عادت الحركة الدبلوماسية والوفود القادمة الى لبنان الى نشاطاتها لحل معضلة الفراغ الرئاسي. فالانظار متجهة الى الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني (أبو فهد) الذي وصل إلى بيروت، حيث سيلتقي عددًا من المسؤولين والسياسيين بعيدًا عن الاعلام، للبحث في ملف رئاسة الجمهورية. ومن المتوقع ان يزور المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان لبنان في منتصف شهر شباط من دون أن يحدد موعدًا معيّنًا.

وفي حين، كان مقررًا ان تستهل اللجنة الخماسية تحرّكها عبر جولة لسفرائها في بيروت بدايتها من عين التينة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ولاحقًا مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أرجئ بعد ظهر امس الموعد الذي كان تقرر مع بري، فيما لم يُعلن عن موعد زيارة ميقاتي التي ألغيت بطبيعة الحال، تبعاً لإلغاء التحرك ولكن لم يصدر أي اعلان رسمي عن اللجنة الخماسية حول السبب إلغاء هذه الزيارة. فلماذا أرجأت هذه الزيارة ؟ وهل سينضم الموفد الاميركي اموس هوكستين الى هذه اللجنة؟ وما صحة الخلاف بين حزب الله واللجنة الخماسية؟ وهل من أسماء جديدة مرشحة لرئاسة الجمهورية؟

اختلاف في وجهات النظر

في حديث لـVdlnews كشف الصحافي والمحلل السياسي ابراهيم ريحان أن: "زيارة السفير الايراني لدى لبنان مجتبى أماني للسفير السعودي وليد بخاري هي من ضمن العلاقات السعودية - الايرانية وهي مرتبطة بمسار دبلوماسي بعد اتفاق بكين".

وأضاف: "على الرغم من تقارب وجهات النظر يبقى التواصل الدبلوماسي والسياسي قائمًا وهي الرسالة الأهم بين الطرفين".

وأضاف: "لا نستطيع أن نقول إن هناك تطابق في وجهات النظر في ما خص الملف اللبناني فهم بحثوا في هذا الأخير ولكن هناك اختلاف في وجهات النظر".

وأردف: "رغم هذا الاختلاف يبقى الاتفاق السعودي – الايراني قائماً والتواصل في ما بينهم بمعزل عن التطورات في لبنان والمنطقة".

لا أسماء جديدة

وأكد ريحان أن: "الثنائي الشيعي لديه 27 نائباً شيعياً ورئاسة مجلس النواب وهم يمثلون 100% من مقاعد الشيعة في البرلمان وهم لن يستطيعوا أن يفرضوا مرشحهم على اللبنانيين وباقي الاطراف وفي الوقت نفسه الفريق الآخر لا يستطيع ان يتجاوزهم وهذا يؤكد على طرح اسم ثالث وهذا ما يطرحه اعضاء الخماسية بدون الدخول في الاسماء".

الحراك السعودي

شدد الريحان ان: "زيارات البخاري للقوى السياسية والمرجعيات الدينية تأتي بإطار حماية لبنان بظل هذه الحروب والتطورات في المنطقة ولضرورة انتخاب رئيس للجمهورية لإعادة الانتظام للمؤسسات الدستورية".

وأردف: "من الضروري تجاوز الملف الرئاسي وعدم ربطه بالحرب في غزة وجنوب لبنان".

وتابع: "هناك اهتمام سعودي بإنتظام الحياة الدستورية وبإستقرارالوضع في لبنان وهذا البلد بحاجة الى الكثير من الاموال كي ينهض اقتصاده وهناك الكثير من الاستحقاقات آتية للبنان والحراك السعودي هو ضمن هذا الاستقرار للبنان".

هوكستين داخل اللجنة الخماسية؟

كشف ريحان أن: "هناك اسباب تقنية تتعلق بجداول مواعيد بعض السفراء من اللجنة الخماسية مشيراً الى ان انضمام اموس هوكستين الى اللجنة الخماسية ليست محسومة حتى الساعة ولكنه مطروح".

خلاف بين الحزب والخماسية

تحدث ريحان عن خلاف بين حزب الله واللجنة الخماسية لان الخماسية تريد أن تفصل ملف الرئاسة عن ملف الحرب في غزة لانه ليس هناك من وقت محدد لإقاف هذه الأخيرة".

وقال: "حزب الله يربط جميع المواضيع المتعلقة بلبنان بوقف اطلاق النار في غزة وهو منفتح على جميع الحلول والمناقشات في البلد بشرط وقف الحرب في غزة ولا يجب ربط هذا الملف المهم بحرب غزة ".

لا حلحلة في المدى المنظور

اشار ريحان الى ان: "زيارة جان ايف لودريان في المرة السابقة كانت متعلقة بتطبيق القرار 1701 أما الزيارة المرتقبة فتتعلق بالملف الرئاسي وفصله عما يحصل في قطاع غزة".

واستطرد: "السيد حسن نصرالله كان واضحاً في خطابه وهو ربط جميع الملفات بما يحصل في غزة فهناك صعوبة لإقناع الحزب ليتنازل عن هذه النقطة أي ملف الرئاسة".

سيبقى الملف الرئاسي على حاله بالرغم من الوفود والدبلوماسيين وإذا لم تدخل ايران الى هذه اللجنة فستبقى الامور على حالها ولن يتغير شيئًا. ويبقى السؤال هل سيتنازل حزب الله عن قراره مقابل انتخاب رئيس للجمهورية؟