"حزب الله"... دفاع عن سعد وتصويب على بهاء الدين
"حزب الله"... دفاع عن سعد وتصويب على بهاء الدين

خاص - Saturday, February 15, 2020 2:01:00 PM

لم تكن ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري هذا العام مشابهة لسواها. بين بيت الوسط وساحة الشهداء حصل الكثير. واذ اختار نجل الشهيد بهاء الحريري للمرّة الأولى منذ زمن الخروج عن صمته السياسي، اتت ردود الفعل لافتة.. وإن غير مستغربة.
ففي خطوة لافتة في الشكل والتوقيت، وإن غير جديدة بالعمق، هبّ موالون لـ"حزب الله"، للدفاع عن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ومهاجمة بهاء الدين الحريري، فأتى وقوفهم الى جانب سعد كضربة اضافية له، وتثبيتا للتهم التي لا لبس فيها بتحالفه مع "حزب الله" من اجل مصالح سياسية لم تجلب له في النهاية الا خسائر مدوّية.
هؤلاء أنفسهم كانوا رأس حربة في الهجوم على المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وسبق أن وصفوها بالصهيونية... شكّلوا بالامس رأس حربة في الدفاع عن سعد الحريري في خطوة لافتة.
وفي حين جلس سعد على نفس الطاولة مع من اتهمته المحكمة الدولية باغتيال والده، كان بهاء باقيا على التمسك بالحقيقة وبعدم المساومة على خط والده الشهيد الذي دفع حياته ثمن رفضه التحالف مع "حزب الله" وخضوعه لسوريا ومن خلفها ايران.
وفي خضمّ الدفاع عن سعد والهجوم على بهاء، وقع البعض في فخّ الجيوب الفارغة. فأتت المرحلة التي تقدّم بها سعد باستقالته من السعودية، كعنوان للهجوم على بهاء بناء على معلومات واهية وتعود لسنوات خلت. فأتى اتهام بهاء بأنه حاول الاستفادة من الفرصة وفرض نفسه بديلا عن أخيه عبر عدة قنوات دولية ومحلية، على الرغم من علمهم علم اليقين ان بهاء الدين لا يطمح الى خوض غمار السياسة وكان قد أكد ذلك في أكثر من مناسبة، وانه رجل اعمال يصب تركيزه في المشاريع وقد حقق نجاحات عظيمة.
ولكن الهجوم المنظم على بهاء الدين، واضح أنه يعود الى حقد دفين عليه بسبب مواقف نارية ضد حزب الله حيث سبق ان وصفه في بيان اثر استقالة سعد سنة 2017 بأنه "الذراع الإيرانية في لبنان".
ففي البيان عينه، قال بهاء بطريقة واضحة: "لا يمكن سوى للاعب خارجي خبيث، مثل إيران وذراعها اللبنانية، حزب الله، الإخلال بتوازن البلاد لأنها مجموعة تسعى الآن للسيطرة على لبنان".
حينها لفت بهاء الى أن"أسرة الحريري باقية على نهج رئيس الوزراء الراحل، رفيق الحريري، الذي اغتيل في بيروت عام 2005 بظروف مازالت مطروحة أمام محكمة دولية خاصة"، في حين أن شقيقه سعد لم يتطرق في كلمته الاخيرة في الذكرى الخامسة عشرة لاغتيال الرئيس الشهيد لـ"حزب الله" بل ركّز هجومه على جبران باسيل وحده.
يعتبر البعض أن بهاء يحاول التسويق لنفسه في الشارع المستقبلي، فكيف يقوم من لم يزر لبنان منذ سنين بالتسويق لنفسه عن بعد الاف الكيلومترات؟
لو اراد بهاء الدين ان يفعل ذلك لكان على الاقل زار بلده ووضع خططا في هذا الاطار وعمل على تنفيذها، لكن دفاع بهاء الدين عن الثورة اللبنانية التي خضّت مضاجع "حزب الله" اخاف الاخير فانطلق الهجوم على بهاء.
ولم يغب عن الهجوم الممنهج الذي انطلق، انتقاد ما ذكره بهاء الدين في بيانه بالامس عن الحراك، بدلاً من التصويب على الزعران الذين منعوا مواطنين مسالمين من قراءة الفاتحة له على ضريح الحريري الأب.
كما استاء هؤلاء من" لصق صور للحريري الأب مذيّلة بعبارة الشهيد أبو بهاء" متناسين ان انصار ومؤيدي التيار الازرق كانوا ولا يزالون يهتفون لشهيد لبنان "ابو بهاء.. ابو بهاء".
لم يرق للمهاجمين ازدراء الشيخ بهاء الدين وخيبته كما اللبنانيين من "الاستهتارِ بشؤونِ الوطن والمواطن والإسفاف في التعاطي"، واعلانه "وقوعنا في المحظور"، لا بل صوّب هؤلاء اشادة بهاء الدين "بحناجر المواطنين التي صرخت مطالبة برحيل منظومة الفساد وأسيادها وأعوانها" على سعد، معتبرين ان الفساد كلّه اختصر به.
كان لافتا أيضا في السياق، الهجوم على جيري ماهر، بعدما قدّم نفسه يوم أمس على أنه المستشار الإعلامي لبهاء الدين الحريري في سياق الهجوم على بهاء... فهل هذا كلّ ما بجعبة المهاجمين؟

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني