"يا محاسن الصدف"... عبارة تتماشى بشكل كامل مع الموقف الذي أطلقه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بالأمس خلال مؤتمره المشترك مع نظيره اللبناني عبد الله بو حبيب حول استعداد طهران لبناء معملين لإنتاج الطاقة الكهربائية بلبنان أحدهما في بيروت والآخر بالجنوب، والذي تلاه موقف رئيس بلدية الغبيري معن خليل الذي بدأ يهاجم نادي الغولف مظهرا موقفه العلني من الرغبة في تنفيذ ما طرحه الوزير في آخر متنفس أخضر لبيروت.

وفي هجومه الواضح والصريح عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أظهر خليل أنّ المخططات والأفكار تدرس منذ فترة، والهجوم الممنهج على  نادي الغولف انطلق، وكأنه يعلن بجهارة عن "كانتون الضاحية الكهربائي" الذي سيشيّد في آخر بقعة خضراء في بيروت!

وليس سرا أن نادي الغولف لطالما شكّل حلما صعب المنال لجهات خططت ودرست وحاولت أن تنفذ غاياتها على ارضه الا انها عادت خائبة.

ويبدو أن آخر الأحلام، هو تحويل النادي الأخضر من مصدر اوكسيجين للعاصمة كلها الى مولّد طاقة للضاحية الجنوبية.

كما يبدو ان رئيس البلدية المذكور لم يكتف بالطمع بما ليس له، بل دخل وهو معجب بما يراه، حيث كتب: "العقار مساحته 410 الف متر مربع ونصفه املاك للدولة اللبنانية ويتميز بقربه من الشاطئ"، نعم فكيف يمكن بناء معمل كهرباء بعيدا عن الشاطئ!

لكن على البعض التنبّه الى ان بيروت خسرت معظم معالمها، بخاصة بعد انفجار 4 آب الذي دمرها. ناسها ومبانيها ومرفؤها وبيوتها وأسواقها وملاهيها وسواحها... بيروت التي تتحول يوما بعد يوم الى مدينة أشباح، والتي تعيش برئة خضراء واحدة هي نادي الغولف، تواجه اليوم تحدّ مع من يريد أن يستأصل رئتها ليعوّض عن الأخطاء السياسية العامة التي ارتكبها على مدى عقود وادت بنا الى دولة من دون كهرباء من الدولة، وبهذه الطريقة يقطع نفس العاصمة الى الأبد.

من يطمع ويطمح لم يلاحظ على ما يبدو ايضا ان هذا النادي مقصود من سفراء وشخصيات من لبنان ومن حول العالم، يمارسون فيه الغولف خلال تواجدهم في بيروت، وبالتالي لا يلاحظ ايضا ان هذا المكان مقصد وعنصر جاذب.

الغاية في نفس يعقوب معروفة، والمخططات الموضوعة للمنطقة لم تعد جديدة، ولكن احذروا... الرئة الخضراء ان غابت يصبح الموت محتوما!