خيّم على لبنان خلال العام 2021، شبح الحرائق المتنقل، من الجنوب الى جبل لبنان فالشمال وغيرها من المناطق اللبنانية...

حرائق ضخمة التهمت مساحات شاسعة من الغابات والاشجار، انهكت الطبيعة واستنزفت الموارد الطبيعية والبشرية.

ويمكن اختصار أضخم خمسة حرائق لازمت لبنان وشعبه خلال السنة الفائتة، باللائحة التالية:

1- حريق القبيات:

في 28 تموز 2021، اندلع حريق هائل في أحراج منطقة القبيات في غابات المرغان اعالي البلدة في الشمال، حوّلت السماء إلى لون برتقالي، وهدّدت حياة السكان القاطنين بمحاذاة الأحراج، وسرعان ما امتدّت ألسنة النار إلى وادي عودين في بلدة عندقت وبلدة كفرتون في جبل أكروم، ما استدعى تدخل طوافتين للجيش اللبناني لمساندة الدفاع المدني والمتطوعين على اخماد النيران.

وفي حادثة مؤسفة، خطف الموت الفتى أمين ملحم ابن الـ15 عاماً، احد أصغر المتطوعين في بلدة كفرتون العكارية، بعد ان هبّ للدفاع عن بلدته وأهله. وتوفي ملحم إثر سقوطه على رأسه اثناء محاولته اخماد الحريق وتم نقله المستشفى، فما لبث أن فارق الحياة.

كذلك، اصيب عشرات الاشخاص حيث نقل الصليب الأحمر اللبناني 17 اصابة الى المستشفيات للمعالجة كما تم اسعاف 6 حالات على الارض، نتيجة الحريق.

وأتت النيران على ملايين الأشجار المعمّرة الصامدة منذ مئات السنين، وقد استغرق اخماد الحريق قرابة الثلاثة ايام.

2- حريق منشآت النفط في الزهراني:

صباح 11 تشرين الاول، استفاق اللبنانيون على خبر اندلاع حريق كبير في احد خزانات المحروقات في منشآت الزهراني النفطية، واعاد الى الاذهان انفجار 4 آب، بعدما استشرى الهلع من احتمالية انفجار المنشآت في حال عدم التمكن من السيطرة على الحريق.

وتبين لاحقا ان خزان الوقود الذي يحترق هو خزان يحتوي على مادة البنزين يحمل الرقم 702 ويعود للجيش اللبناني.

وتمكن عناصر الدفاع المدني، بعد مواصلة الجهود منذ الساعة ٧،٥٠ منه ولغاية الساعة ١١،٥٠ من إخماد النيران، واقتصرت الاضرار على الماديات، اذ عمل المعنيون على تبريد الخزان وجواره ومنعوا امتداد النيران الى الخزانات الاخرى.

3- حرائق الجنوب:

فجر 13 تشرين الثاني، اندلع حريق في بلدة وادي العزية - زبقين في صور جنوب لبنان، وامتدت الى المنصورة ومناطق جنوبية مجاورة.

واقتربت السنة النار من المنازل، ما دفع بالاهالي الى مغادرتها، فيما افيد عن حالات اختناق تولت فرق الاسعاف معالجتها.

وعملت كل من فرق الدفاع المدني وجمعية الرسالة للإسعاف الصحي والهيئة الصحية الإسلامية وفرق المستجيب الأول التابعة لوحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات قضاء صور، على اطفاء الحرائق، كما استقدم الجيش طوافاته التي ساهمت في اخماد النيران.

وانتشرت الحرائق في أكثر من ثلاثين منطقة في قضاء صور وأطراف قرى بنت جبيل وصولاً إلى إلى مجرى نهر الليطاني في خراج بلدة صير الغربية.

واستمرّت الحرائق يومين ونجم عنها خسائر فادحة في الثروة الحرجية.

4- حريق بيت مري:

تزامنا مع اخماد الحرائق المشتعلة في الجنوب، اندلع حريق ضخم في احراج بلدة بيت مري - المونتفيردي المتنية اقترب من المباني السكنية. واستقدمت عشرات سيارات الاطفاء التابعة للدفاع المدني، كما تمت الاستعانة بطوافات الجيش اللبناني لاخماده، كذلك شارك عناصر من فوج اطفاء بيروت بعمليات الاطفاء.

واصيب عناصر من الدفاع المدني بجروح طفيفة جرّاء انفجار لغم ارضي اثناء عمليات الاطفاء.

وفي اليوم التالي، بعد جهود مضنية، تمت السيطرة على الحريق الذي أتى على مساحات كبيرة من اشجار الصنوبر.

وبعد فترة، أعلنت المديرية العامة للامن الداخلي، عن توقيف شخصين "اعترفا بالتحقيق معهما انهما تسببا بنشوب الحريق عن طريق الخطأ، بعد أن قام الأول بإضرام النار خارج غرفته بغية تحضير الطعام، وقد امتد الحريق بسرعة ولم يتمكّنا من السيطرة عليه، بسبب الرياح. بعدها لاذا بالفرار الى زغرتا، خوفا من اكتشاف أمرهما".

5- حريق بشامون:

ليل 29 تشرين الثاني، اندلع حريق كبير في احد غابات بلدة بشامون – عاليه، ما استدعى تدخل الدفاع المدني وفوج اطفاء بيروت بمؤازرة طوافات الجيش. واقترب الحريق من المنازل وصعّبت سرعة الرياح من عملية اطفاء الحريق وساهمت في تمدده. كما سجّلت حالات اختناق، وسقط جريح من الدفاع المدني اثناء تأدية مهامه.

واشار المديرالعام للدفاع المدني العميد ريمون خطار الى ان هذا الحريق مفتعل، واستمر الحريق مشتعلا حتى اليوم التالي.

تتزايد مظاهر الحرائق المتنقلة في لبنان من سنة الى سنة، مخلّفة وراءها خسائر فادحة بالثروة الحرجية والموارد الطبيعية في غياب تام لأي خطط لتعويض الخسائر او على الاقل لوضع حد لها. فهل يصبح لبنان في السنوات القادمة اسود شاحب بعد اضمحلال خضاره؟