العقم الرئاسي دواؤه التوافق.. وهذا هو المرشح القادر!
العقم الرئاسي دواؤه التوافق.. وهذا هو المرشح القادر!

خاص - Wednesday, February 1, 2023 11:31:00 AM

لم يعد خافيا أن القوى الرئيسة باتت تبحث عن مخرج للإستعصاء الرئاسي الحاصل، مع بلوغ ترشيحيّ كل من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس حركة الإستقلال ميشال معوّض أفقا مسدودا.
يأتي في هذا السياق الحراك الذي يقوم به رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في أكثر من إتجاه، بعدما ثبت له أن ترشيح معوّض انتهى أو يكاد، فيما يَنظر الى فرنجية على أنه رئيس تحدّ لا يتطابق ومواصفات المرحلة.
في الموازاة، يخوض حزب الله حوارا صعبا مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، من غير أن يتمكّن من إقناعه بصواب رؤيته الرئاسية القائمة على ترشيح فرنجية. وقد يجد الحزب نفسه مضطرا الى مغادرة خيار رئيس تيار المرده، انطلاقا من مسلّمة عدم إمكان إدارة الظهر للتيار، أقلّه في الشأن الرئاسي.
يقول مصدر سياسي رفيع إن الإنسداد السياسي الحاصل يتأتى من:
1-تجذّر الخلاف الداخلي على إسم الرئيس، في موازاة غياب قدرة أي من الأفرقاء على الحسم نتيجة الإنقسام الحاصل في مجلس النواب الذي تتوزعه كتل متساوية نسبيا.
وكان لغياب الإنشطار السياسي الذي كان قائما بين العامين 2005 و2018 والذي انسحب حينها صراعا بين غالبيتين وازنتين، في إشارة إلى الإنقسام المعروف بين 8 و14 آذار وحلفائهما، الأثر الأكبر في تشظّي موازين القوى.
2-تقلّص أي نية خارجية جدية للتدخل من أجل فرض رئيس أو التمهيد لإنتاج تسوية، لو قيصرية، على غرار تسوية الدوحة التي رست على ميشال سليمان رئيسا مع تعديل جوهري في مفهوم تركيبة الحكومة وتكريس الثلث المعطّل.
ولا يخفى ان القوى السياسية، بغالبيتها، تتأثر بالإتجاه الخارجي، مما جعلها راهنا في مأزق عدم القدرة على الحسم الرئاسي.
ويشير المصدر إلى أن الخروج من الاستعصاء يفترض على القوى السياسية إنهاء أي رهان على تدخل خارجي، في وقت تنشغل العواصم الكبرى ببقع لاهبة لا يقع لبنان من ضمنها، الى جانب العودة الى دينامية حوارية داخلية، على غرار تلك التي يقوم بها باسيل ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، بحثا عن مرشح توافقيّ، أو مرشّح ثالث من خارج الاصطفاف الترشيحي الحاد الحاصل بين فرنجية ورئيس حركة الإستقلال النائب ميشال معوض وقائد الجيش العماد جوزاف عون.
ويرى المصدر السياسي الرفيع إمكان إنتاج مساحة مشتركة بين ديناميتيّ باسيل وجنبلاط، قد يشكّل النائب الشوفي فريد البستاني أحد تقاطعاتها البارزة بالنظر الى الدور الذي أداه منذ بدئه العمل في الشأن العام ودخوله الندوة النيابية سنة 2018، الى جانب علاقاته الداخلية المتشعّبة والواضحة، وتلك الخارجية مع أكثر من عاصمة مقرِّرة، مما يتيح له إنتاج مظلة حمائية محلية ودولية تريح الداخل وتطمئن من لديه هواجس، وتُعيد الوصل والإتصال مع الخارج، وخصوصا مع الدول العربية.
ويلفت الى أن البحث عن المشتركات هو الأساس في هذه المرحلة، مما يحتّم على القوى الفاعلة، في طليعتها حزب الله والاشتراكي والتيار والقوات اللبنانية، إرساء قاعدة توافقية ترتكز على مرشّح كفريد البستاني، وغير ذلك يعني استمرار العقم الرئاسي.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني