القطاعات السياحية راضية عمّا تحقق ولكن.. ما حصدناه "أحرقناه"!
القطاعات السياحية راضية عمّا تحقق ولكن.. ما حصدناه "أحرقناه"!

اقتصاد - Monday, September 26, 2022 6:00:00 AM

جوزف فرح - الديار

لقد انتهى موسم الصيف وانتهى معه الموسم السياحي ليحل فصل الخريف مبشرا بسلسلة من الأزمات التي تتتابع على لبنان ويرزح تحتها بالتالي المواطن اللبناني لكن في مراجعة للموسم السياحي تقول المراجع السياحية أنه كان مثمرا وقد ادخل الى لبنان ما بين 3 و4 مليار دولار فهل هذا صحيح؟

 
وماذا يقول رئيس فنادق لبنان بيار الأشقر في هذا الشأن؟ وهل يوجد موسم سياحي مبشر في فصلي الخريف والشتاء وماذا عن القطاع الفندقي وكيف هي أحواله اليوم؟ ما هو تقييمكم للموسم السياحي خلال فصل الصيف وهل كان جيدا كما يقال؟

يقول رئيس اتحاد القطاعات السياحية بيار الاشقر :

لقد انقسم السياح خلال الموسم الى فريقين الأول مؤلف من المغترب اللبناني الذي لبى النداء واثبت وطنيته العاليه بحيث ان السياحة لديه تحولت الى قضية لكن من ناحية ثانية يوجد آلاف اللبنانيين الذين اضطروا الى هجرة وطنهم خلال السنوات الثلاث الأخيرة نتيجة أزمته وهؤلاء يعيشون في الخارج ولديهم شوق لوطنهم وقد حملوا معهم نوعية الحياة والعادات الموجودة في لبنان وهم يثابرون على العوده الى الوطن كل صيف وهم يمضونه بداية في بيوتهم لا الفنادق . بطبيعة الحال هؤلاء حملوا معهم النقد النادر وقد تجولوا سياحيا في المناطق اللبنانيه وهو أمر جديد علينا لأن السياحه في لبنان كانت مقتصرة على المناطق السياحيه المعروفه في بيروت وجبل لبنان وبعض المناطق الرائجة وقد امتدت هذه السياحة حاليا على كل مساحة الوطن إذ تم خلق منتج جديد في السوق هو بيوت الضيافة التي انتشرت خلال السنوات الخمس الأخيرة وبلغت حوالي 300 بيت ضيافة وقد ساعد في هذا الإنتشار الوباء الذي استجد وضرب العالم ودفع الناس الى الإقبال على السياحة الداخلية في المناطق النائية بحثا عن الهدوء والابتعاد عن الضجيج والتلوث ولممارسة رياضات باتت رائجة مثل رياضة المشي والتسلق وركوب الخيل والدراجات وغيرها وهي باتت أقوى من الرياضات الأخرى ولهذا بتنا نجد بيوت ضيافة في مناطق مثل الضنيه ورأس بعلبك وغيرها وهي تستقبل الناس التي باتت تقصدها لأنه اصبح فيها بيوت إيواء وفنادق بمقدورها الراحة فيها . أما المنتج الثاني الذي نزل الى السوق فهو RBNB اي البيوت المؤجرة خلال الموسم والموجهة لمن لا قدره لديه على تحمل نفقة الفندق وقد سهلت هذه البيوت للناس الإنتشار في المناطق بحيث أنها موجوده في كل المناطق اللبنانية. هذا هو الوضع العام باختصار لكن على صعيد السياحة الدولية فقد اقتصرت على السياح الغربيين بأعداد قليلة جدا والأغلبية منهم لديهم تواصل مع اللبنانيين المقيمين في الخارج والبعض من السياح سبق وقدم الى لبنان واعجب به لهذا تكرر مجيئه إليه. ان لبنان لديه كل المقومات للنجاح في السياحة وأولها القوة البشرية فاللبناني مضياف محب للغريب ويتميز بكرمه ونوعية استقباله وحرارة تواصله مع الآخرين كما لدينا مناطق خلابه ونوعية خدمات مميزه تتضمن اندفاع الموظف وصاحب المؤسسة للاستقبال والحفاوة بالزائر بشكل أكبر من اي مناطق موجوده في الشرق الأوسط ولهذا تعتبر السياحة في لبنان العمود الفقري لاقتصاده.

هل صحيح أن الموسم السياحي قد أدخل حوالى 5 مليارات دولار على حد تعبير وزير السياحه؟

ربما وزير السياحة لديه معطيات ومعلومات أدق من غيره لكن المشكلة في الأرقام أنها غير دقيقة في لبنان فهي تختلف ما بين المصرف المركزي ووزارة الماليه وكذلك نجدها مختلفه ما بين وزارة الإقتصاد ووزارة المالية وبين سلسلة الرتب التي أقرت سابقا واكتشف فيما بعد أن الرقم الحقيقي لها قد تضاعف أكثر من ثلاث مرات .

بيوت الضيافة

ألا تشكل بيوت الضيافة والبيوت المستأجرة منافسة قوية للقطاع الفندقي وهل خف الإقبال على هذا القطاع؟ هذه البيوت لا تشكل منافسة للقطاع الفندقي لأن اغلبيتها موجوده في المناطق النائية التي لا يوجد فيها فنادق وقد ساهمت تاليا في توسعة نطاق السياحة في كل لبنان وقد أصبح بمقدور السائح أن يسوح وينام في 90% من المناطق اللبنانية . اننا نرى هذا الأمر ايجابيا وكلما دخل منتج جديد أو حدثت مضاربة ما كلما ساعد ذلك على تحسين الوضع ونوعية الخدمات وما يتبعها ونحن نعتبر أنه كلما زاد عدد المؤسسات في منطقه معينة كلما ساعدها ذلك على أن تكون وجهة سياحية أكبر ونحن نقول ذلك من منطلق ما بدأنا به في منطقة برمانا في العام 2014 حيث فتحت سلسله من المطاعم ما لبث ان تزايد عددها ليبلغ اليوم 100 مطعم وقد امتد الأمر الى مناطق أخرى مثل البترون وجبيل واهدن وسواها . وقد تم فتح بعض الفنادق وبيوت الضيافه في منطقة صور وجزين والبقاع وانا اقول بأن الكثافة في هذا الأمر غير مخيفة لأنها تسهم بخلق وجهة سياحية جديدة.

كيف تقيمون القطاع الفندقي في ظل تزايد بيوت الضيافه وبيوت الإيجار وكيف تصفون الحركة فيه خلال موسم الصيف؟

كانت الحركة جيدة. لقد انقسم الأسبوع الى قسمين بمعدل ثلاثة أيام كانت نسبة التشغيل فيها ضعيفة اي بمعدل 25 أو 40% والأيام الثلاثة الأخرى وهي الويك أند فقد ارتفعت نسبة التشغيل والسبب الذي اكتشفناه نتيجة دراساتنا الدقيقة هي ان الطبقه المتوسطة التي تعيش في لبنان قد انتهت أو تم ضربها بحيث انعدمت قدرتها ولم يعد أجرها يكفي حاجاتها اليومية فكيف بالأحرى بأجر فندق؟ ان من بقي لديه القدره على السياحة جال على المناطق داخل لبنان والغالبيه العظمى فقدت القدره حتى على السياحه الداخلية لكن المضاربة الكبرى شكلتها السياحه الخارجيه..ان شعب لبنان شعب مبدع والدليل ما نراه من انجازات على هذا الصعيد ان في الفن او الطب وغيره .لقد كان الموسم على قدر توقعاتنا رغم اننا كنا ننتظر قسما كبيرا من العملة النادرة التي دخلتنا وذلك من خلال توليد الهرباء وانتاج الماء لقد اصبح هذا الامر عبئا علينا خصوصا في ظل ضعف لنسبة التشغيل الذي تنتج عنه الكوارث.

بما أنكم رئيس مجلس الإنماء السياحي هل تعدون شيئا ما لموسمي الخريف والشتاء على هذا الصعيد؟

لا يوجد أي شئ في الخريف والشتاء لكن ربما يتم شيء ما في موسم الأعياد. إن من بقي في لبنان هو المقيم الذي أفتقر ولم يعد لديه قدرة مالية.عموما ان الطبقة المتوسطة قد تقلصت في العالم كله ولبنان بلد يتبع الإقتصاد العالمي . لقد تضاعف سعر البترول على الجميع في العالم وكذلك يعاني العالم مشكلة غذاء ونحن نزيد عليه بالفوضى التي نعيشها بينما يوجد في دول العالم نظام وقانون .

يقال أن أزمة الغاز في أوروبا قد دفعت الكثير من الأوروبيين للحجز في فنادق تركيا لتمضية الشتاء فلماذا لا تفعلون مثل تركيا وتشجعون على ذلك ومن الذي سيترك بلده ويذهب لتمضية الشتاء في تركيا؟ ..

إنه المتقاعد حتما ثم أن تركيا وجهة سياحية مهمة وليس فيها أية مخاطر وهي تستقبل ما بين 35 و36 مليون سائح سنويا بينما السائح في لبنان هو المغترب الذي يلبي نداء الشوق الى بلده وأهله.

كل شيء متوقف في البلاد فلا الوضع السياسي أو الأمني أو الإقتصادي أو السياحي الترفيهي أو التعليمي او حتى الطبي يشكل عنصر جذب إذ لا يوجد اي نوع سياحي في البلاد كما أنه يوجد حظر على البلاد إذ أن بعض الدول تمنع رعاياها من القدوم الى لبنان وقد كانت تشكل العمود الفقري للسياحه لدينا سابقا بالإضافة الى أن الدول الغربية كلها تحذر من القدوم الى لبنان . يجب تأمين المقومات الصالحه لعودة السياحة كانتخاب رئيس جمهوريه جديد وإجراء مصالحة مع الدول العربية وإطلاق الإصلاحات المطلوبة وحل المشكلة المالية مع المؤسسات الدولية وذلك لخلق صندوق يمول البلد من جديد ويتم حل ازماته خصوصا أنه ليس لدينا أية بنية تحتيه متوفرة بشكل جيد حاليا.المطلوب معجزة لإعادة إنطلاق الحياة في البلاد. إن الكل اليوم مفلس انطلاقا من الدولة الى الشعب والمصرف المركزي والكل يعيش أكبر كارثة موجوده في العالم. أرى أنه يجب استبدال النظام الموجود بآخر أكثر واقعية بعد قراءة المشاكل التي وقعنا بها خلال 100 سنة اي منذ يوم تأسيس لبنان فإذا قمنا بحل مشاكلنا الأساسية وبنينا نظاما جديدا ستعود العجلة للدوران بشكل صحيح. برأيكم هل تعلم الشعب اللبناني من مشاكله أم بعد؟ يوجد أنانية كبيرة وعدم محاسبة في البلاد كما أن مشكلتنا الأساسية أو علة العلل هي الطائفية الموجودة في البلاد والتي تتسبب كل عشر سنوات بمشاكل جديدة أنا أتمنى الخلاص منها.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني