كريم حسامي
على وقع الانهيار الاقتصادي الغير مسبوق الذي يعيشه لبنان متزامناً مع مؤشرات تدّل على أنّ الأشهر والسنوات المقبلة ستكون أسوأ، فاقم وباء "كورونا" من هذا الوضع المأسوي وفتكَ بالأحباء وبمجمل الأوضاع على حدّ سواء.
وللاستفسار أكثر عن الوضع الطبّي في لبنان وتداعيات الانهيار الاقتصاد عليه، أجرى موقع "vdlnews" مقابلة مع أخصائي التجميل الدكتور طارق الحسامي:
كيف أثّر الانهيار الاقتصادي على الطبّ اللبناني بعدما كان البلد رائداً في المنطقة وخصوصاً بعد هجرة آلاف الأطباء إلى الخليج وأوروبا في الفترة الأخيرة؟ هل سينخفض مستوى الاداء الطبي مستقبلاً مع مغادرة الخريجين؟
كان البلد رائداً في المجال الطبّي وكان لدينا أخصائيين عادوا إلى البلد إيماناً به لكنّهم غادروه بعد الانهيار الاقتصادي بسبب تدني كبير لأجورهم التي باتت تُعادل الخمس أو العشر عن سابقاتها، وبالتالي لا يمكنهم إرسال أولادهم إلى المدارس والجامعات.
الجراحة التي كانت تُعادل ألفي دولار أصبحت الآن تُعادل 50-100 دولار وتدفع شركات التأمين المبلغ بعد فترة طويلة، لذلك لم يعد يملك الطبيب أجر للعيش بكرامة مع أولاده.
مع انخفاض الدولار، تدّنت قيمة عمليات الجراحة إلى العشر عن قيمتها الحقيقية خصوصاً أنّ الأطباء يعملون مع شركات التأمين عبر إخضاع المريض للجراحة ثمّ تدفع الشركة للطبيب قيمة العملية بعد ستّة أشهر أو سنة وسنتين، والأسوأ أنهم يدفعون على سعر صرف 1500، ما يؤدي إلى تبخّر قيمة الأجور أكثر.
هذا الوضع ساهم في مغادرة بعض الأطباء إلى الخارج حيث لديهم فرص، واتجهوا نحو مستشفيات خارجية، ما انعكس على مستوى الطبّ على صعيد الأطباء ومن ناحية استيراد المواد والمستلزمات الطبية التي تحصل بالدولار ولم يعد هناك سهولة في الطلب كالسابق، إضافة إلى وجود صعوبة في إيجاد المواد الطبية ذو النوعية الجيدة التي زاد ثمنها.
الانهيار الاقتصادي أثّر على الوضع الطبي كله إجمالاً، من ناحية المواد الطبية الموجودة ومستلزمات التي تطلبها المستشفيات من أجل الجراحات وغيرها من الأمور، فضلاً عن مستوى الأطباء. أما الخريجين الجدد، فليس لديهم فرصة للعمل هنا وعليهم المغادرة وإذا استمر الوضع على ما هو عليه، فسيؤدي ذلك إلى "خراب بيوت".
على الرغم من الصورة السوداوية إلّا أنه لا يزال هناك أطباء لم يغادروا والمستوى الطبي لا يزال جيّد جداً حتّى الآن واللبناني يُحافظ عليه رغم وجود صعوبات وخطر على المدى الطويل، ما يعني أن المجال الطبي لن يزول أبداً لأن الأوضاع لا يمكنها الاستمرار على هذا النسق وستتحسّن، إنها فترة صعبة.
هل انخفض عدد جراحات التجميل مع كورونا وما فرضه من تباعد اجتماعي واغلاقات عامة؟ وهل ما زالت الإناث تُشكل غالبية الزبائن؟
"كورونا" أدى إلى تعطيل عدد من الأعمال إلا أن عدداً من عيادات التجميل استمرت في العمل، مع تشديد الإجراءات الوقائية وشهدت عيادات التجميل زيادة في أعداد المقبلين على العديد من الخدمات، أهمها: حقن الشفتين وحقن البوتوكس وحقن الوجه وتجميل الأنف.
زيادة الإقبال على هذه العمليات سببه رغبة المرضى في الاستمرار بالاعتناء والاهتمام بوجوههم والشعور بالراحة النفسية، خصوصاً أن الاجتماعات واللقاءات أصبحت تُدار عبر تطبيقات الاتصال المرئي المختلفة.
إلى ذلك، ارتفع إقبال اللبنانيين على عمليات التجميل بنسبة تراوح بين 50 و60 بالمئة، ولاحظنا ازدياداً واضحاً في عدد العمليات الجراحية التجميلية التي يسعى الناس للخضوع إليها، إن كان من النساء التي تُشكّل 80 بالمئة والرجال 20 بالمئة.
ماذا تقول للذين يقفون ضد تغيير ملامح الوجه عبر التجميل ويُفضلون البقاء على "خلق الله"؟
ليس من المفترض تغيير ملامح الوجه بل جراحة التجميل هي تحسين الملامح وإزالة ترهّل الزمن وآثار المناخ والشمس والتلوثات.
أمّا تغيير الملامح، فهو عندما يكون شخصاً ما مولودا بأنف غير متناسق مع الوجه، فتصلحه بطريقة طبيعية ويجب عدم تغيير الملامح بل تحسينها والمحافظة على شخصية الانسان.
ندرك ان الذكاء الاصطناعي مع IoT عبر الانسان الآلي او الروبوتات يساعد الطبيب في عدد من الدول خلال العمليات، لكن هل هناك اي خطر ان يتم استبدال الطبيب بالانسان الالي؟
هذا الأمر مستبعد جداً وصعب لأنّ الآلة يتحكّم بها انسان لكن في الوقت نفسه يمكن للآلة أن تُساعد في "جراحة الروبوت" إلى جانب الذكاء الاصطناعي.
في نهاية المطاف، الانسان هو الذي يجعل الآلة تعمل كالكمبيوتر وغيرها من الآلات ولا يمكنها مساعدتنا من دون برمجتنا لها ولا تحل مكانه، فالطبيب يُبرمج الآلة لمساعدته على إجراء الجراحة.
-هل تُشجع على اخذ اللقاح ضد كورونا او تشاطر الناس الخائفة من تداعياته التي يمكن ان تكون خطيرة؟
كنتُ مستخفاً باللقاح في بادىء الأمر، لكنه مهمّ جدّاً ويجب على الناس أخذه مهما كان مصدره وهويته لأنّ المهمّ للانسان أن يأخذ مناعة خفيفة ضد الفيروس.
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا