جمال بيروت في عالم لهوم
جمال بيروت في عالم لهوم

خاص - Tuesday, December 21, 2021 5:32:00 PM

باتريك إيليّا أبي خليل

من كان ليتخيّل أنّنا سنستيقظ يوماً على هدير صاعقة تقذف العاصمة أرضاً على ظهرها، مأزومة، مصدومة، مظلومة.

نُحِرَت بيروت بعالمٍ دميم ما قدّر قيمة حضورها، وعظمة تاريخها، وحظوة جغرافية شاطئها على البحر الأبيض المتوسّط، تفتح ذراعيها منبراً عربيّاً للعالم، تستقبل حضارتي الغرب والشرق وتصدرهما بنخوة الرسالة وسموّ الثقافة.

على ترابها المقدّس إستحضر العالم الشَرِه وحوشه، فمزّقوا ثيابها الناصعة بنظراتهم الحاسدة والمشتهية جشعاً. قيّدوها بألسنتهم السّامة المسنّنة وِتراً ووَقراً، وأغاروا عليها !!!

إنقضّوا عشرات المرّات، منذ أن أعلنت إستقلال قرارها وحريّتها وسيادتها في منتصف القرن العشرين. وفي كلّ مرّة صدّتهم بقلب طاهر والأرز سيفها المصقول، والجبل درعها الفولاذيّ.

هؤلاء، ذئاب عوق دفعهم قبحهم وفظاظتهم، مخطوفين بذهول ودهشة بصباها ونقائها، فطمعوا بعذريّتها.

وليدركوها، قرّروا قَهرها وناسها حتّى تخضع إذلالاً وبؤساً، فتُسلّم الذات طوعاً. ومجدّداً، فشلت مخطّطاتهم وما قدروا على النيل منها ثنياً. مراراً وتكراراً قرّروا، مراراً وتكراراً فشلوا.

وبعد محاولات خاطتها شياطين بلباس، مهما حيك بحنكة مموّهة جوداً، ظلّ عاجزاً عن إخفاء حقيقتهم، فعكسها كما هي مرآة واقع دامغ ودامس لشياطين بلباس شياطين.

أراد الجاحدون طاعتها وإذعانها لشهواتهم، لكن هم استسلموا أمام صمودها بوجه أحلام نهمهم وغريزتهم.

وبلحظة اقْطِرار وتخلٍ، إبتغوها مجروحة، دامية، منكوبة، وكان لهم ذلك. كان لهم نيترات الأمونيوم، سمّاً مدسوساً في كأس وَقارها وسموّها، سمّاً ملقياً بها على الأرض تصارع الموت وتنازع طمعاً بالحياة. ما حصلوا عليها، فصفعوها لكمة انتقام محقونة بانكسار وثأرٍ من الإنكسار، ثم عادوا إلى كبتهم حيث الكبت.

بيروتي لو كنت مثلهم ما كان حلّ بك الرابع من آب، لعنتك كانت ومازالت مذّاك ال ٢٢ تشرين الثاني هي هي، لعنة اللّعنات جمالك في عالم لهوم.

 

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني