عندما تتعرض طائرة في الجو لحادث ما يضحّي قائد الطائرة بكل شيء من أجل انقاذ الركاب، فربما سيلقي كمية من الفيول من الطائرة، وربما سيطفئ أحد المحركات، وربما سيهبط بها بشكل حاد واضطراري مما يؤدي الى تضرر بعض الركاب وتعرضهم للرضوض والكسور، وذلك كلّه بهدف انقاذ الطائرة التي فيها عشرات الارواح.
الطائرة اللبنانية تطير في الجو وهي تعرضت لكل انواع التمزيق والاعطال على مدى 30 عاما، وأصلا هي خرجت من حرب دمّرتها ومزقتها وتم ترميمها سريعا لتطير مجددا، ولكن ركاب الطائرة غير متجانسين، ولا يحبون بعضهم البعض، فبدل أن يجلسوا بتوازن في الطائرة فكل واحد منهم يشدّ الى جهة معينة ويفقدها توازنها في كل مرة.
وكل واحد من الركاب الطائفيين يسعى للسيطرة على الكابتن وتطويعه لكي يقود الطائرة الى الجهة التي يريدها، وعندما يدير الكابتن الطائرة يقفز نصف الركاب الى جهة معاكسة لحرفها عن مسارها، ومن كثرة الانحرافات، تمزّق هيكل الطائرة وهي اليوم تسقط بسرعة قياسية، ولدى اصطدامها ارضا لن يبقى من يقول ان الطائرة كانت لبنانية ولن يبقى صندوقا اسود لمعرفة ما حصل، بل سيبقى شعب بكامله جريحا، ان اسقط قادته به الطائرة بسبب تعنتهم وحقدهم الطائفي المرير على مدى سنوات.
فإلى كابتن الطائرة ومساعده، رجاء افعلوا ما يلزم لرفع مقدّمتها مجددا لكي تطير وانزعوا عن الركاب الحقائب الطائفية والأعراف السياسية، وأعيدوا اعمار بيروت، لأن سقوط لبنان نهائيا سيكون وصمة عار في تاريخكم جميعكم.