لبنان جنّة مقدّسة... أوعى تخاطروا فيها!
لبنان جنّة مقدّسة... أوعى تخاطروا فيها!

خاص - Sunday, March 10, 2024 10:09:00 AM

مارفن عجور

لبناني ... مرحباً، كيف حالك بعد أول ليلة من استيقاظك من التروما العظيمة والكوما التي رمت بك في المستشفى؟ كيف حالك بعدما وجد الأطباء مسكن وجعك ودواء مرضك وعُدت وتنّفست من هواء الحرّية والإبداع؟ كيف حالك بعدما لمع جمالك على مسرح العالمية؟ كيف حالك بعدما أنتج سهر لياليك على تربية وتنشئة أبنائك حصاد الخير؟ كيف حالك بعدما رفعت ابنتك ياسمينا زيتون رأسك عالياً؟
أسألك كيف حالك وأنا أهنئّ نفسي عليك، أهنئّ نفسي أنّي ترعرعت على أرضك وكبرت عليها ونشأت عليها وتعلّمت أن أصرخ باسمك عالياً، وأمثّل إسمك، أهنئّ نفسي على ولادتي في بلد الأدباء والكتّاب والملكات والملوك والعلماء وأصحاب الأعمال الكبرى، أهنئّ نفسي عليك لأنّك حتى في عز العاصفة استطعت أن تُعصِف رياح الفرح والفخر والنجاح! استطعت أن تترّبع على عرش الجمال العالمي بعدَ سنواتٍ من عدمِ نجاحك في مثل هذه المسابقات!
لبناني ... لقد فُزتَ اليوم وصيفاً أوّلاً وفي قلوبنا ملكاً لقد سافرت ملكة جمالك لتمثّلك فعادت حاملةً على رأسها تاج الإنتصار، ياسمينا زيتون يا لبنان، ملكة جمالك، بطلةٌ من أبطالِكَ... ياسمينا التي صبغتها بمزياها الخلقية، وغرست فيها طباعها من على أرضِكَ فلم تخيّب لك أملاً، واستطاعت أن تثبت اسمك في كلَّ استحقاق محلّي وعالمي ... فازت ياسمينا وفاز معها الجمال، فازت ياسمينا ابنة جنوبك وفاز معها الكمال، فازت ابنتُكَ ابنة كفرشوبا وفازت معها الآماني ... حققّت حلماً انتظرناه
في ليالي الثلج والبرد حلمناه
قلنا لن يحصل بعد الذي في وطننا أحدثناه
حدث مع حبّة مسك فحققناه
أشرقت شمسَ لبنان، أضحكت الأزهار الباكية التي كادت تموت في كلَّ يومٍ بسبب موت الآمال القاطنة على بحارك وجبالك وأوديتك ومدنك وقراك، أنارت الظلمة، أفرحت الحزين، بلسمت الجروح وانطلقت إلى العالمية، العالمية الصعبة، وبثقتها بنفسها، وصلابة شخصيتها وارتجالها وشموخ رأسها، انطلقت ياسمينا إلى العالمية حاملةً علمك يا وطني لتمسك به وترتديه وتعانقه ويعانقها وتلّف نفسها به وهي تقول "أنا لبنانية" وتضيف قائلةً "أنا من لبنان الجنّة المقدّسة" وتوصل رسالة بأّلا تخاطروا في لبنان وتدمرّوه فهو قادرٌ أن يدّمركم فتخاطر ياسمينا به إيجابياً لتمشي على مسرح ملكة جمال العالم وهي تلمع في فستانها وتضيء وجهها بسحر عينيها، وسحر ابتسامتها، وسحر خدّيها، وسحر حاجبيها، فتعجز ألسنة لجنة التحكيم عن وصفها وتعجز أيديهم عن وضع العلامات لها تقريراً لمصيرها. مشت ياسمينا كالقمر في أعالي السماء في الليالي الحالكة، كالنور في عزّ العتمة، مشت على المسرح ترمي ورود وطنها في كلَّ ناحية منه يميناً وشمالاً، في الأمام وفي الوراء، في أعلاه وأسفله، مشت كالأمل في عز الخيبة، مشت والثقة ملء نفسها، مشت ناكرة الخوف كالعصفور الحرّ المغرّد راسلاً للطبيعة الجمال والنعيم والطهر والنقاء، وأكملت رسالتها فلم تتوّقف عند محطّة ما بل قصدت عدّة محطات لتكتب تاريخها عندَ كلَّ محطّة على كتب ودفاتر الأيام!


ياسمينا التي استهلّت مسيرتها في انتخابها ملكةً على عرش الجمال اللبناني في العام ٢٠٢٢ بعد سنواتٍ من توّقف الحفل، عادت اليوم في العام ٢٠٢٤ لتشارك في مسابقة ملكة جمال العالم حيثُ توّجهت إلى هذا الإستحقاق واثقةً تمامَ الثقة بنفسها، وبعدَ الوقوع والوقوف والفشل والنجاح، ظلّت ثقتها بنفسها تفوق كلَّ شيء، فما أجمل هذه الثقة، نستثمرها فتفيدنا بالكثير من الأمور! وما أعظم التفاؤل يصنع المعجزات! وهذا ما حدث مع ياسمينا فقد ظلّت واثقة أنّه بإمكانها أن تصل إلى أماكن غير متوّقعة، وظل قلبها يعزف الألحان العذبة والناعمة كنعومة وجهها، ونسجت خيوط المستقبل فأشرقته بطموحها الواسع وسع الساحات، والكبير كبرَ لبنان بأهله ومناطقه وأراضيه وأماكنه وعاصمته، وثابرت وزرعت ثمار الخير والتعاون والجهد والمحاولة، وساعدت الفقراء، وغمرّت بلطفها المشرّدين، وأكملت رسالتها فكانت على قدر التاج الذي ألبستها إيّاه يا وطني عل الرغم من صغر سنّها، فكانت عنواناً للكرامة والأمل والعنفوان!
ياسمينا التي وُلِدَت وعاشت في صور وأصولها من كفرشوبا الجنوبية شاركت اليوم في مسابقة ملكة جمال العالم فاجتازت الطريق خطوةً ما بعدها خطوةً حيثُ تأهلت من المرحلة الأولى إلى الثانية فالثالثة لتحرز لقب الوصيفة الأولى لملكة جمال العالم و تحصد لقب ملكة جمال آسيا! ويا لها من لحظةٍ مؤثرةٍ أخرست الألسنة وأعجزتها عن التعبير فأبكت الوجوه فرحاً، وكأن زهور الأقحوان في الحديقة لا يستطيع الإنسان التنزّه بسبب كثرتها، فقد لوّنت لبنان بالأبيض وألوان الحياة بعد فوزها وأصحته من الكوما التي دخل فيها في العام ٢٠١٩! يا لها من لحظةٍ امتزجت بالفرح والتأثر، فكيف لنا أن نرى ابنة وطننا تترّبع على عرش العالمية ولا نبكي؟ هل من السهل أن نرى انتصار جنودنا في المعارك يُبّث مباشرة على شاشات التلفاز وألّا نستخدم المفرقعات القلبية الصادقة لنعبّر عمّا يجول في داخلنا ونفرح مهللّين شاكرين الله؟ كيف لنا أن نشاهد لبنان الحرّ يحوم في سموات الفرح ويحيا من جديد ونبقى صامتين لا نحرّك ساكناً، ميّتين؟ لا ولا وألف لا، لن نصمت لأن لبنان قد انتصر !
قد انتصرت يا عاشق الحياة، لقد فرحت أخيراً!
فهلّمي يا بيروت اجمعي أبناءك وتعالي نحتفل بياسمينا، ودعينا نغنّي : "راجع راجع يتعمّر راجع لبنان" ونكمل فنغنّي "بحبك يا لبنان"
هلّموا يا شعب لبنان العظيم نبارك لياسمينا ونعبّر عن فخرنا بها، هلّموا نعيد تعمير لبنان بالإيمان بعد تفجير مرفأه، وتدمير أرضه الطاهرة، وقتل أهله، وهجرة مواطنيه،هلّموا إلى بيروت، إلى الساحات، إلى الحمرا، إلى مونو، إلى المطار، إلى الجنوب، إلى الشمال، هلّموا نحتفل باستيقاظ لبنان وشفائه، هلّموا نملأ الساحات ونلتّم حولَ مائدة الطعام بأجوائنا المألوفة، هلّموا لا ننام فالشمس احرقتنا من سطوعها بشكلٍ رهيبٍ لتعبّر عن السلام الشديد الذي يعيش في داخلها، هلّموا نبارك للجنوب قائلين له:
وحتى في عزَّ الهبوب
ستبقى أنتَ يا جنوب
من أهلك محبوب
ماكثٌ في القلوب
من نشأ على أرضك
لن ينساك
أضاء فيك الدروب!
هلّموا نملأ صفحات التواصل الإجتماعي بصور ملكتنا ياسمينا ... ياسمينا الأميرة، التي أدهشتنا بثقل لسانها الذي ينبع منه ألطف الكلمات وأطيبها، هلّموا نكمل تاريخ جمال لبنان، تاريخ جورجينا رزق وجويل بحلق ونورما نعوم وكريستينا صوايا وفاليري أبو شقرا، هلّموا نغنّي: على عرش الجمال توّجوها ملكي لملكتنا ياسمينا رمز العبير والياسمين، هلّموا نجوب الساحات منتفضين على الآلام!
ولكِ يا ياسمينا نبارك فكنتِ للبنان سبب الضياء
ولكَ يا لبنان نقول ألف مبارك فهذا اليوم هو يوم السناء،

يومٌ عادت لك الحياة، يومٌ عاد وغطاّك لحاف السلام، يومٌ انتظرناه على أحرّ من الجمر ولم نره سوى في الأحلام
تحقّقت الأحلام
وكل ما قيل من كلام
نُفَّذ وصار حقيقة
وأخيراً! في لبنان عمَّ السلام!
ياسمينا أكملي رسالتك، ولا تخافي من أشباحِ الحياة، سنشجعّك. أكملي فالشجاعون لا يتوّقفون!
مباركٌ لكِ لقب الوصيفة الأولى وإلى شبابنا، أتراب لبنان، أقول لكم إيّاكم والهجرة فلبنانكم بفضلكم قادرٌ أن يحقّق لنفسه كلَّ نجاحات الحياة ويحرز لنفسه كلَّ الجوائز،
بفضلكم يا أطفال أترابه سيبقى له عيداً وعيد كلّما ضوأ فيه مصباح جديد، بفضلكم سيستذكر كلّما بكى فخراً وبهجةً قصيدة خليل حاوي قائلاً:
وكفاني أن لي أطفال أترابي
ولي في حبّهم خمر وزاد
من حصاد الحقل عندي ما كفاني
وكفاني أن لي عيد الحصاد
لي عيداً وعيد
كلٍما ضوأّ في القرية مصباح جديد
أقول لكم هذا لبنانكم كنز لا عوض عنه ولا بديل أحبّوه كما أحبّكم فهو جنّةٌ مقدّسة أوعى تخاطروا فيها!
ولتبقَ الأفراح عامرة بدياركم
والجمال كالبريق يلمع في سمائكم!
مباركٌ يا وطني الحبيب ... وعقبال الفرحة الكبيرة يوم تعود كامل متل ما عرفناك
وإلى اللقاء يا أملي !
يا صخرة، يا جبل الأرز، يا لبنان!

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني