حكومة... وخير
حكومة... وخير

خاص - Saturday, July 31, 2021 12:33:00 PM

 الاعلامي د. كريستيان أوسّي


كثيرةٌ هي الضغوطات التي نأت بثقلها على الطبقة السياسية، فألزمتها على تغيير طريقة تعاطيها مع مسألة تشكيل الحكومة الجديدة.

الملفت أنّ كلّ أركان هذه الطبقة تحسسوا مخاطر المضيّ في ما اعتادوا عليه في خلال الشهور التسعة الاخيرة، فتدرّجت التطورات:

إعتذر الرئيس سعد الحريري،

طفا اسم الرئيس نجيب ميقاتي،

وافق الثنائي الشيعي وأعطى توقيعه،

حشر التيار الوطني الحر، ناور ولم يفلح... فسلّم بالواقع،

أبدى الرئيس المكلّف ليونة ذهبت عكس ما اعتاد عليه سلفُه،

كذلك فعل رئيس الجمهورية ميشال عون،

تنفس الناس الصعداء، الى حد ما.

هنا يبرز السؤال:

ما هي المعطيات التي تغيّرت، في السياسة، بين مرحلة تكليف الرئيس سعد الحريري، ومرحلة مباشرة الرئيس نجيب ميقاتي مهمته الجديدة؟

بمعنى آخر: هل سقطت كل المطالب السابقة من فريق، وسلم فريق آخر بكل ما كان مطلوباً؟

هل رسا التوافق على مسألة التدقيق الجنائي على برّ التوافق؟

هل انّ مسألة التحقيق في جريمة انفجار مرفأ بيروت اعطيت كل التسهيلات؟

هل انّ الحصانات ستظل حائلاً دون مضيّ التحقيق قدماً، ام اتفق الجميع على رفع هذه العقبة؟

هل ستسلك الاصلاحات المنشودة طريقها؟

بتفصيل أدق:

هل سيقبل الفريق الأقوى بتنحيف القطاع العام وترشيقه؟

هل سيقبل الفريق الأقوى بالغاء كل المجالس عملياً؟

هل سيرضى الافرقاء بإقرار مبدأ رفع الدعم نهائياً؟

هل سيرضون بإقرار تحرير سعر الصرف للعملة الوطنية؟هل ستقر الدولة بمسؤوليتها ودورها الكبيرين في إفلاس البلد من خلال السياسات الاقتصادية الانفاقية الارتجالية التي سادت منذ التسعينات، وترضى بالتالي بتحمّل الجزء الاكبر من الاقرار بالخطأ وتحمل عبئه في سد الفجوة المالية الكبيرة؟

هل ستقرّ خطة نهوض اقتصادي، بكل ما تحمله من أثقال، وهل سيكون توجّه الى صندوق النقد الدولي لنيل المباركة؟

هل سيعطي حزب الله (وضمناً الثنائي الشيعي) توقيعه على هذه الخطط، أمّ انّ كل خطوة ستلقى معارضة وعرقلة تنشب فجأة عند كتلة او كثل نيابية... فتتعطّل.

ليس الهدف زرع الشكوك، لكنها اسئلة تطرح.

المهم في الأمر ان الجميع سلّم بثقل ما ينوء تحت ثقله المواطنون، وهم باتوا في حاجة الى كل شيء، كما بحجم وثقل الضغط الدولي لتجاوز العقد وتشكيل حكومة، فتسهلت الدروب...

قد تكون لنا حكومة، لكنها ستظل أسيرةً للنظام الهجين الذي يحمل في تكوينه كل مقومات العرقلة، وسيقضمها شيئا"فشيئا.

يبقى ان ماذا ستفعل هذه الحكومة؟

مجرد حضورها سيريح ، لكن المشكلة انّ كل المعنيين يُصّوبون على الانتخابات، وسيفعلون كل ما في وسعهم لإجتذاب المناصرين وشدّ عصبهم، وليست أولى البشائر دعوة الرئيس الحريري الى إزالة كل الحصانات بدءاً من رئيس الدولة... ولن تكون اخرها، فالبقية ستأتي حكمًا، ... وهذا لا ينبىء بالخير!؟

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني