ابتَسِم فإنَّ الابتسامةَ دواءٌ
ابتَسِم فإنَّ الابتسامةَ دواءٌ

خاص - Saturday, April 20, 2024 6:17:00 PM

مارفن عجور

" ابتَسِم فإنَّ الابتسامةَ دواءٌ "
دائماً ما يقولون لي هذه العبارة وكأنّها عبرةٌ بعد كلّ هم وغم يدقّ بابي فالابتسامةُ بالنسبة إلى حكماء الحياة هي بابُ التخلّص من الهم في وقت عيشه وكيف؟ فاسمعوا!
إنَّ الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والحياتية التي تزرعُ الشرَّ في البلاد وتحدّ من نمو المجتمعات اخلاقياً وثقافياً وانسانياً تساهمُ في انخفاض " نسبة الابتسامة" ونسبةُ الابتسامة؟ مصطلحٌ غريبٌ أليسَ كذلك؟ فنعم! ومن هنا، أدعوكم أيّها المارّون من هنا والقارئون لهذا النصّ والمتفاجئون به أن تسمعوا ماذا جئتُ أقول لكم، لعلّكم في ذلك، تُريحون أنفسكم قليلاً وتصمدون وسطَ كلّ أنواء عاتية كانت ولا تزال وستبقى تضرب محيطكم أينما كنتم وأينما حللتم!
أيّها الانسان،
عشتَ كثيراً من المعضلات وافقدتك الأمن والأمان والسلام والحرّية والسكينة والطمأنية وزيّفت ابتسامتك وكلمتك وأرجفت قلبك فأصبحتَ تدخل الى المستشفى نتيجةَ نوبات الهلع المتواصلة التي تُصيبُكَ وذلك ناجم عن كلّ مرّة فقدت فيها أعصابك وسيطرتك على نفسك واستسلمت لقوّة الأزمات المتلاحقة واللاحقة بك والتي تكاد تتكاثر مع الأيّام ومع الساعات ومع الدقائق ومع اللحظات. نوبات الهلع هي التي أوصلتك الى هنا وهي التي اخفضت نسبة الابتسامة في البلاد فالهلعُ من الغد أصبح أمراً حتمياً وهو ما يدعو للاكتئاب المتواصل والبكاء المتواصل فالدمعُ أصبح ملأى العينين!
لكن اسمع جيّداً! صحيحٌ أن الأمراض تتفاقم بشكلٍ غير طبيعي لكن، نحن، في قوّتنا قادرون ومستطيعون أن نسيطر عليها ونُشفى منها فلا بمرضٍ خبيثٍ أن يقتلنا ويُنهي حياتنا على الأرض ويُقضي علينا. وباءُ الشرّ الذي أصُبنا به ووباء الخوف الذي يكبلّنا من الشجاعة كيف لهما أن يقتلانا ونحن ما زلنا نحاربهما دون علمنا؟ آهٌ أيّها الانسان أنت تجازف دون أن تعلم فبقاؤك على قيد الحياة يعني أنّك تحارب والخلاصُ قريبٌ لكن استيقظ من نومتِكَ العميقة النائم فيها على وسادة الشر والجحيم فعندما يهلك قلبك من الشر والخبث وتقول للآخر "أنا اكرهك" أم تلعب ألاعيب عليه وتخطئ بحقّه، تُراك ماذا تفعل؟ أتعتقد في لحظة أنّك على حق؟ لا تظنّ أبداً أنّك محجوبٌ عن عينين الله وأنّه لا يراك، فالله حاكمُ الدنيا سيسقيك بما سقيت وسيُهديك بما أهديت وسيجازيك على قدر أفعالك فإذا جزاك بالشرّ اسأل نفسك لماذا قررّت البدء به؟ واسألك نفسك قبل التنفيذ، أي فكرّ قبل أن تنفذّ! فما الفائدة من الشرّ؟ حارب وباء الشرّ الذي استمدّيته من الشياطين الذين سكنوا عالمنا وزرعوا اوبئتهم في كلّ مكان وفي كلّ زمان فما نتيجة الشرّ إلا الأزمات الاقتصادية والسياسية والصحية التي نعيشها وأنت، في سيطرتك، وفي صمودك، وفي صلابتك، اعلم أنّك قادرٌ أن تدوس على الشرور!
وأنتَ أيّها الانسان،
أحبّ أخيك فإنّه لك وأنتَ له وكلاكما لبعضكما البعض وإن أخطأ واحدٌ منكما بحقّ الثاني اعلموا أنكم في ذلك تزرعوا رماد الضغينة وتساهموا أكثر فأكثر في نشر الشرّ وتُخفضوا نسبة الابتسامة فالشرّ يعني الحزن والحزن يؤدّي للبكاء ونسبة الابتسامة تعني حضور الخير في العالم!
أيّها الانسان، لم أنتهِ بعد! فأنتَ الميّت الأحياء، نوبات الهلع التي تُصاب بها بسبب الكوارث التي تُصبح أمراً طبيعياً لديك ليست لعبةً! مكوثُكَ في المستشفى كلّما سمعت نبأ مقلق ليس لعبةً فأنَّ تكثيف الزيارات الى المستشفى يقضي على صحتّك ويخفّف نبضات قلبك وتحكمك الامراض وتُفسِدُ النعيم الذي تعيش به. لذلك، لا تستسلم، ولا تسمح لنوبات الهلع أن تزورك وأن تزعجك، امنعها، اطردها، امسحها، انكرها، أزلها، انهها، فوحدُها من تعصب عينيك عن رؤية الحياة والاستمتاع بها، وحدُها من تدَعكْ دائماً تهرب من الاماكن الممتعة والآمنة وتغرق في بحر الخوف والحزن والاكتئاب والغدر لأنّك لم تعد تعرف معنى السعادة بل معتاد على الجحيم!
أيّها الانسان،
صحيحٌ أن الأمن غائب والروح غائبة والأمان غائب والسعادة غائبة والنعيم غائب والقلق حاضر والمادّة حاضرة والفساد حاضر والشرّ حاضر وتراهم يتكاثرون مع مرور الأيام الصعبة والفترات الصعبة والاوضاع الصعبة التي يمرّ فيها العالم بأسره لكن أدعوك بألّا تخف، أن تكون مختلفاً لكي يمشي على خطاك كلّ من شَهَدَ على كفاحك في زمنٍ لم يعد للقيم قيمةً، أنتَ وحدُك من تحيي القيم والعادات والمبادئ والروح! لا تخف، فإنَّ المؤمنينَ لا يخافون ولا يستسلمون، يجدّدون قوّة مع الرّب ويسعدون لو كان للأتراح أن تملأ حياتهم!
أيّها الانسان،
عشتَ كثيراً من المشكلات، ركضتَ تخلّص نفسك واعتقدت في كلّ مرّة أنّك انتهيت! وهل انتهيت؟ كلا! واقول لك عبارةً أدعوك تتذكرّها دائماً كلّما ألقت الايام العصيبة بثقلها عليك " أيّها الانسان، المتمتّع بالصحة، اشكرك خالقك وكفاك حزناً على اتفه الأشياء!" فإنَّ الصحّةَ كنزٌ والباقي تفاصيلٌ، تدهور الحالة النفسية يُعالَج، أمّا تدهور الصحة فصعبٌ علاجه بسهولة وتذكرّ أنّ ما تعسرت إلّا وتيّسرت والروحُ ستحيا على أيّة حال! وتحيا معك، فانسَ مصلحتك لأنّ الجسدَ فانٍ والروحُ باقية، أبدية!
وابتسم، فإنّ الابتسامة دواءٌ!
وتفاءل، فإنّ التفاؤل دواءٌ!
وانجح، فإنّ النجاح دواءٌ!
واطمئن، فإنّ الطمأنينة دواءٌ!
وعِشْ، فالعيشُ لا يتوّقف إلّا بحكم ربّك!
وكُنْ، فما الفائدة إنّ لم تكن؟
واسطع كالشمس، وانر ظلمتك بنورِ أملِكَ!
فأنتَ من تقرّر مصيرك!
أنت، ومن غيرك أنت؟
تفاءَلَ فإنَّ الانتصارَ قريبٌ!

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني