في زمن خلط الأولويات.. "كورونا" يعيد البحوث العلمية الى الواجهة فماذا عن لبنان؟
في زمن خلط الأولويات.. "كورونا" يعيد البحوث العلمية الى الواجهة فماذا عن لبنان؟

خاص - Sunday, March 15, 2020 8:03:00 PM

لم يقتصر مفعول "خلط الأولويات" الذي تسبّب به فيروس كورونا، على دولة دون أخرى. العالم كلّه خلط اولوياته اليوم. وأوّل اللائحة بعد تلك الوقائية والصحية، صنّفت تلك العلمية.

الجميع ينتظر ايجاد اللقاح المناسب الذي يقي من الاصابة بالفيروس، أو الدواء مناسب الذي يشفي منه. العيون اليوم شاخصة الى المختبرات العلمية ومجالس البحوث العلمية، بانتظار الخلاص.

ولكن مهلا. هذه المختبرات نفسها والقيّمون عليها عانوا عالميا على صعيد الميزانيات والدعم اللازم، وقد عبّروا عن الامر في أكثر من مناسبة منذ ظهور الفيروس التاجي covid-19. في خطط اقتصادية قصيرة النظر، أُهملت البحوث العلمية، ومنها تلك المتعلّقة بعلم "الفيروسات" نفسه ليأتي اليوم العالم ويطلب من العلم نتيجة بين ليلة وضحاها...  وكأن الأمر أشبه بكبسة زرّ.

في عالم، يعتمد مبدأ العرض والطلب في مجمل الامور، استفاق اليوم المسؤولون لأهمّية البحث العلمي.

الوضع في لبنان أسوأ بأشواط، وإن لم يكن الامر متعلقا بفيروس "كورونا" بشكل مباشر، فإن الوعي العالمي للبحث العلمي يجب أن يكون فرصة يستفيد منها البلد المتخبّط في اقتصاده.

غدا، اذاً، فرصة. في الاقتصاد فرصة وفي العلم فرصة.

في الاقتصاد المتخبّط اليوم، ولا سيّما في اطار نموذج اقتصادي اثبت فشلا ذريعا، انه الوقت المناسب للبناء من جديد، ولاشراك اقتصاد المعرفة والتطور العلمي، في صناعة مستقبل افضل.

في العلم أيضا فرصة لاعطاء مجال البحث العلمي، الدعم الذي يحتاج اليه، في أكثر من قطاع علمي، لا سيّما وأنه، الى جانب الاهمال الكلّي من جانب الدولة لهذا المجال، فقد شهدنا مثلا في الأشهر لا بل السنوات الماضية هجوما على المجلس الوطني للبحوث العملية من باب ما اعتبره المهاجمون، فكافحة للفساد، وضبطا للهدر.

هذه المجالس عينها، التي لم تدعمها الدولة يوما، تبيّن أنها كانت في الكثير من الاحيان، تؤمّن وفرا لخزينة الدولة، أو على الاقل، تؤمّن نفقاتها الخاصة... لم تشكّل يوما عبئا، بل رافعة حدّها المسؤولون بحدود "اللا موازنات" و"اللا اهتمام".

غدا وبعد انتهاء "فيلم الرعب" هذا الذي نعيشه، اقتصاديا وصحيا واجتماعيا، على لبنان الجديد أن يدرك ان "الادمغة" اللبنانية تستحقّ دعما... سواء في المجالس العلمية العامة واقصد بالذات المجلس الوطني للبحوث العلمية الذي اثبت جدارة في اكثر من مجال وتفانيا في العمل بالرغم من عدم تأمين الحدّ الأدنى من الدعم، أو الخاصة وأقصد بذلك تلك المرتبطة بالجامعات أو حتّى على صعيد المبادرات الفردية.

قد لا يكون "كورونا". لكن لا شكّ أننا نحتاج الى البحوث العلمية لتطوير البلاد اليوم  أو للخروج من مأزق علمي أو صحّي طارئ في الغد... لا نعتقدنّ ان الحلّ سيأتي سحريا أو غبّ الطلب، بل نتيجة استثمار علينا ان نبدأ به اليوم قبل الغد.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني