طرابلس تقاوم رغم الآلام.. احتفالات الميلاد تجمع أبناء المدينة "مسلمين ومسيحيين"
طرابلس تقاوم رغم الآلام.. احتفالات الميلاد تجمع أبناء المدينة "مسلمين ومسيحيين"

خاص - Tuesday, December 21, 2021 10:21:00 AM

حسن هاشم

لا يخفى على أحد حجم الإنعكاسات السلبية للأزمة الاقتصادية والمعيشية على عاصمة الشمال طرابلس، والتي تعدّ "أفقر مدينة على شاطئ البحر الأبيض المتوسّط"، إلا أنّ المدينة تثبت عند كلّ مناسبة وطنية أو دينية أنّها عصية على الإنكسار وأنّها ستبقى تقاوم باللحم الحيّ، بوحدة أبنائها وأهلها من مختلف الطوائف والانتماءات.

وعلى الرّغم من حلول موسم الأعياد هذا العام مع الانهيار الاقتصادي والمعيشي غير المسبوق الذي تشهده البلاد، كانت طرابلس "عروس الثورة" تتزيّن احتفالاً بحلول عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية، حيث اجتمع أهلها المسلمون والمسيحيون ليحيوا معاً الأجواء الميلادية المميزة التي أقامتها منظمة "أقوى للأهداف المشتركة" (Acua Foundation)، من 17 إلى 23 كانون الأول في معرض رشيد كرامي الدولي.

وأطلقت منظّمة "Acua Foundation"، مهرجان الميلاد في طرابلس تحت عنوان "هالميلاد طرابلس أقوى"، حيث تمّت إضاءة الشجرة الميلادية يوم الجمعة وهي شجرة رمزية تحمل معاني التضامن والتعاون بين اللبنانيين للنهوض بوطنهم.

ويشهد المهرجان العديد من الأنشطة الفنية والترفيهية والثقافية لمختلف الأعمار، كما شكّل فرصة لأصحاب المشاريع الصغيرة والأعمال اليدوية والحرفية لعرض منتوجاتهم وتسويقها أمام الزوار في محاولة لرمي "بحصة" في المياه الاقتصادية الراكدة.

رئيسة منظّمة "Acua Foundation"، رولا فاضل، شدّدت على "أنّنا أردنا من خلال هذا المهرجان أن نزرع الفرحة في قلوب أهل المدينة التي نموذجاً حقيقياً للعيش المشترك، وأن يكونوا جزءاً من هذا العيد، ولا سيما أنّ المدينة بحاجة لهذه الأجواء التي غابت عنها منذ فترة طويلة".

وأضافت في حديث لـvdlnews أنّ "المهرجان يشكّل فرصة كذلك لأبناء المدينة لعرض منتجاتهم في السوق الميلادية على الرغم من الصعوبات الكبيرة والوضع الاقتصادي السيّئ الذي يطال الجميع".

وأشارت فاضل إلى "أنّنا لمسنا اندفاعاً كبيراً من الناس الذين أتوا للمشاركة سواء في السوق الميلادية أو في العمل التطوعي والتنظيمي والزوار وهذا شكّل بالنسبة لنا صدمة إيجابية بالإقبال الكبير من الناس الذين تحدّوا كل الظروف الصعبة".

من جديد، تؤكّد طرابلس أنّها ستبقى صامدة في وجه كلّ العواصف والرياح، وهي ستبقى تقاوم بالرغم من كلّ الآلام والجروح، كما أنّها ستبقى منارة للعيش المشترك بين مختلف مكوّناتها وهي التي قاومت وانتصرت على كلّ محاولات تشويه صورتها وشيطنتها طيلة سنوات.

4

2

1

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني