Peace and security then sudden destruction… هل يُطبّق هذا السيناريو؟
Peace and security then sudden destruction… هل يُطبّق هذا السيناريو؟

خاص - Wednesday, December 16, 2020 7:47:00 AM

كريم حسامي 

توازياً مع اتفاقات السلام التي تُبرَم بين الدول العربية وإسرائيل، ستشهد منطقة الشرق الأوسط والخليج خضّة أمنية وعسكرية كبيرة وعنيفة تقع فجأةً ومن دون سابق إنذار.

تتسارع وتيرة إبرام اتفاقات السلام أو التطبيع بين اسرائيل والدول العربية والخليجية، آخرها المغرب وستلحقها دول أخرى في الأيام والأشهر المقبلة أهمها السعودية، فيغزو الاسرائيليون هذه الدول تحقيقا لمشروع "إسرائيل الكبرى".

كل هذه الاتفاقات تجري تحت حجّة "الامن والسلام" و"الازدهار" للمنطقة والشعوب. وبدأت "صفقة القرن" التسويق لهذه الأفكار وما تبعها عبر المسار السياسي مثل مؤتمر بحرين للسلام الاقتصادي او يُعرف رسميا بورشة عمل "السلام" من اجل "الازدهار" الذي سوّق للجزء الاقتصادي من صفقة القرن.

الى ذلك، استخدم وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو عند زيارته مراراً إسرائيل ودول الشرق الأوسط والخليج وبعد لقائه قادتها الذين يستخدمون أيضاً العبارات نفسها للتسويق للهدف وراء مشاريعهم: peace and prosperity،  ويمكن ملاحظة هذه الديمومة أيضاً في تغريداتهم على تويتر.

غير أنّه في ظلّ الجهود المبذولة في هذا الإطار لاقناع الرأي العام أن هذه الاتفاقات والمشاريع ستجلب "الأمن" و"الرفاهية والازدهار" للمنطقة، يظهر الجانب العسكري من صفقة القرن حقيقة الامور من خلال  الأحداث الأمنية العنيفة والتدهور الاقتصادي غير المسبوق، ما يؤشّر إلى مستقبل قاتم للمنطقة والشعوب. فتشّن اسرائيل وإيران حروباً غير مباشرة ضدّ بعضهما البعض في معظم دول المنطقة من لبنان وسوريا وفلسطين والعراق واليمن، وحتّى على أراضيهما.

كل طرف يستخدم كل الأسلحة السياسية-الاقتصادية-الاجتماعية-الثقافية-الالكترونية وغيرها ضدّ الآخر. فتغتال اسرائيل علماء ايرانيين وتضرب ايران وحلفاءها في سوريا وتؤدي ايران الدول نفسه عبر ضرب اسرائيل عبر حماس وضرب حلفاء إسرائيل وأميركا كالسعودية عبر اليمن، وبالتالي يحّل الدمار والفوضى.

تُهيّئ أجواء الحرب مع ايران وأدواتها كحزب الله عبر إرسال قاذفات طائرات وتحليقها فوق الشرق الاوسط في وقت يتم امطارها بكل انواع العقوبات. وما إلى ذلك من إجراءات عسكرية كالهجمات الإيرانية على موانىء السعودية والانزال الاسرائيلي على الشواطىء اللبنانية.

فهل يتم خداع الشعوب كالعادة بشعارات رنّانة للتغطية على المشروع والهدف الحقيقي المتمثل بالدمار المفاجئ الذي سيلحق بالمنطقة يليه الأمن والرفاهية والازدهار للشعوب؟ هذا ما تودي اليه المؤشرات لتحقيق مقولة: peace and security then comes sudden destruction.

وأكبر تأكيد على تطبيق هذا السيناريو هو كلام وليد جنبلاط تعليقاً على حلقة التطبيعات: "ان الحاكم الحالي لامريكا ترامب يبشر الاجيال المقبلة في العالم العربي من مغربه الى مشرقه مستقبلا اسود تسوده  معالم الحروب  والنزاعات القبلية والعرقية والسياسية في كل مكان وحيث اسرائيل ستغزو كل زاوية وناحية منه لمزيد من التفتيت والتدمير".        

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني