تحت وطأة الحرب ... فلسطين ستنتصر
تحت وطأة الحرب ... فلسطين ستنتصر

خاص - Monday, February 19, 2024 3:26:00 PM

مارفن عجور

أهذه نهاية العالم؟ هل الحياةُ ستنتهي بعد قليلٍ فتُصبِحُ الأرضُ فارغةً لا ماء فيها ولا زراعة ولا غرس؟ هل ستُمحى الضحكات إلى الأبد و يبقى الحزن مخيّماً على الأرض؟ هل ستبرد الأرض عاطشةً لدفءِ أهلها فلن تجده؟
أسئلةٌ مخيفةٌ هي الأسئلة التي طرحتها أمّا الإجابات عنها فغامضةٌ غموضَ المستقبل فكأنَّ هذه الإجابات لن تظهر إلاّ بعد دهرٍ فإمّا ينتصر المظلوم على الظالم إمّا العكس!
اليوم أسأل فلسطين فأجيب وأقنع نفسي أنّها ستنتصر على الرغم من مكافحتها التي لم تستطع حتى اللحظة إقفال المعركة!
يا أرضَ فلسطين أينَ تختبئين؟ أين تختبئ معالمك الجميلة؟ أين تختبئ مخالبك الساحرة و أناملك التي خطّت أعظم أنواع البطولة؟ أمّا آن لكِ أن تصرخين بسلاحك فتقتلين من يمسّ بأرضِكِ؟ طالَ الزمان يا أرضَ الكفاح والأيام هي هي، والقلق هو هو، والإستياء هو هو، فلا تزال الوحوش تمزّق صورتك الجميلة التي لوّنها أبناؤكِ بقوّتهم وصلابتهم التي زرعتيها بهم و يقولون أنَّ الإنسان ابن بيئته فكلَّ من انطلق من أرضِكِ يا فلسطين كأنه استقى بيئتك على أكمل وجهٍ
فإن رأينا انساناً محارباً وسألناه عن جنسيته لقال فلسطيني
وإن رأينا إنساناً معتاداً على الصراع وسألناه عن جنسيته لقال فلسطيني
وإن رأينا انساناً جبّاراً لا يتعب من المواجهة وسألناه عن جنسيته لقال فلسطيني
وإن رأينا انساناً لا يخاف من الظلام وسألناه عن جنسيته لقال فلسطيني
وإن رأينا انساناً لا يخجل من الفقر ولا حتى من العذاب وسألناه عن جنسيته لقال فلسطيني
قال "فلسطيني" ورأسه مرفوع إلى العُلى، قال فلسطيني وهو يصيح في سماءِ العالم أنّه فلسطيني فأنتِ من علمتيه الثقة في عزَّ تهديمها وأنتِ من علمتّيه الكرامة في عزَّ التخلّي عنها وأنتِ من علمتيه الوفاء في عز الريّاء!
وعلى الرغم من ذلك، يحاولون دوماً تدميرك وسرق أرضك فيبذلون في ذلك كامل جهودهم كي لا يتركون منكِ إلّا بعض الأحجار التي رممّتي بها كلَّ ناحيةٍ منكِ فأصوات سلاحك تخيفهم، ومن هو سلاحك؟ أبناؤك، أبناؤك الذي أمديتيّهم بسلاح الدفاع فكانوا لكِ سلاحاً! يخيفهم غضبك فيحاولون في شتى الطرق أن يفرضون غضبهم عليكِ ويجعلونك ضعيفةً تخشين الوقوفَ أمامَ أوجههم ومقاومتهم، فعظيمة أنتِ يا فلسطين طال الزمان ولا تزالين كما زالَ الشرّ في بلادك مستمرّاً تحافظين على سلاحك وقوّتك وفكرك وذكائِكِ الذين يدفعونك للقتال من أجلِ الحرّية!
يا أرضَ فلسطين، قلبك النظيف المنّعم بمحبّة أبنائِكِ، تخّف دقّاته يوماً بعدَ يومٍ فكلّما مرّ يوم كلّما ازدادت الجرائم على أرضِكِ ولجأ العدو لاستهداف المزيد من رصاصاتِ سلاحِكِ، كلما لجأ العدو لإنكار أبنائِكِ وجعلهم شهداءَ يرحلون دونَ حتى وداعٍ ولا دفنٍ بل برخصٍ يدفنون ويرمون في إحدى القبور على الفور لأنَّ من قتلهم كما قضى عليهم، قضى على الجوامع والكنائس، والصالونات والأديرة، والقصور والكهوف، فلا وقت للدفن والعزاء ولامكان ليندثر الشهداء تحت الثرى، الأماكن كلّها قيلَ لها وداعاً! فيا فلسطين هل سيموت قلبك فتموتين أنتِ و لن تحيي؟ أعيد تأكيدي واقول " لا وألف لا" فالأبطال لا يموتون والأحرار لا يموتون، لكنّهم يقومون من الموت، يقومون من الموت لأنهم أحرار والأحرار أقوياء والأقوياء لايموتون إلا عندما يشاء الله! أقول"لا وألف لا" فإنَّ الطيور المحلّقة في سماءِ القتال تحارب الإنسان العدوّ وأبناؤك يا فلسطين طيورٌ تحلّق في تلك السماء، فقد اقتلعوا جذورك وحفزتّيهم على الدفاع والدفاع وماذا غير الدفاع أيضاً؟
يا أرضَ فلسطين، القلوب الضعيفة استغُلَّت، و الإبتسامات البريئة استغُلَّت، فقالوا " الطفل يضحك عليه من براءته"ضحكوا عليه، فذبحوه و شنقوه و كبلّوه وعذبّوه وخنقوه وقتلوه ودفنوه في نارهم الحارقة التي لا شرارة أقوى منها، قتلوا الأطفال طفلاً ... ثم آخر ... ثم آخر ... فخلت الأرضُ من الأطفال وامتلأت باللون الأحمر الذي فيه استنشق أهلُ الأطفال الذين لحقوهم بعدَ دقائق قليلة رائحتهم للمرّة الأخيرة، رائحتهم التي لم يستطيعوا أن ينمّوها ويحملّوها العطور الجميلة أكثر، بل ماتت الرائحة في عزَّ الحياة وفي عزَّ الوقت الذي كان عليها أن تنمو وتصبح أجمل، المستقبلات الفلسطينية رحلت إلى مكانٍ بعيدٍ بعدَ المنال، فالطفل الذي أراد أن يصبح صحفياً يدافع عن فلسطين أرضه استشهد قبلَ تحقيق حلمه، والطفلة التي أرادت أن تصبح طبيبة تشفي الموجوع وتخلّص من هو على فراش الموت استشهدت قبل تحقيق حلمها، و الطفل الذي كان يريد أن يصبح لاعب كرة قدم وكان ينتظر فترة بعد الظهر فيذهب وأصدقاؤه بعد المدرسة للعب كرة القدم في الشارع الفلسطيني استشهد واستشهدوا أصدقاؤه قبل أن يحقّق حلمه و يفرح له أصدقاؤه الذين شاركوه اللعب، لكنَّ هل ستستسلمين قبلَ أن يكبر أطفالك وتعود خطوطك المستقبلية ترسم طريقها إلى الأمام، لا تتوّفى في الحاضر؟ مرّة أخرى، أقولها وبكلَّ ثقة " لا و لا و ألف لا "فالطامح بشيء والحالم بتحقيق الأماني لا يستسلم كي يناله، وأنتِ يا فلسطين بكلَّ قلبٍ خلقتي فيه الروح، أملُ الحياة وأملُ البقاء والأملان سيتحققان ، فالحالم والمقاتل لا يستسلم! لا يتعب، لا يموت، لا يرزح، لا يصرخ وجعاً أبدياً بل مهما تألّم شفتهُ السلاسل، ليقاتل و يقاتل ويقاتل في سبيلك يقاتل ويقاوم وينتصر !
يا أرضَ فلسطين، أنتِ اليوم تعيشين ميتة، وتضحكين باكية، وتمشين واقعة وتتكاتفين متفككّة فيا لكِ من أرضِ لا تخلو من الأمل في عز الألم، يا لك من أرضِ لا تخلو من الضحكات في عز البكوات، يا لكِ من أرضِ لا تخلو من التكاتف في عزَّ التفكّك ، يا لكِ من أرضٍ يبقي عنوانك الكفاح لا يحذف ولايتغيّر ولا يموت
فهل يموت يوماً؟ لا و ألف لا! فإنَّ الأبطال لا يموتون، بل يحيون لو مهما يعيون، يبقون ويخلدون! الكفاح هو جذورك يا أرضِ التراب، الكفاح هم أبناؤك ،أبناؤك فقط !
يا أرضَ فلسطين، شمسك تشرق كلّما حلَّ النهار في جميع قلوب العربيين والأوروبيين، فالحرّية نتعلّمها منك، أنتِ يا من تناثر أبناؤك أشلاء فلم تتخلَّ عن الحرّية!
الحياة ستعود إلى بلادك، الفرح سيعيش في طيّاتِكِ، والحبُّ سينزرع مرّة أخرى في حديقتِكِ وزهرة الأمل ستنمو وتكبر!
لأنَّ الأحرار لا يموتون!

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني