30 سنة من الانقسام والنزاعات عاشها الشعب اللبناني. السياسة فرّقت العائلات والطوائف قسّمت الشعب. إنّما الوجع والخوف اليوم يجمعنا.

عبارة توّحد عليها اللبنانيون، هاشتاغ واحد ملأ صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، من دون هاشتاغ "مضاد": #خليك_بالبيت.

قد يكون فيروس كورونا ازمة جديدة تضاف إلى سلسلة لم تهدأ منذ اشهر؛ ولكن العبرة بالتضامن والوحدة. نعم، بعض الآراء تختلف حول "الطريقة" انّما الجامع فواحد: مكافحة فيروس كورونا والحدّ من انتشاره والانتصار عليه.

من هنا، تجدر الاشارة إلى انّ وزارة الصحة المعنية الاولى بالموضوع، ليست المعنية الوحيدة. تكاتف المجتمع المدني والمسؤولين والشعب امر ضروري للوصول إلى الحلّ، ومن لا يعمل بهذا المنحى فإنما هو "مجرم".

الكورونا لا يعرف مسيحيا أو مسلّما ولا درزيا. الكورونا لا يعرف الشمال والجنوب. الكورونا لا يأبه بالاحزاب. الكورونا فيروس سيصيبنا جميعاً إذا لم نتحرّك.

لذلك، جاءت المبادرة الرائعة، اذ نشر دكتور الهندسة في الجامعة اللبنانية حسين الحاج حسن منشوراً على حسابه الخاص على تويتر، اعلن فيه عن تطوّعه بالتعاون مع المهندسين حسين حمدان وهشام عيسى، لمساعدة الدولة اللبنانية ووزارة الصحة بشكل خاص في محاربة فيروس كورونا.

تقوم المبادرة على صنع تصميم اولي لجهاز تنفس اصطناعي، من مواد موجودة في السوق اللبناني. يؤمن هذا الجهاز الوظائف الاساسية المطلوبة بأجهزة التنفس، مما يساعد لبنان في مواجهة الازمة، كون كمية اجهزة التنفس الاصطناعي الموجودة بلبنان غير كافية لكمية المصابين بفيروس كورونا المتوقعين بالاسابيع القادمة، بحسب ما افاد الحج حسن في منشوره.

موقع VDLnews  تواصل مع الاخير، الذي اكّد ان الاتصالات ترده بشكل جنوني للمساعدة، كاشفاً انّ شخصاً مقرباً من وزارة الصحة تواصل معه واعلن عن دعمه للمبادرة، كذلك فعل مستشار وزير الصناعة.

الحاج حسن اكّد انّ المهندسين يعملون بشكل متواصل، هادفين لتأمين جهاز بأسرع وقت ممكن لتجربته والانطلاق به: "هدفنا تأمين الجهاز بأسرع وقت ممكن قبل ارتفاع اعداد المصابين وعدم توفر اجهزة للجميع"، قال الحاج حسن.

امّا عن المواد التي يحتاجها المهندسين لصنع الجهاز، فقال الحج حسن انّها متوفرة في لبنان، واسعارها مقبولة. وتابع: "اعداد المصابين ترتفع، وفترة العلاج طويلة، الامر الذي سيجعلنا نصنّع اعداداً وسيتطلّب منّا مواداً اكثر".

حسين، هشام وحسين بادروا بالصنع لمساعدة اهلهم ووطنهم ودولتهم في مواجهة هذا الوباء، وهذه دعوة لكل مواطن لبناني للمساعدة والتعاون ولو بمبلغ مالي بسيط، ولو بتأمين مواد قد يحتاجها الشباب، ولو بمساعدة معنوية، اطلبوا رقم حسين وساعدوا: 78861104.