بين الحرب البيولوجية والحرب الاقتصادية... الصين تستفيد من فيروس "كورونا"؟
بين الحرب البيولوجية والحرب الاقتصادية... الصين تستفيد من فيروس "كورونا"؟

خاص - Friday, February 28, 2020 5:33:00 PM

تواصل السلطات في اكثر من دولة في العالم عملها من اجل الحدّ من انتشار فيروس الكورونا خصوصا بعد تفشّيه في اكثر من 49 دولة. وجاء يوم امس تصريح منظمة الصحة العالمية بأنّه من الخطأ الاعتقاد أن أي دولة بمنأى عن انتقال فيروس كورونا إلى أراضيها ليزيد من حرص العالم على الوقاية الجديّة لتفادي هذا الفيروس الذي وصفته بـ"الخطير"، فيما يبقى خيار اعلانه "وباء عالميا" رهن تطوّره وانتشاره وعدد المصابين به.

ولا يخفى على احد انّ حصّة الأسد من هذا الفيروس كانت للصين التي منها انطلق الى كلّ العالم. وفي حين اعلنت منظمة "العدل والتنمية في الشرق الأوسط" غير الحكومية ان فيروس "كورونا الجديد" تم تصنيعه واختلاقه في مختبرات طبية سرية في أوروبا، يرى البعض الآخر انّ كل هذه الأخبار هي مجرّد ادّعاءات لا أساس لها من الصحّة ولا دلائل حسّية عليها.

حرب بيولوجية بين الصين واميركا؟

يؤكّد الاعلامي اللبناني المتخصّص بالشأن الصيني ومدير موقع الصين بعيون عربية محمود ريّا في حديث لموقع "VDLnews" انّ "كل التصريحات والتقارير الواردة من الصين تنفي وجود ايّ تدخل بشري في عملية تطور فيروس الكورونا (كوفيد 19) كما اقرّت تسميته منظمة الصحة العالمية اخيرا، كما لا يوجد اي دليل مهما كان صغيرا على تدخل بشري في انتاج هذا الفيروس حتى هذه اللحظة".

ويلفت الى انّ "كل المعطيات تشير الى سبب حيواني في نشوء هذا الفيروس وبالتالي لا يمكن الحديث عن حرب بيولوجية وعن تداعيتها".

ماذا لو عُثر على دلائل؟

ويعتبر ريّا انّه اذا كان هناك ايّ دلائل في المستقبل، فهي ستترك آثارا خطيرة جدا على العالم بأسره لأنّ الصينيين لا يمكن ان يسكتوا عن ايّ محاولة لـ"تسميمهم" بهذا الفيروس، ولا يمكن ان يمرّوا عليه مرور الكرام، بل سيكون لهم ردّ فعل "عنيف" جدا في حال تظهّرت اي محاولة متعمّدة لإدخال هذا الفيروس الى بلادهم.

ويستبعد المتخصّص بالشأن الصيني هذا الأمر بشكل كبير، ويقول: "كل المعطيات تدحض هذا الاحتمال لأنه لا يوجد اي احد في العالم يستطيع تحمّل مسؤولية هكذا خطوة غير محسوبة النتائج، قد تترك آثارها الخطيرة على كلّ العالم وليس فقط على الصين او على الولايات المتحدة او اي مكان آخر في العالم"، مشدّدا على انّ "الفيروس عالمي يشمل الجميع ويضرّ بالجميع، لا يستهدف عنصرا ولا لونا ولا جنسية، ويمكن للجميع ان يتعرّضوا له وهنا تكمن الخطورة، الأمر الذي ينفي احتمال ان يكون فيروسا مصنّعا بشريا".

الكورونا زعزع الاقتصاد الصيني لكنه لن يقضي عليه!

لا احد ينكر قبضة الصين على الكثير من مصادر الاقتصاد العالمي، وبالتالي اي خضّة يتعرّض لها الاقتصاد الصيني ستنعكس حتما على الاقتصاد العالمي. من هنا يشرح محمود ريا انّ تداعيات فيروس كورونا كبيرة جدا على الاقتصاد الصيني، وهي ستترك آثارا كبيرة على هذا الاقتصاد ونموّه خلال الفترة المقبلة"، مشيرا الى انّ "الكثير من القطاعات الانتاجية توقفت في خلال الفترة الماضية سواء على مستوى الصناعة او على مستوى السياحة والتجارة وغيرها من القطاعات الاخرى". ويبدو هذا الأمر مسألة محسومة ومعترفا بها من الجميع وحتى من السلطات الصينية التي تؤكد على هذه الآثار السلبية وبشكل كبير على الاقتصاد الصيني.

ويرى ريّا في حديثه معنا انّ "هذا التأثير ليس مدمّرا، بمعنى انّه ليس قاضيا على الاقتصاد الصيني وانّما سيكون له آثار سلبية لفترة محدّدة قد تكون فترة الربع الأول من العام 2020، ومن ثمّ يبدأ الاقتصاد الصيني بالتعافي لأنّ عملية الحدّ من تأثير الفيروس ومحاصرته والقضاء عليه باتت بمتناول السلطات الصينية من خلال الاجراءات الجبارة التي اتّخذتها في الفترة الماضية".

اذا، لا يمكن اعتبار فيروس كورونا هو ضربة قاسمة للاقتصاد الصيني كما يحاول البعض ان يوحي بحسب ريّا، وانّما له تأثيرات سلبية بلا شكّ.

آثار ايجابية للكورونا!

وفقا لريّا، انّ البعض يرى أن لفيروس كورونا تأثيرات ايجابية على قطاعات اقتصادية كبيرة جدا مثل قطاع التجارة الالكترونية، وموضوع التبادل والتوصيل الاكتروني، وكل القطاعات المتعلقة بالاقتصاد الجديد؛ فكل هذه القطاعات شهدت في الفترة الأخيرة نموّا كبيرا في خلال ازمة الفيروس ممّا عوّض الكثير من الخسائر التي تكبّدها الاقتصاد الصيني في القطاعات الاخرى.

الحرب التجارية الصينية – الأميركية مع واقع الفيروس الجديد

الاقتصاد الصيني والاميركي مرتبطان بشكل كبير جدا، فقد خاضت الدولتان معارك تجارية مريرة على مدار السنوات الاخيرة، وبالتالي ايّ ضربة لجانب هي ضربة للجانب الآخر وهذا الامر الذي ربما يحاول الاميركيون التهرب منه في هذا المجال، بحسب ما يقول ريّا.  

وفي ظلّ الواقع الذي يتخبّط بمخاوف انتشار الكورونا وتداعياته، يؤكّد محمود ريّا انّ "الاقتصاد الاميركي سيتأثّر بالتأكيد مع تأثّر الاقتصاد الصيني وسيكون هناك تداعيات سلبية على الاقتصاد العالمي كلّه. فالصين تمثّل نسبة كبيرة جدا من نمو الاقتصاد العالمي، ومن حجم الاقتصاد الكلّي في كل العالم، ومن هنا يمكن القول انّ كل الدول ستعاني من تداعيات هذا الفيروس على أمل ان يؤدّي التعافي الصيني الى التعافي في كل انحاء العالم ولا سيّما في الولايات المتحدة الاميركية".

ويصف الخبير بالشأن الصيني الحرب التجارية بين الصين واميركا بالخامدة حاليا او بأنّها اخذت استراحة المحارب بإنتظار معرفة التأثيرات الحقيقية لفيروس الكورونا على الاقتصادات العالمية لا سيّما في اميركا والصين.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني