كورونا... ماذا قد يصنع لو وصل الى شمال غرب سوريا؟
كورونا... ماذا قد يصنع لو وصل الى شمال غرب سوريا؟

خاص - Monday, March 30, 2020 5:36:00 PM

مصطفى دحنون

الانتشار المتسارع لفايروس كورونا جعل العالم بأسره في وضع حرج جداً، ولا سيما أن بلداناً متطورة في كافة المجالات، سبّب لها شللاً تاماً على مختلف الصعد، خاصة الاقتصاديةَ والطبية، فماذا يمكن لهذا الوباء أن يفعل فيما لو وصل إلى شمال غرب سوريا؟؟

يقول الدكتور مصطفى العيدو، نائب مدير صحة إدلب: "لم يتمَّ تسجيل أيّ إصابة بالفايروس إلى الآن، لكنّ هناك حالاتِ اشتباه عديدةً يتمّ إرسالُ عينات منها للفحص والتأكد، ولم يتم إثباتُ أي إصابة، ومع الأسف لم نتمكن من الحصول على أجهزة الفحص إلى الآن حيث نرسل العينات للتحليل في تركيا". 

يضيف العيدو بالقول: "نعمل حالياً في مجال التوعية الصحية من خلال فرق مختصة لدينا تقوم بحملات التوعية على مستوى الأسواق والمراكز الحيوية ومراكز التجمعات المدنية والأسواق، حيث تُمكّننا مثل هذه الحملات من ضبط الانتشار، خاصة وأنه من الممكن أن نواجه كارثة صحية وإنسانية في حال انتشر هذا الفايروس في المنطقة، فالنظام الصحي لدينا ضعيف ولا يمكنه تحمل مثل هذه الأوبئة التي عجزت عنها دول عظمى".

وفيما يتعلق بتجهيز مراكز للتعامل مع هذا الوباء أوضح "العيدو": "أعلنا حالياً إيقاف العمليات الباردة في العديد من المشافي بهدف التخفيف من الازدحام، كما تم بناء بعض الخيام أمام معظم المشافي لتكون بمثابة خيم حجر صحي مؤقت".

وأردف قائلاً: "أصبح لدينا مشفى مجهز بشكل كامل لاستقبال أي حالة مشتبه بإصابتها بالفايروس، كما إن منظمة الصحة العالمية أعطتنا وعوداً بتجهيز أماكن للعزل الصحي، ونحن نعمل حالياً على تجهيز مخيمات للعزل، أو تجهيز مبان حكومية فارغة لتكون مراكز حجر صحي كبيرة".

 تعمل العديد من المنظمات مع بعضها بهدف تنسيق الجهود بما يساعد على الحد من انتشار الفايروس، حيث قال السيد مأمون خربوط وهو مدير فريق التدخل السريع في منظمة "بنفسج": "بعد إعلان منظمة الصحة العالمية فايروس كورونا على أنه وباء، سارعنا لإقامة دورة تدريبية لأربعين مسعفاً وممرضاً حول كيفية التعامل مع الفايروس". 

وأضاف الخربوط: "بعد انتهاء التدريب بدأ فريقنا بالعمل على تعقيم بعض مراكز الإيواء، وتم التنسيق مع مديرية الصحة من أجل نصب خيم لتكون بمثابة مراكز حجر صحي للمشتبه بإصابتهم وتقديم التوعية للعاملين في هذه الخيم، حول كيفية التعامل مع الأشخاص الذين من الممكن أن يوضعوا في الحجر".

وأردف "الخربوط": "نعمل حالياً على خطة بالتنسيق مع مديرية الصحة، لتعقيم مراكز الإيواء والمراكز الطبية والمستشفيات بشكل عام في شمال غرب سوريا، وتخصيص سيارات لنقل الإصابات".

أما عن دور فرق "الدفاع المدني" أو ما يعرف باسم "الخوذ البيضاء" فقد قمنا بالحديث مع السيد "يحيى عرجة" وهو مدير مركز إدلب في المنظمة، حيث قال لنا: "بدأت فرق الدفاع المدني في كامل محافظة إدلب بحملة تهدف لتعقيم كافة المراكز الطبية بالتعاون والتنسيق مع الجهات الأخرى، بالإضافة إلى تعقيم المدارس والمساجد والجامعات، بهدف تقليل فرص انتشار الفايروس بين أوساط المدنيين". 

وأضاف عرجة بالقول: "قامت منظمة الصحة العالمية بتقديم مواد التعقيم، وقمنا بدورنا بتدريب المتطوعين لدينا حول كيفية العمل، وكيفية رش المناطق بهدف تعقيمها ضد هذا الفايروس، خاصة وأن هذا الفايروس خطير ويجب على جميع شرائح المجتمع العمل بجد والتكاتف للحيلولة دون انتشاره".

ويبقى خيار وصول المرض إلى المنطقة ضئيلاً، ولا سيما بعد إغلاق المعابر التي تصلها بتركيا وبمناطق سيطرة نظام الأسد، لكن يبقى هذا الخيار قائماً، وعليه فإن هذه المؤسسات تعمل قدر استطاعتها وبالإمكانيات المتاحة، للحيلولة دون الوقوع بكارثة جديدة تضاف إلى قائمة الكوارث التي سببتها الحرب.

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني