش ومات مارونياً  على حدّ قوله، ويخلص في النتيجة إلى أن بلاده تمتد من شمال حلب إلى شمال العريش، ليطلب من الآخرين كلهم مغادرتها.

وتبقى الاشارة إلى أحد وزراء الكهرباء الذي أثبت بفأفأته وتأتأته ولعثمته، أن التيار في عهده، رغم تقطعه، كان أكثر بلاغة من بلاغته، إذ لم أستطع أن أفهم كيف استحضر ثقافته الروسية المستجدة ليتحدث عن (بوتمكين) الوالي الظالم الذي علم بزيارة الأميرة إلى ولايته التي عاث فيها فساداً، فقام بطلاء الجدران كي يخدع الأميرة تماماً كما خدع رفيق الحريري العالم، بالعاصمة الوهمية التي أعاد إعمارها، فاستحق لقب باني بيروت في عظة البطريرك الراعي الصالح في ذكرى غيابه، بعكس ما ذهب إليه الوزير القيصر.

ينفجر المرفأ، وتذهب السلطة واعية إلى الاهتراء وتشرع أبواب القضاء لاقتحام المتطفلين والأدعياء والزواحف، ويضمحلّ الاحتياطي الالزامي حتى التصفير، ولكن الذباب يزداد طنيناً، ويتناسل حفدة الطبري ويملأون التاريخ بالهلوسات، وتنبري الحناجر الغاضبة والعيون الجاحظة لتزحم الشاشات الواسعة وتوسع الفوضى والعشوائية والاتهامات الفارغة.

قال سليمان الحكيم:

"صوتك لا ترفع وأنت في موقف الحزم، لكن دع الناظر إليك يتلمس فيك قدوم البرق والرعد".

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني