"اذا حصلت ضربات أخرى من الدولار تجار كثيرون سيفلسون"... عز الدين: ارتفاع الدولار ليس من مصلحتنا والحل موجود لكنهم لا يطبقونه!
"اذا حصلت ضربات أخرى من الدولار تجار كثيرون سيفلسون"... عز الدين: ارتفاع الدولار ليس من مصلحتنا والحل موجود لكنهم لا يطبقونه!

خاص - Thursday, April 1, 2021 1:40:00 PM

تتوالى الأزمات وتزداد التحديات، يختنق المواطن وتعلن المؤسسات افلاسها... بطالة وفقر وأمن غذائي تحت المجهر... مناشدات وصرخات من شعب يائس لمسؤولين أصابهم الصم وما من مجيب!

ولكن وبالرغم من كل تلك المصائب، تلمع بارقة أمل تفتح نافذة من التشجيع أمام المواطن، من خلال جملة "كثر خيرو الشعب بعدو واقف رغم كل شي وبعدها السوبرماركات عم بتحارب لتكفي... الوضع صعب جدا والحماس خف بعد أكثر من سنة ونصف السنة على بدء معركة الصمود، لكننا وباذن الله لن نستسلم"، كلمات تستمد من ضعف القدرة قوة على الاستمرار قالها رئيس مجلس إدارة سبينيس الأستاذ حسان عزّ الدين في حديث خاص لموقع vdlnews.

عز الدين تحدث عن الوضع العام داخل السوبرماركات بالقول: "الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار حمل ارتدادات قوية وكبيرة أثرت بشكل كارثي على القدرة الشرائية لدى المواطن، ما أدى الى انخفاض بحدود الـ40 أو الـ50% من المبيع، خاصة بعد أن توجه الناس الى البضائع المدعومة والى بدائل عن البضائع التي كانوا يشترونها بسبب ارتفاع سعرها بشكل كبير".

وأوضح عز الدين أن "استهلاك المواطن توجه من البضائع المستوردة الى البضائع المصنعة محليا في حال وجدت لأن أسعارها أرخص ويمكنه تحمل كلفتها، هذا ودفعت الأزمة الاقتصادية بالشركات المستوردة والسوبرماركات للتوجه الى أسواق مختلفة لاستيراد البضائع وشرائها بحيث تكون الكلفة أرخص".

وفي هذا السياق، أشار عز الدين الى أن "هدفنا كسوبرماركت هو أن نبيع بضاعتنا ونمنع تكدسها، وفي حال كانت أسعارنا خيالية فسيتوجه الزبون بطبيعة الحال الى نقطة بيع أخرى"، مشيرا الى وجود 22 ألف نقطة بيع في لبنان.

وقال: "لطالما فتشنا في السوبرماركات على أساليب تجذب الزبون الينا، وهذا الأمر يتم من خلال التسعير المنصف والمنخفض عن غيرنا، لذلك وفي حال رفعت أسعار بضاعتي بشكل غير عادل ومرتفع جدا، فسأكون أنا الخاسر بطبيعة الحال".

وأضاف عز الدين أن "الزبون خسر وصاحب المؤسسة خسر، ولا أحد يستطيع استيعاب الأرقام المتداولة في السوق، والسبب هو الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار في السوق السوداء، ولهذا السبب من المستحيل وضع هوامش الربح نفسها التي كان يتم وضعها سابقا.

الى ذلك، تحدث عز الدين عن منظمة التجارة العالمية، وتوجه لبنان للانضمام اليها والالتزام بقوانينها سابقا، الا أن ولسبب معين تمت عرقلة هذا الأمر، ما أعاد التجارة في لبنان الى عام 1972 والقوانين التي كانت متبعة آنذاك "أي الى القرار رقم 277/1  الصادر عن وزارة الاقتصاد والتجارة والذي يحدد هامش الارباح التجارية المسموح بها لبعض السلع الغذائية الاساسية وتغريم المخالفين"، ورأى عز الدين أن هذه الطريقة غير عادلة وأن التجارة يجب أن تكون حرة، وهذا الأمر يساعد في ضبط الأسواق.

وخلال حديثه، شدد عز الدين على آلاف نقاط البيع الموجودة وعلى حجم المنافسة، مؤكدا ان "من سيرفع الأسعار بشكل غير منطقي وخيالي سيخسر ويفلس ويقفل لأن المستهلك سيقاطعه خصوصا في ظل الأوضاع الراهنة".

واعتبر عز الدين أن "المشكلة الأساسية تكمن في أن الدولة قد أفلست ومصرف لبنان لا يملك الاحتياطي، لذلك لا بد من تشكيل حكومة لاعادة الثقة والحصول على الأموال المطلوبة لاعادة التوازن"، مشددا على ضرورة القيام بالخطوات الأساسية للتوجه نحو الحل.

وحول منافسة الدكاكين الصغيرة للسوبرماركات الكبيرة في ظل هذه الأزمة، قال عز الدين ان "الدكاكين هي أول من يفلس في هذا النوع من الأزمات، خصوصا أنه لا يتم ابلاغها بشكل يومي باختلاف أسعار البضائع ما يكبدها خسائر ضخمة، اضافة الى أن هذه الدكاكين لا تحصل على العروض نفسها من الشركات الموزعة للبضائع كما تحصل السوبرماركت، كذلك هي ستضطر الى رفع أسعارها أكثر من السوبرماركت بسبب الحركة الضئيلة فيها".

وفي سياق آخر، شدد عز الدين على أن "ارتفاع سعر صرف الدولار ليس من مصلحتنا ونحن بحاجة لتخفيض أسعارنا لأن المستهلك يخسر يوميا قدرته الشرائية".

وعن سؤال حول اعتبار البضائع المدعومة نقمة على السوبرماركت في ظل المشاكل الحاصلة، أجاب عز الدين: "لا يمكننا تسميتها بالنقمة أبدا، الفرق شاسع بين أسعار البضائع المدعومة وغير المدعومة، الا أن كميات السلع المدعومة غير كافية  وذلك بسبب تأخر مصرف لبنان بالدفع ما يؤخر السلسلة التوريدة ويعرقلها ويخلق فيها فجوة معينة".

وأضاف: "المواطن تعب وقدرته الشرائية ضعفت، وهذه الأزمة أدت الى اختفائء الطبقة الوسطى، وحاولنا ترشيد البضائع قدر الامكان في السوبرماركت حتى لا يظلم أحد، لكن التوتر موجود في كل مكان والجميع غاضب ولديه مشاكل كثيرة، لذلك لا يمكننا القول أن الدعم نقمة بل هو حاجة لدى المواطن لكن كمياته قليلة".

وعندما طرحنا السيناريو الأسوأ الذي يتمحور حول فرضية رفع الدعم وعدم تأمين البطاقات التموينية في الوقت نفسه، أجاب عز الدين: "هذه تكون النهاية الفعلية، حيث ستعم الفوضى في كل مكان، الناس اليوم لا زالوا يتحملون لأنه لا يزال باستطاعتهم أن يأكلواويشربوا، وفي حال خسروا هذا الأمر حتى فلم يبق لهم الا الثورة والفوضى... لا يمكننا تخيل هذا المشهد، ولا أعتقد أننا سنصل الى هذه المرحلة"، مشددا على ان "الحل موجود لكنهم لا يطبقونه".

أما عن الأمن الغذائي المهدد، فقال عز الدين: "منظمة الفاو كانت قد تحدثت عن أمننا الغذائي المهدد في لبنان، نحن لم نصل الى هناك الحمد لله لكن في ظل الأوضاع الراهنة ما من شيء مضمون واحتمالية الاستمرار تضمحل مع مرور الأيام لذلك لا بد من الاستجابة الى الاشعارات التي أطلقتها الفاو والتحرك لتلافي الخلل والكارثة المنتظرة".

وأشار عز الدين الى أن الارتفاع الهستيري الذي حل بالدولار الأسبوع الفائت اعتبر "ضربة" للقطاع، مضيفا: "هذا الأمر تسبب بخسائر كبير في رأس المال لدى الكثير من المؤسسات وعدم وجود الاستقرار يمنعنا من العمل".

وختم عز الدين بالقول: "كلما طالت الأزمة كلما خف الاندفاع للمحاربة، واذا حصلت ضربات أخرى من الدولار كالتي حصلت سابقا تجار كثيرون سيفلسون... الحمد لله أن الناس لا زالوا قادرين على الوقوف والصمود، ولكن لا نعرف حتى متى"، متمنيا الوصول الى حل سريع.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني