ما سر حدّة بيانات كورونا في الغرب مقابل تراجعها في دول عربية؟
ما سر حدّة بيانات كورونا في الغرب مقابل تراجعها في دول عربية؟

لايف ستايل - Wednesday, April 7, 2021 9:27:00 PM

DW

لقراءة المقال كاملا عبر موقع DW، اضغط هنا 

في الوقت الذي تئن فيه الدول الغربية تحت وطأة الإصابات والوفيات جراء تفشي جائحة كورونا، وتطبق فيه إجراءات صارمة وصلت حد الحجر الصحي والإغلاق الشامل في عدة دول لمحاولة تجاوز الأزمة، لا يظهر الوضع بكل هذه السوداوية في دول بإفريقيا وآسيا، ومنها دول عربية، حيث تظهر الحياة أقلّ صعوبة ممّا عليه الحال في أوروبا وأميركا الشمالية.

وتُثار الكثير من الأسئلة منذ عدة أشهر حول أسباب هذا التمايز في الإصابات والوفيات بين دول وأخرى، رغم أن بعض الدول التي تعاني حاليا، كألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا والتشيك، أعلنت منذ مدة عن سياسة صارمة للحد من الإصابات، وصلت في بعضها لحظر التجوال ليلا وتشريع مخالفات مالية باهظة للمخالفين ومنع التجمعات وإغلاق الكثير المنشآت العمومية، فضلا عن توفرها على بنيات للفحص السريع وعلى منظومة رقمية وبنى تحتية صحية لا تتوفر عليها الكثير من دول الجنوب.

أرقام متباينة

وللمقارنة، فمعدل الإصابة بالفيروس في ألمانيا خلال الأيام السبعة الماضية مثلا يصل إلى 123 حالة بين كل مائة ألف نسمة، بحوالي 7,5 ألف إصابة جديدة في آخر 24 ساعة، فيما وصل الرقم الإجمالي لعدد الإصابات الجديدة في كل أنحاء مصر إلى 778 حالة فقط، وفي المغرب إلى 696 حالة، والسعودية 792 حالة، وحدها العراق التي سجلت أكثر من 7 ألف حالة إصابة جديدة.

وحسب بيانات ستاتيكا، فعدد الوفيات بالنسبة لكل مليون نسمة في ألمانيا بلغ حوالي 915 حالة، بينما يصل في مصر إلى حوالي 100 حالة. وكمثال آخر، فالدول العشرة الأولى التي سجلت أعلى معدلات وفيات لكل مليون نسمة كلها دول أوروبية تتقدمها جمهورية التشيك بـ2,4 ألف حالة وفاة. أول دولة عربية على هذا المقياس هي لبنان (40 عالميا) بـ895 حالة وفاة، متبوعة بتونس (44 عالميا) بـ749 حالة.

وحتى فيما يتعلق بالأرقام الإجمالية للوفيات، أول دولة عربية هي العراق التي حلّت في المركز 30 عالميا 14,5 ألف حالة، ثم مصر في المركز 35 عالميا بـ 12,2 ألف حالة، بينما تتقدم الولايات المتحدة (570 ألفا)، متبوعة بالبرازيل (337 ألفا) والمكسيك (205 ألفا) وذلك وفق أرقام بوابة worldometers.

عدم الإحصاء الدقيق؟

في مقالة شاملة للمتخصص في المناعة والكاتب الحائز على جائزة بوليتزر، يشير سيدهارتا موكرجي إلى مجموعة من الأسباب التي قد تحّل ما يسميه بلغز التباين في الأرقام بين الكثير من الدول، حتى منها القريبة جغرافيا. الأول هو معدل العمر بحيث تظهر بعض البلدان التي تعاني الشيخوخة أكثر عُرضة للوفيات من البلدان ذات المجتمعات الشابة.

السبب الآخر وفق المقالة ذاتها المنشورة على مجلة "النيويوركر" والتي اعتمد فيها الكاتب على آراء خبراء من أكثر من بلد، هو عدم وجود إحصائيات دقيقة في الكثير من البلدان التي أبلغت عن أعداد إصابات أو وفيات قليلة، خاصة أن عددا وفيات كوفيد-19 تحصل في المنازل ولا تبلغ عنها السلطات بشكل دقيق أو ترجعها إلى أسباب أخرى.

وفي دول عربية متعددة، ذكر خبراء أن أرقام الإصابات الحقيقية أقلّ بكثير من الأرقام المعلنة، كما نقلته وسائل إعلام عن عضو اللجنة العلمية لمواجهة كورونا في مصر، محمد النادي، عندما صرح أن إجمالي عدد الإصابات قد يكون أكبر بعشرة مرات من العدد الرسمي المعلن.

كما سبق لعلي لطفي، رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، أن صرّح أن ما تعلنه وزارة الصحة المحلية من حصيلة لا تعكس العدد الحقيقي للإصابات. ومن أكبر التحديات التي واجهها المغرب ودول أخرى في المنطقة هو قلة أعداد الفحوصات مقارنة بعدد السكان، خاصة مع مجتمعات شابة لا تظهر على نسبة كبيرة من أفرادها الأعراض الصعبة للفيروس التي تستدعي العلاج السريع.

 

ووفق مقالة موكرجي فعدم الاحتساب الدقيق في مناطق أخرى قد يكون سببه أن نسبة من الوفيات تعود إلى أسباب غير مباشرة لجائحة كورونا ومن ذلك فقدان الرواتب والهجرة القسرية وسوء التغذية وتضرر البنى الصحية وعدم قدرة أصحاب الأمراض المستعصية متابعة علاجهم. ويستشهد الكاتب ببيانات من منظمة الصحة العالمية أظهرت أن الارتباك الكبير في الرعاية الصحية لمرضى الملاريا والسل وفقدان المناعة المكتسبة أدى إلى وفيات كثيرة في دول إفريقيا جنوب الصحراء أكثر ممّا خلفه كوفيد-19.

وهناك سبب آخر للاختلاف ذكرته عدة تقارير إعلامية أن بعض البلدان تحتسب فقط من تم التأكد أنهم توفوا بالفيروس، فيما تحتسب دول أخرى كذلك من تم الاشتباه بتعرضهم للفيروس من خلال سؤال أقاربهم عن الأعراض السابقة دون إجراء فحوصات للتأكد. كما يلعب الكشف المبكر دورا في تقليل عدد الوفيات حتى ولو كانت الإصابات مرتفعة للغاية، وهو ما ظهر في ألمانيا خلال الموجة الأولى.

أسباب أخرى

تفصّل مقالة موكرجي في سبب آخر يخصّ اكتساب شعوب بعض المناطق لمناعة سابقة، إذ يمكن كما هو معروف علميا للخلايا البائية والتائية أن تلعب دوراً في محاربة أمراض مشابهة تمت مواجهتها سابقا. وينقل الكاتب عن خبير أن الدراسات بيّنت أن نسبة الأجسام المضادة في أجساد الهنود بعد أيّ عدوى تكون مرتفعة للغاية وتبقى لوقت طويل. كما ينقل عن خبير أمريكي-إيطالي أن جميع سكان جزيرة في إيطاليا هي إيزولا ديل جيليو نجوا من كورونا، ويُعتقد أنه ربما اجتاحتها عدوى تنفسية معينة قبل سنوات، ما يطرح احتمال الذاكرة المناعية.

لقراءة المقال كاملا عبر موقع DW، اضغط هنا 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني