"وَإِذْ كُنَّ خَائِفَاتٍ وَمُنَكِّسَاتٍ وُجُوهَهُنَّ إِلَى الأَرْضِ، قَال لَهُنَّ: "لِمَاذَا تَطْلُبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ؟" (لو 24: 5)

4 آب 2020 – 4 نيسان 2021، 8 أشهر مرت أعياد كثيرة مرت، الا أن اليوم يحمل في طياته نورا خاصا، اليوم عيد القيامة، المسيح قام من بين الأموات، خلص النفوس ورفعها معه الى عليائه في السماء... وهذا العام بالتحديد، صودف أن يكون عيد قيامة المسيح والذكرى الشهرية لدمار بيروت في اليوم نفسه!

هناك من فوق أرواح شهداء المرفأ وروح بيروت الهائمة في السماء ستلاقي المسيح في قيامته، حيث الحياة الجديدة الأزلية... فوق ستنصف السماء من ظلموا هنا في قبح هذه الدنيا، فوق ستعيش أرواح الغوالي الراحلين فرح القيامة الحقيقي، في حين لم تجف دموع الأمهات المفجوعات هنا في لبنان!

هم وجدوا من ينصفهم، واليوم قاموا مع المسيح... ومن القلب في هذه الذكرى رسالة لكل أم تضم قميص ابنها حتى تشمه علها تشعر به قريبا من قلبها: لا تبحثي يا أمي عن الحي بين أموات، لأن ابنك قام بالبطولة وقام في الفداء وروحه الطيبة والغالية تسكن بجوار الرب في ملكوته، فوق يا أمي العزيزة عدالة السماء أنصفته لا محال!

لا تنتظري يا أمي عدالة أرض أحرقها حكامها وباعوها بـ30 من الفضة من دون أن ترف أجفانهم... ابنك يعيش فرح القيامة فوق يا أمي وهو يصلي لك مع روح العاصمة المدمرة... تمسكي بصورته وبايمانك وبالصلاة وضمي روحه القائمة اليوم في عيد القيامة، لأن وحدة الصلاة مع روحه لا بد أن تنصفكما معا.

يا أم الشهيد "لا تطلبي ابنك الحي بين الأموات" لأن ابنك البطل قام مع المسيح!